هناك ظاهرة سلبية سجلتها فى الأيام الماضية، كنت أتمنى ألا ينزلق إليها العديد منا، وهى استمرار السعى والدأب بهمة مبالغ فيها، وربما الجنوح بالخيال العاق لتسويد وتشويه بعض صور النجاح فى الاستقرار، لا أقول الأقصي، ولكن حتى النسبى على المسارات الأمنية والاقتصادية، وبداية رسم خريطة طريق لأول مرة فى مصر بعد غياب 40 عاما لتصويب البوصلة، ووضع أقدام هذا الوطن على الطريق الصحيح، كما يحدث حاليا، حيث مازال من أسف بيننا فريق لا يجيد إلا الصراخ والعويل، ويعيشون فقط على الأزمات، وباتت كل مهمتهم تشويه الحقائق، ونشر حالة من الاحتقان، وتصدير المشكلات فقط لا أكثر. ودلالة هذا الحديث ما تابعته على مدى الأسبوعين الماضيين، ورصدته بعيون كاشفة فاحصة لحجم الكتابات والنقاش، والرغى الفضائى والإعلامى أيضا بمجرد تأكيد وإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الاستعداد لإجراء تعديل وزارى وشيك، حيث أطلق البعض لقلمه ولسانه العنان للغوص فى وشايات كاذبة، وآراء طاعنة غير مستنيرة، وغير موضوعية، وكأننا نعيش فى خراب ودمار وانهيار كامل، حيث يطالب البعض بإجراء تغيير شامل وكامل، بحجة أن الدولة والحكومة لم تفعل أى شىء، أو تحقق أى انتصارات فى أى مجالات منذ قدومها. ناهيك عن تصوير أحدهم الوضع فى مصر بأنه أسوأ وأردأ من الأوضاع فى سوريا والعراق وليبيا، وأنهم أى شعوب هذه الدول أحسن حالا، وأفضل وضعا منا، وأن ظروفنا صارت أكبر بؤسا. لذا فإن أفضل إجابة للرد على هؤلاء كل لحظة أن ينظروا حولهم، ويوسعوا دائرة الرؤية ليروا ماذا يحدث حولنا، وفى دول الجوار والإقليم، وبالتالى عليهم أن يخرسوا الألسنة، ويتوقف عن التمادى فى التنطع بأن أوضاعهم هناك أفضل من الوطأة والنكسة التى نعيشها فى مصر. فهذه مقارنة غير مقبولة فقط، إنما خادعة كاذبة تعكس هوى وتحرضا لعقول وقلوب ضربها الانزلاق إلى هوات سحيقة من العقوق الفكري، والشطط السياسى. وما يؤسف له أيضا تلك التجاوزات والمبالغات فى القول بأن الحكومة فشلت بالمطلق، وأن مصر لم تحقق شيئا من التقدم والنمو، ومصارعة أمهات المشكلات، وجبال الأزمات التى كانت تغطى سماء هذا الوطن، حيث أريد القول دون مبالغة أو مواربة، إن مثل هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، وإنه مردود إلى أهله، حيث أين نحن الآن من قبل وبعد ثورة 25 يناير؟ وكيف صرنا حاليا؟ حيث هناك فرق السما عن الأرض، فلم تشهد مصر مثلما يحدث الآن: عملية نهضة وتصحيح مسار فى العديد من المجالات السياسية داخليا وخارجيا واقتصاديا وتنمويا، حيث حجم المشروعات والإنجازات يسد عين الشمس فى نهار أغسطس، ولكنه ها هو صراخ المهرولين إلى الماضي، ومصدرى الأزمات والاحتقان وزرع الفتن. لا أريد أن أتجاوز الحقيقة وأقول: صحيح إننا نعانى أزمات ومشكلات اقتصادية واجتماعية جمة، وميراث الشوك الذى ورثه الرئيس السيسى من تركة ثقيلة مليئة بالهموم والديون ليس خافيا على أحد، لكن هناك فى المقابل جهودا ضخمة تبذل، وتحديات جساما تواجه على مدى الساعة، ومشروعات على الأرض تقام، ونجاح مرض يقام ويتحقق حاليا، وغيرها من مشروعات عملاقة سنجنى ثمارها فى العامين المقبلين، ستحول بلاشك وجه الحياة على أرض مصر إلى الأفضل بشهادة القاصى والداني، حيث من أسف أن الغالبية منا لا يريدون أن يستوعبوا أن الإصلاح كان أكثر الكلمات التى تأخرت وتراجعت مواقيته، فارتفعت قيمة فواتيره كما نرى حاليا. ولندرك أن الأوضاع الاقتصادية لن تتحسن، والنمو المراد سيتحقق بين عشية وضحاها، بل هى عملية صعبة ومركبة، وتحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل والعرق والتضحيات حتى نحدث الزلزال المطلوب فى المسار الاقتصادى والتنموى فى مصر، ولابد من الانتقال سريعا من حالة الدولة الريعية إلى اقتصاديات السوق، ومن هنا لابد من الإسراع بتطوير الأنظمة كبداية جادة للتوسع فى أنظمة الاقتصاد الحر ، والكيانات الكبيرة. ومن أجل أن يتحقق كل ذلك لابد أن يمعن ويخطط ويختار رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل بعناية أعضاء حكومته فى التعديل الوزارى المرتقب خلال آيامے، حيث لا يهم عدد الوزراء الذين سيدخلون أو يخرجون، بل يهمنا وزراء محترفون نوابغ متمرسون يتمتعون بالكفاءة والمهنية والنزاهة، خاصة فى المجموعة الوزارية، وحقائب الخدمات والتعليم والصحة، حيث الجميع فى مصر شغوف إلى تلك الوجوه الجديدة، ولحظة الاختيار الصائب. وإلى كل هؤلاء وهؤلاء لا أعنى أن أوضاعنا حاليا لا تخلو من بعض الأخطاء والعيوب، لكن هناك نية صادقة وتوجها وإرادة وعزيمة لا تلين ولا تتوقف لتصويبها أولا بأول، ولكن أصحاب هذه الحملات ضد الرئيس والحكومة والوطن حاليا من أسف يصطفون عن قصد مع حالة التحريض الرخيص المستمر ضد السيسي، وهجوم منهجى على شرعية النظام الحالي، وتشويه مستمر ومتعمد لسياسات السيسي، وهذا ما تفعله جماعة الإخوان المنحرفة أخلاقيا وفكريا، الإرهابية الهوى والقصد مع بعض الكارهين والحاقدين على مصر ونجاحاتها حاليا. لمزيد من مقالات أشرف العشري;