هناك بعض المحاصيل غير التقليدية الواعدة التي يمكن زراعتها في الأراضى المهمشة بمصر وغير القابلة للإستزراع بمحاصيل استراتيجية، ومن هذه المحاصيل: «الطرطوفة - الشيكوريا – الكينوا – الكسافا» وهى تتميز بقدرتها على التأقلم مع الظروف البيئية المغايرة التى تتمثل فى الجفاف وندرة المياه والملوحة المرتفعة سواء بالتربة أو بمياه الري وتفاوت الظروف المناخية». علما بأن زراعة بعض هذه المحاصيل كالكينوا بمناطق عديدة بشمال سيناء ومنطقة نويبع أعطت انتاجا فاق المعدلات العالمية، وتجدر الإشارة إلى أن احتياجات هذه المحاصيل من الأسمدة الكيماوية والمخصبات الزراعية تعتبر محدودة للغاية، ومن ثم فإنه يمكن زراعتها في جميع أنواع الأراضي خاصة الرملية، منخفضة الخصوبة وغير القابلة للاستصلاح بالإضافة إلى تميزها بمقاومتها الطبيعية للإصابة بالأمراض الفطرية والآفات الحشرية, وهو الأمر الذى يجعل في مقدورنا الحد من إستخدام المبيدات الكيماوية، وهو ما ينعكس إيجابا على الحفاظ على البيئة من التلوث وخفض تكلفة الإنتاج, فضلا عن ارتفاع إنتاجية الفدان من هذه المحاصيل التى تتميز بتعدد استخداماتها كغذاء للإنسان، وعليقة للحيوان وكمواد خام يمكن استخلاص العديد من المركبات الحيوية منها ولاسيما «الإنيولين» كمادة محلية طبيعية خالية من السعرات الحرارية تصلح لمرضى السكر وخفض الوزن, و»السينارين» لعلاج مرضى الكبد، كما يمكن الحصول على نشا بمواصفات جودة عالية من جذور الكسافا، وهذا المحصول يعتبر بمثابة الغذاء الأساسي للملايين من سكان الريف ذوي الدخل المتدني في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ويمكن من حبوب «الكينوا» انتاج دقيق خال من جلوتين القمح يصلح لاعداد مخبوزات لمرضى حساسية بروتينات القمح أو السيلاك، كما يدخل في صناعة الخبز فيخلط مع دقيق القمح والذرة لعمل الخبز بنسبة تصل إلى 30% وتحتوي على نسبة مرتفعة من البروتين النباتى الكامل، مما يجعلها ذات قيمة غذائية كبيرة خاصة للنباتيين حيث تتراوح نسبة البروتين بالكينوا من 15 إلى 20%، ويحتوى على الأحماض الأمينية الأساسية، ونسبة من الزيت تصل إلى حوالى 5% ، ويمتاز زيت الكينوا باحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة، وهو خال من الكوليسترول، ويحتوى على أحماض أوميجا 3 و 6 المفيدة، وفيتامين د، وأكدت البحوث أن هذه المركبات ذات أهمية كبيرة من الناحية الغذائية وكأغذية علاجية للعديد من الأمراض، ومن الناحية الاقتصادية، فإنه يتعين على منتجي هذه المحاصيل استخدام هذه المصادر قليلة التكلفة لاستخلاص منتجات عالية القيمة لبيعها في الأسواق المحلية وتصديرها إلى الاسواق الخارجية، وهو ما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصري ويوفر عملة صعبة تحتاج مصر اليها. د.هالة أحمد عبد العال أستاذ الخضر المساعد بمعهد الدراسات والبحوث البيئية