مع التسليم بأن أغلب تعقيدات المشهد السياسى الراهن ترجع فى الأساس إلى الجمود الذى أصاب بنية مصر السياسية والثقافية والاقتصادية لعدة عقود زمنية إلا أننا يجب علينا عدم الاستسلام لليأس واستسهال مقولة «إنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان» لأن ثمة إشارات لا تخطئها العين المحايدة والمنصفة تؤكد بأن مصر تنهض من جديد. ثمة إشارات لا تخطئها العين المحايدة والمنصفة تؤكد جدية الرغبة فى التغيير ليس بهدف إزاحة قيادات وإحلال قيادات أخرى وإنما بهدف إزاحة كل مكونات وأفكار التخلف والجمود لمواكبة طموحات أجيال جديدة تحلم بامتلاك كل أدوات الحداثة التى ترتبط باحتياجاتهم المشروعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ويخطىء من يظن أن إحداث تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية جذرية من نوع ما يطمح إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى هو بالأمر السهل والممكن واليسير وإنما هو مسألة بالغة الصعوبة تتجاوز حدود الإلهاء السياسى بضخ دماء جديدة فى الحكومة أو إصدار قرارات تغازل بطون الناس وشهوة الاستهلاك.. يريد الرجل أن يسابق الزمن لإحداث إصلاحات جذرية فى البنية المصرية تمكن هذا الوطن من بلوغ أكبر قدر ممكن من الاعتماد على النفس والذات فى شتى المجالات. وهنا يأتى دور الأجهزة المعاونة للرئيس فى توفير البيانات والمعلومات الأمنية والدقيقة التى تؤمن الاختيار الصحيح للعناصر الجديدة التى ستمسك بزمام المهام الجديدة لمرحلة النهوض ممن يمتلكون الرؤى المستقبلية الإيجابية حتى لا تتسلل إلى المشهد مرة أخرى عناصر تنتصر للانعزال الفكرى الذى صنع الأوجاع الاقتصادية والاجتماعية التى نسعى لعلاجها وعدم السماح بتكرارها. والحذر كل الحذر من أية محاولة لوقف رياح التغيير التى أطلقها السيسى ولا يرضى عنها البعض لأن الفرصة المتاحة لابتلاع الدواء المر وضمان الشفاء العاجل إذا أفلتت من أيدينا لن تتكرر فى منظور قريب! خير الكلام: الويل لمن تجيئه الفرصة ويعرض عنها ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله