أصابع الاتهام تشير للحوم المستوردة ومشتقاتها باعتبارها مسئولة عن انخفاض معدل استهلاك المواطنين للحوم المصنعة مما يهدد العديد من المصانع بالإغلاق. غرفة الصناعات الغذائية لم تقف مكتوفة الأيدي ولكن حاولت ايجاد حل وطلبت من الحكومة فتح باب استيراد اللحوم من دول غير مصابة بأي امراض حتي تعود ثقة المواطن مرة أخري في منتجات اللحوم المصنعة. ويؤكد مصدر مسئول بغرفة الصناعات الغذائية ضرورة البحث عن مصادر بديلة آمنة لضمان استمرار تشغيل مصانع اللحوم المصنعة لانتاج اللانشون والبسطرمة واللحوم المفرومة والبرجر وتأكيد سلامة تلك المنتجات وخلوها من أية امراض وبالتالي عودة الإقبال علي تداولها بنفس المعدلات السابقة. ويضيف المصدر أن الغرفة رفعت مذكرة لوزارات التجارة والزراعة والصحة عن امكانية استيراد اللحوم من دول امريكا اللاتينية والهند باعتبارها مناطق خالية تماما من مرض الحمي القلاعية وجنون البقر واخضاع الواردات لكل الاجراءات التي تؤكد سلامتها لتطمين المستهلكين وتشجيعهم علي العودة لاستهلاك اللحوم المصنعة, مشيرا الي أن تكاليف الاستيراد من هذه الدول ستكون مرتفعة مقارنة بالاستيراد من اوروبا. ومن ناحية أخري, يوضح د.بطرس غالي شاكر- مدير ادارة التفتيش علي الاغذية بالطب البيطري بناء علي قرار الدكتور فتحي سعد- محافظ6 اكتوبر بشأن المرور والتفتيش علي الثلاجات والمصانع بالاشتراك مع مديرية التموين والشئون الصحية والأمن الصناعي. تمكن أطباء ادارة التفتيش علي اللحوم بمديرية الطب البيطري باكتوبر من ضبط ثلاثة اطنان من جلد ودهون دواجن فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي كانت مخزنة بإحدي الثلاجات بدائرة مركز امبابة تمهيدا لتوزيعها علي مصانع اللحوم غير المرخصة ولاتخضع لاشراف الطب البيطري بغرض تصنيعها لانشون وبيف وبرجر دواجن, وغيرها من مصنعات اللحوم, حيث تقرر اعدامها. ويشير الي أن جلد ودهون الدواجن تعتبر المخزن الرئيسي الذي يترسب ويتجمع به بقايا الأدوية والمضادات الحيوية ومضادات السموم الي تستهلكها الدواجن طوال فترة تربيتها, وبناء عليه فان استخدام الجلود والدهون المستخرجة من الدواجن بنسبة عالية داخل اللحوم المصنعة يمكن ان تشكل خطرا تراكميا علي صحة المستهلكين خاصة ان هذه المصنعات لايتم فحصها معمليا قبل نزولها الي المستهلك. ويطالب مدير التفتيش, بتقنين استخدامها او منعه تماما حماية لصحة المواطنين وحول مبيعات مصنعات اللحوم يقول علي عبد الرحمن طايع- صاحب مصنع لانتاج البيف, ان معدل انتاجه اليومي قد انخفض وتراكم الانتاج بالمخازن لديه وذلك يصب عليه اعباء مالية كبيرة. ويضيف ان اللحوم المستخدمة في مصنعات اللحوم عبارة عن لحوم بقرية مستوردة تحت اشراف هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة, وان استخدام الجلود ودهون الدواجن لاتعتبر من المكونات الاساسية لتلك الصناعة. ويؤكد انه من الصعب ان نضحي بسمعة ومعدلات الانتاج عن طريق استخدام تلك المصنعات الرخيصة وغير الخاضعة للاشراف البيطري. والجدير بالذكر ان مصنعات اللحوم يحظر عليها استخدام اللحوم البلدية وان تراخيص انشاء هذه المصانع ينص صراحة علي استخدام اللحوم المستوردة بالختم البنفسجي وذلك يختلف عن الختم الأحمر الذي يميز اللحوم البلدية. وعلي صعيد الأسعار, يطالب معظم التجار الحكومة بفتح باب استيراد اللحوم من دول الهند وامريكا اللاتينية, لتحقيق استقرار الأسعار في السوق وضمان صحة المستهلك المصري.