لم ير «كارل بوبر» أبرز فلاسفة القرن العشرين (1902- 1994) غلاف هذا الكتاب الذى نعرضه «أسطورة الإطار» كان مسك الختام من الإنتاجات الفكرية لفيلسوف اللاحتمية فى العلم من تصدى لليقينيات، من رفض أن يكون العلم سبيلا وحيدا لأى حقائق ثابتة أو أن يتحول لمقبرة نظريات دون ديناميكية تجريبية.. هدفه الدائم الوصول للصدق لا اليقين، «كارل بوبر» هو فيلسوف الليبرالية بلا منازع بل وواضع المانفيستو الخاص بها.. إذا جاز التعبير. أما المترجمة د. يمنى طريف الخولى فهى أستاذة فلسفة العلوم ومناهج البحث التى ساهمت فى إثراء الحركة الفلسفية والفكرية فى عالمنا العربى من خلال إنتاجها العلمى الغزير وأطروحاتها ومؤلفاتها وتخصصها فى فلسفة كارل بوبر وفلسفة العلم .. هى صاحبة مشروع فكرى أعطى الأولوية لفلسفة العلم وتأريخه ، الفلسفة بالنسبة لها ليست احترافا أو تخصصا بقدر ما هى انشغال دائم بقضايا العصر والمساهمة فيها بالبحث والمعرفة.ويستعرض الكتاب إيجابيات المنهج العلمى ويلقى فى طريقنا بأمتع القصص العلمية وأكثرها دلالة .. فيحدثنا عن واقعة رواها العالم الكبير «ماكس بلانك» حين كان شابا صغيرا وحاول فيزيائى لامع آنذاك إثناءه عن عزمه فى دراسة الفيزياء لأنها علم أوشك على الاكتمال النهائى ولم يعد به مجال لاكتشافات جديدة .. ويسترشد بالواقعة إلى انتهاء مرحلة «السلطوية» فى العلم حين كانت تحكم المشهد بأكمله وكيف كانت هذه السلطوية جزءا من عقيدة العلم قبل ظهور أينشتين الذى قوضت نظريته دعائم نظرية نيوتن وقوضت معها هذه السلطوية وأثبتت أن المعرفة العلمية حدسية افتراضية وأفضل نظرية لا نستطيع القطع بأنها قد لا تسقط ويحل محلها افتراض علمى أفضل. وينبنى على ذلك أهمية التعلم من أخطائنا وأهمية إفساح المجال للطرح الجرىء من الأفكار والنظريات الجديدة ومناقشتها منطقيا .. يعلمنا كارل بوبر أن الانتصار فى المناقشة النقدية يشوبه أحيانا عوامل لاعقلانية.. ويذكرنا أن (العلماء) ليسوا أكثر موضوعية عن بقية (البشر). الكتاب : أسطورة الإطار المؤلف : كارل بوبر ترجمة : د. يمنى طريف الخولى الناشر : الهيئة العامة لقصور الثقافة