الحلال بيِّن والحرام بيِّن وحدود الله لا يمكن تجاوزها مطلقا حقيقة يدركها أغلب البشر ويمشون علي نهجها ويسيرون علي هديها حتي تستقيم الحياة وينتظم بناؤها الاجتماعي ، لكن بعضا ممن استعار ابليس عقولهم واستبد الهوي والشيطان بقلوبهم وأطلقوا لملذاتهم وشهواتهم العنان يأبون الا أن يقعوا في شرك الحرام المنبوذ البعيد عن الفطرة السوية والمنطق السليم. في قرية الفوائد مركز بلقاس كان الأمر مختلفا جدا بل صار لغرابته وشذوذه عن المألوف حديث العامة ومثار غضبهم وغيظهم ، اذ انحرفت العلاقة بين الحماة وزوج ابنتها الي العشق المحرم وانتهت بجريمة قتل بشعة لوالد الزوجة الذي وضع يده يوما في يد زوج ابنته لاتمام عقد النكاح الشرعي. كان الضحية «موفق فوزي فؤاد» والمعروف بالشيف سحس أو أبو خالد ويبلغ من العمر 47 سنة يغيب عن منزله فترات طويلة لظروف عمله طباخا في احدي شركات البترول برأس غارب، في كل مرة يوصي زوج ابنته «محمود الجمل» 31 سنة علي أهل بيته فهو واحد منهم وأمين علي حياتهم وشرفهم ويلبي احتياجاتهم، ومن الطبيعي أن يدخل زوج ابنته البيت في أي وقت يشاء فلا يمكن لأحد أن يشك بأن زوج الابنة ليس سوي شيطان رجيم خائن للأمانة والعهد ، يتسلل الي منزل حماته سماح م ع 35 عاما والتي بادلته أيضا العلاقة المحرمة دون وازع من ضمير أو خشية من رقيب . لم يعمل زوج الابنة حسابا لزوجته المقهورة المغلوب علي أمرها ولا لأطفاله الثلاثة « ولد وبنتين «والذين سوف يتسبب بارتمائه في أحضان الشيطان بتدمير مستقبلهم وتلويث سمعتهم . وبعد أن استمرت العلاقة فترة لم يعد الشيطانان يتحملان مرارة وجود والد الزوجة أثناء أجازته، فبيتت الحماة اللعوب النية مع زوج ابنتها علي التخلص من زوجها ليخلو لهما ممارسة الحرام بحرية ودون قيود في غفلة من ابنتها التي لا تعلم شيئا، وبعد أن شعر الزوج المطعون في شرفه بخيانة زوجته وشاهد بعينه بعض العلامات التي أوغرت صدره كان لابد من ازاحته من الطريق واسكاته الي الأبد ، فاتفقت الحماة مع زوج ابنتها هاتفيا علي طريقة قتل الزوج خارج الزراعات بأرض مجاورة لمصرف الخريجين ما بين قريتي « الفوائد ، الخريجين « بالمنطقة الجبلية، حيث استدرجه زوج ابنته في مشوار عادي الي خارج القرية ثم انقض عليه بشال كان يقتنيه فخنقه به حتي فارق الحياة وجحظت عيناه وخرج لسانه، وعقب تأكده من وفاته استولي علي هاتفه المحمول وقام بنزع الشريحة الخاصة به وألقي الهاتف بالمياه . وبينما كان الأهالي يقومون بفحص مواش مريضة في المنطقة عثروا علي جثمان الضحية بكامل ملابسه وحافظة نقوده بها رقمه القومي، فتم اخطار اللواء مصطفي النمر مدير أمن الدقهلية بالواقعة وتحرك علي الفور فريق أمني تحت اشراف اللواء مجدي القمري مدير ادارة البحث الجنائي وبرئاسة الرائد أحمد توفيق رئيس مباحث بلقاس وتمكن في أقل من بضع ساعات من فك لغز القتل بعد أن أثبت الطب الشرعي أن القتيل تعرض لعملية خنق، واتضح من التسجيلات الهاتفية اتفاق الزوجة وزوج ابنتها علي قتله، وتم ضبط المتهم وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات ، اعترف بارتباطه بعلاقة غير شرعية بوالدة زوجته.