لاشك إنه من دواعي زيادة الثقة بالنفس أن يشعر المواطن ان له صوتا مؤثرا يدلي به في أي انتخابات أو استفتاءات, وبالتالي يشعر بقيمته كإنسان له وزنه وشخصيته في المجتمع الذي يعيش فيه, ومما يزيد من إحساس المواطن بقيمة صوته ينبغي ان يجيد القراءة والكتابة. حتي يستطع ان يدلي بصوته علي النحو الذي يريده ويقتنع به, إذ كيف يدلي بصوته من لايجيد القراءة والكتابة ويعاني من الأمية التامة؟ وهم بالتالي يقودون بلدنا في الانتخابات والاستفتاءات بما يقررونه في صناديق الاقتراع, ويصبح علي المتعلمين ان يدفعوا ثمن جهل مايقرب من نصفهم من الذين قد يشاركون في الانتخابات بدافع المجاملة أو بناء علي توجيهات وتعليمات بأساليب مختلفة؟! وقد يقول قائل ان ممارسة الحقوق السياسية من حق كل مواطن ولايحق التمييز بين مواطن وآخر لأي سبب من الأسباب, وان منع الأميين من الادلاء بأصواتهم انتهاك واضح لحقوقهم!! وقد يقول آخر كيف نحمل هؤلاء الاميين ذنبا لم يقترفوه عندما تجاهلتهم حكومات بلادهم وحرمتهم من محو اميتهم..!! والحقيقة ان منع الاميين من الادلاء بأصواتهم ليس فيه انتهاك لحقوقهم السياسية بل حفاظ عليها من اختياراتهم غير المبنية علي متابعة الحقائق والمعلومات, فهؤلاء تغلبهم الحاجة فيعطون اصواتهم إلي المرشح الذي يستفيدون من ورائه بأي شيء! واليوم ونحن بصدد وضع دستور جديد يجب أن يتضمن منع من يجهل القراءة والكتابة من الادلاء بصوته وليكن هذا حافزا لكل فرد ان يسارع بمحو اميته حتي يكون عضوا مؤثرا في المجتمع الذي يعيش فيه. د.حسن العضمة طنطا