وسط أنباء عن قرب استئناف عمليات إجلاء المقاتلين من مدينة حلب السورية بعد توقفها أكثر من مرة، علق بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم لدي الأممالمتحدة علي عمليات وقف الإجلاء في حلب، قائلا إن ذلك يرجع إلي أن «الجماعات الإرهابية» أخذت الرهائن وتركت المدينة. وأضاف الجعفري أمام المنظمة الدولية قائلا: «للأسف، انتهكت الجماعات الإرهابية الاتفاق وأخذت الرهائن وجثث المقاتلين السوريين عندما خرجوا من المدينة». وحول تغطية وسائل الإعلام الغربية للوضع في حلب، أكد الجعفري أن الإعلام الغربي ومواقع الشبكات الاجتماعية تلاعبت بشكل هستيري بالتغطية وشوهت الحقائق، مشيرا إلي أن أكثر من 9 آلاف مقاتل انسحبوا من حلب بفضل المشاركة الروسية. وكانت الحكومة السورية قد أعلنت أن عمليات الإجلاء المتوقفة في شرق حلب ستستأنف بمجرد السماح بخروج المصابين من قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في محافظة إدلب، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر أنه جري التوصل إلي اتفاق جديد لتأمين إخلاء بقية السكان في الأحياء المحاصرة. في الوقت نفسه، اتهمت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أمس رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ب»التضليل الممنهج»، تعليقا علي إعلانه بأن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مصدر مساعدات إلي حلب. وقالت زاخاروفا : «عندما أعلنت فيديريكا موجيريني مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قبل أسبوع أن الاتحاد هو الهيكل الوحيد الذي يقدم مساعدات إنسانية إلي سوريا، كنت أعتقد بأنها أدلت بهذه التصريحات جهلا، وذلك يحدث أحيانا مع الجميع، ولكن بعد أن بدأ رئيس المجلس الأوروبي بالحديث باسم الاتحاد عن ضرورة فتح ممرات إنسانية في أقرب وقت ممكن، أدركت أن هذه التصريحات ليست سوي منظومة من التضليل المتبادل بينهما وتضليل من جانب المجتمع الأوروبي للمجتمع الدولي». وعلي صعيد متصل، أكد فيتالي تشوركين المندوب الروسي الدائم لدي الأممالمتحدة أن نشر مراقبين في حلب خلال يومين أو ثلاثة أيام أمر غير واقعي، لأن ذلك يستغرق عدة أسابيع. وأوضح تشوركين في جلسة لمجلس الأمن أن «المقترحات الفرنسية المطروحة علي مجلس الأمن تثير تساؤلات»، مضيفا أنه «ينبغي أن يكون المراقبون من الأشخاص المدربين الذين يعرفون ما يفعلونه وما يراقبونه وكيف يمكن مراقبة تلك الأشياء، وإن تخيل كيفية إنجاز ذلك في غضون يومين أو ثلاثة أيام هو أمر غير واقعي حقا». وقال تشوركين إن بلاده بحاجة لمراجعة نص مشروع القرار، مشيرا إلي أن بعض عناصر الاقتراح التي طرحها نظيره الفرنسي «مريبة». وكانت فرنسا قد قدمت أمس الأول - الجمعة - مشروع قرار لمجلس الأمن تحت عنوان «الإجلاء الآمن» لنشر مراقبين دوليين، بحجة حماية حقوق المدنيين خلال عمليات الإجلاء من أحياء شرق حلب. وعلي الفور، أعلنت سامانتا باور مندوبة الولاياتالمتحدة لدي الأممالمتحدة أن بلادها تؤيد الاقتراح الفرنسي، مشيرة إلي أن الإجراء الذي سيتخذه مجلس الأمن الدولي حيال تلك القضية قد يأتي في غضون أيام. وأضافت»إذا كانت روسيا قد تمكنت من تسليم حلب للحكومة السورية، فهي يمكنها بالتاكيد تنظيم ممرات آمنة لإجلاء المدنيين». وفي أنقرة، أعلن إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة التركية أن بلاده تنظر بإيجابية إلي مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء محادثات سلام بين الحكومة و»المعارضة» السورية في العاصمة الكازاخية الآستانة.