عشرات الوجوه المختلفة المتباينة على خشبة المسرح وشاشة السينما والتليفزيون وعشرات العبارات المحفورة في وجدان الناس . .تفاصيل صغيرة تجتمع لتشكل صورة الفنان الموهوب البسيط المتفرد أحمد راتب الذى رحل بالأمس، فجاة ليصدم جمهوره وزملاءه ومحبيه ..كان هو القاسم المشترك الأعظم لكل نجوم عصره على اختلافهم وتنافسهم، وكان هو أقلهم نجومية وأكثرهم حضورا وتنوعا وتجسيدا لمختلف الأدوار البسيطة والمركبة . 129 فيلما سينمائيا بدأها ب«قاتل ماقتلش حد» عام 1979 واختتمها ب«نوارة» عام 2015 .. ومن أبرز أفلامه «على باب الوزير » و« الدنيا على جناح يمامة» و«الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام» و«التجربة الدانماركية» و«المنسى» فى دور شرفى، حيث كان صديقا مقربا للزعيم عادل امام يحترم كل منهما موهبة الآخر ويحرصان على التعاون الفنى .. كما قدم نحو 120 مسلسلا تليفزيونيا و لعل من أبرز ادواره «السحت » في مسلسل «المال و البنون» و «القصبجى» فى مسلسل «أم كلثوم» و«نجيب الريحانى» فى مسلسل «عماد الدين» و«الكحيت» الشخصية التى تخيلها احمد رجب ورسمها مصطفى حسين لتتحول بإحساسه من كاريكاتير الى شخصية من لحم ودم وعلى خشبة المسرح بيته الحقيقى قدم ما يقرب من 30 عملا فنيا ما بين إنتاج قطاع خاص وقطاع عام وأطفال، من أبرزها شخصية «سامح» فى« سك على بناتك» ولكن من أهمها دور الخليفة العباسى فى مسرحية «المحروس والمحروسة» والتى عرضت فى فترة حكم الإخوان، فى الوقت الذى توقف معظم الفنانين عن المشاركة فى المسرح، وظهر هو فى دور الخليفة يوزع الزيت والسكر على رعيته ويحدثهم عن القرد والقرداتى فى إشارات ساخرة وتحريضية على الثورة، ليؤكد أن الفنان الحقيقي يصنع دوره ومواقفه فى الحياة ولا تصنعه الأدوار. مصر ودعته أمس فى جنازة شيعت عصرا من مسجد الحصرى، بمدينة السادس من أكتوبر.