تسابق الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية الزمن لكشف واقعة الإرهاب الأسود والخسيس ، الذى ضرب منطقة الهرم بالجيزةوكفر الشيخ ، أمس الأول ، بعدما زرع الإرهابيون قنبلة ناسفة استهدفت الكمين الأمنى المرتكز في شارع الهرم لتأمين المصلين لصلاة الجمعة فى محيط مسجد السلام ، وقد أسفر الحادث الإجرامى عن استشهاد 6 من قوات الشرطة بينهم ضابطان ، وأصيب 3 آخرون ، يتلقون العلاج فى مستشفى الشرطة بالعجوزة وقصر العينى ، وتبنته حركة «حسم الإخوانية» فى بيان حمل رقم « 8» فى مسلسل إرهابى لجماعة الإخوان الإرهابية ، فى الوقت الذى استشهد فيه مواطن وأصيب مساعدا شرطة فى كفر الشيخ ، بعدما زرع إرهابيون قنبلة على الطريق الدولى بالمحافظة استهدفت سيارة شرطة ، وقد أمر اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية بتشكيل فريق بحث يشرف عليه بنفسه ضم قطاعات الأمن الوطنى والعام ورجال المباحث لملاحقة الإرهابيين والقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة . وقد أكد مصدر أمنى أن جهود البحث مستمرة على مدار الساعة من جميع القوات منذ وقوع الحادثين فى الجيزةوكفر الشيخ لرصد وتتبع موقع الحادثين وسؤال عدد من المواطنين بالمنطقتين والشهود للإدلاء بأوصاف أى مشتبه فيه ويثبت تورطه فى الواقعتين. وأضاف المصدر الأمنى أنه فى واقعة الهرم أكدت التحريات الأولية أن الإرهابيين رصدوا موقع تمركز الكمين الأمنى والذى يرتكز فى محيط مسجد السلام كل« جمعة « لتأمين المصلين فى المنطقة ، حيث تم مراقبته جيدا لفترة طويلة ، وتتبع مكانه بدقة ، حيث إن الكمين يكون متحركا على مدار اليوم ولايرتكز إلا قبل صلاة الجمعة بنحو ساعتين ، مشيرا إلى أن الجناة وضعوا العبوة الناسفة فى الشارع على بعد خطوات من الكمين لتحقيق أكبر قدر من الخسائر ، وهى عبوة بدائية لاتزيد على 10 كيلو جرامات من مادة (t n t ) شديدة الانفجار وقد وصلت قوة الانفجار إلى الطابق الثالث من العقار المجاور لمكان الكمين وتسبب فى تحطم نوافذ شقة به وجهاز تكييف. وأمر اللواء هشام العراقى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بسرعة الانتهاء من تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط منطقة الحادث لرصد التحركات بتلك المنطقة وفى محاولة للتوصل الى المتهمين بزرع القنبلة وهو ما سيستغرق وقتا نظرا لكثافة الحركة المرورية على مدار اليوم حيث إن شارع الهرم شارع حيوى لا يخلو من الحركة بالإضافة إلى أن المحال التى بها كاميرات المراقبة على مسافة بعيدة من منطقة الحادث. كما استمع فريق البحث بقيادة اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ونائبه اللواء محمود خليل إلى أكثر من 150 شاهدا من شهود الحادث إلا أن معظم الشهود لم يروا شيئا قبل الحادث وإنما بعد دوى الإنفجار كما قامت القوات بقيادة اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بالجيزة بفحص عدد من الشقق بالعقار الموجود خلف قوات الكمين والذى قام الجناة بزرع العبوة بسور مخزن بالبدروم الخاص بهذا العقار الذى تبين من خلال فحصه أنه مكان مهمل واستمع فريق البحث إلى أقوال صاحبه. كما استمع فريق البحث إلى أقوال المجندين المصابين بمستشفى الشرطة حيث قررا أنهما فوجئا بصوت الانفجار والذى تسبب فى إصابتهما وإستشهاد الضابطين و 4 من زملائهما بينما يرقد المصاب الثالث بمستشفى القصر العينى وحالته خطيرة ويتابع فريق البحث تطورات الحالة مع الأطباء وقد قام اللواء هشام العراقى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بزيارة المصابين والاطمئنان على حالتهم الصحية وطالب بتوفير كل سبل الرعاية لهم ولأسرهم كما إلتقى والد ووالدة الشهيد الملازم أول أحمد عز واللذين طالبا بالقصاص لنجلهما الوحيد بعدما طالته يد الإرهاب الغادرة ووعدهم العراقى بالقصاص له ولزملائه فى القريب العاجل وأن الجناة لن يفلتوا من العدالة وأصدر تعليمات بمتابعة أسرة الشهيد وتوفير كل سبل الرعاية لها كما حضرت القيادات الأمنية بالجيزة عزاء الشهيد الذى أقيم أمس وتلقوا العزاء به بجانب أفراد أسرته. وتبين من التحقيقات الأولية أن الجناة قاموا برصد الكمين على مدار الشهر الماضى ومكان ارتكازه ووقت وجود القوات به وزرعوا العبوة بشكل يؤدى إلى سقوط أكبر عدد من الشهداء حيث تم زرعها على بعد 50 سم من مكان تمركز القوات وهو ما تسبب فى سقوط 6 شهداء وتناثر أشلاء من الجثث بالإضافة إلى تحطم سيارة دفع رباعى تابعة للشرطة وتبين من تقرير خبراء المفرقعات أن المواد التى استخدمت فى تركيب العبوة مواد شديدة الانفجار وقد سبق استخدامها من قبل العناصر الإرهابية فى عمليات أخرى ومنها تفجير شقة اللبينى بالهرم حيث شملت مسامير وقطعا من الحديد والبلى لاستهداف أكبر عدد من قوات الكمين. ومن ناحية أخرى كثفت أجهزة الأمن بقيادة العميد علاء فتحى مفتش مباحث الغرب حملاتها على عدد من المناطق التى تمثل بؤرا لتمركزات العناصر الإرهابية بكرداسة وأبوالنمرس والبدرشين وعدد من المناطق المتطرفة كما تدهم القوات عددا من الشقق المفروشة بشارعى الهرم وفيصل والمناطق المتفرعة منهما. كما يقوم فريق البحث باستدعاء عدد من المتهمين الذين ألقى القبض عليهم ضمن خلية جنوبالجيزة الإرهابية والمتهمين بتفجير شقة اللبينى للتحقيق معهم تحسبا لأن يكون منفذو الحادث من الخلايا الإرهابية التى ينتمون إليها للتوصل إلى خيوط حول منفذى الحادث. كما تم نشر أكمنة ثابتة و متحركة بمداخل ومخارج الجيزة تقوم بفحص السيارات المشتبه بها وتضييق الخناق على المتهمين بتنفيذ الحادث فى الوقت الذى تقوم فيه الاجهزه الأمنية بوزارة الداخلية بمتابعة البيان الذى أصدرته فى ذلك حركة حسم الاخوانية والتى تبنت الواقعة، حيث أكدت مصادر أمنية أن الحركة هى احد الاجنحة المسلحة للقيادى الإرهابى الدكتور محمد كمال الذى تم قتله على يد قوات الشرطة منذ اسابيع وقد ادعت الحركة ان هذا البيان ردا على مقتله ومقتل عدد من عناصرها على يد قوات الشرطة فى اسيوط والقليوبية خلال الأيام الماضية.