تصريحات بعض قيادات الإخوان لوسائل الإعلام الأجنبية أخيرا عن الوضع بمصر ورفضهم انخراطها في عنف كما حدث في دول اليمن وليبيا وسوريا والجزائر وأنهم لا يملكون إلا الطرق القضائية والضغط الشعبي وأن معارضي المجلس العسكري لا يملكون أسلحة. تثير علامات استفهام لدي البعض ما الهدف من ورائها خاصة أنها مع وسائل عالمية وهل هي إبراء ذمة لما قد يحدث والبعض منهم قد صرح بالعنف سابقا؟ الخبير الاستراتيجي اللواء سعيد الصالحي قال إن لجوء بعض قيادات الجماعة لوسائل الإعلام الخارجية يمثل فشلهم داخليا ولا يوجد لهم مرتكزات إقليمية تعاونهم علي تحقيق أهدافهم ولهذا لجأوا إلي الخطاب العالمي. وأضاف أن مصداقية هذا الخطاب ترجع إلي مشروعية القرارات المتخذة من المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومدي قبولها شعبيا. وأشار إلي أن المجموعة الرافضة لهذه القرارات هي مجموعة محظورة سابقا نشطت مع ثورة25 يناير وارتكزت علي عناصر القوة في هذه الثورة من حيث المتطلبات والاتجاه العام لهذه الثورة. وأوضح أنه نظرا لعدم وجود قادة لثورة25 يناير تم الأخذ بالنظام الدستوري في الاصلاحات وبناء دولة القانون الممثلة في إعادة مؤسسات الدولة والخريطة الموضحة من المجلس الأعلي. واستطرد قائلا إنه نتيجة لتطور الأحداث خلال الفترة الانتقالية الماضية لم تتمكن عناصر المعارضة الممثلة في الإخوان المسلمين ولو في استخدام القوة الناعمة لتحقيق مصالحها الذاتية. وأكد أنه لضبط إيقاع نظام الدولة في ظل التهديدات الحالية الخارجية والداخلية منها الوضع الاقتصادي والاجتماعي كانت مبادرة المجلس الأعلي في الإعلان الدستوري المكمل واعادة تشكيل مجلس الدفاع الوطني الذي يمثل مركز إدارة الدولة وقت الصراعات. وقال إن تصريحات الإخوان هذه تدل علي عدم توحد القوي المعارضة مع القوي الداخلية السياسية والاجتماعية, مشيرا إلي أنه بالمقارنة بين ثورة25 يناير والثورات الشعبية في بعض الدول العربية أو من خلال دراسة التاريخ نجد أن ثورة يناير ثورة بيضاء. وعن تلميحات الدكتور سعد الكتاتني بأن معارضي المجلس العسكري لا يملكون سلاحا قال إن المشير طنطاوي وقيادات الجيش أعلنوا أكثر من مرة أنهم حريصون علي عدم إراقة أي دماء مصرية بأيد مصرية وأنهم تحملوا الكثير من المصاعب والتجاوزات من أجل الحفاظ علي الدم المصري, فالجيش هو نسيج من المجتمع والشعب. وأضاف أن الشعب المصري نسيج واحد وأن الخلافات الموجودة ماهي إلا تعبير عن حراك شعبي كامن حس بالظلم في بعض فترات حياته واليأس وناشد الجميع بالالتزام حتي تمر مصر من هذه المرحلة قوية رائدة كما هي علي مر التاريخ. وأوضح أنه عندما نزلت القوات المسلحة إلي الشارع في28 يناير2011 ترددت مخاوف عالميا وداخليا من أن يكون هذا النزول بداية لعملية قمع دموية تسيل فيها دماء المصريين بالشوارع ولكن الشعب والجيش أثبتا الرأي الآخر واذهلا العالم بموقفهم, فكيف يجئ البعض الآن ويلمح بأن من يحمل السلاح هو المجلس العسكري مؤكدا أن المجلس يملك السلاح فعلا إنما لحماية الشعب المصري والوطن وليس لضرب أبناء وطنه وعشيرته. وقال إن الجيش اسقط كل محاولات التحريض ضد الثورة والشعب والتي صدرت علنا من بعض المسئولين ليؤكد أنه جزء من هذا الشعب وأنه أبدا لن يكون وسيلة لقتله وقهره. اللواء علي حفظي الخبير الاستراتيجي قال إن هناك أطراف خارجية وداخلية تريد أن تغرق مصر في المياه ولا تخرج منها. وأشار إلي أن هناك جهات تسعي لتحقيق مصالح بجمع أوراق الضغط ولكن لابد أن يكون الشعب علي درجة عالية من الوعي والادراك لما يحاك لمصر. وأوضح أن هناك خطوطا حمراء لابد الا نتخطاها بل تعمل علي عدم ايجاد نوع من الطائفية داخل المجتمع وعدم ايجاد مواجهة بين الجيش والشعب وعدم الوصول إلي مرحلة الانهيار الاقتصادي هذا ما يجب أن يعمل الجميع له بجميع القوي السياسية وليس بالتناحر والتصريحات هنا وهناك حتي نعبر بالوطن عما يجب له خارجيا بأطراف وأياد تساعده داخليا لأن الخاسر في هذه الحالة هو مصر وشعبها الطيب.