أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن أقباط مصر جزء من الشعب المصري، وأن جميع المواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده عضوا المجلس العسكري اللواء أركان حرب عادل عمارة واللواء أركان حرب محمود حجازى حول أحداث ماسبيرو، معربا عن مشاعر الأسف للأحداث التي وقعت يوم الأحد بماسبيرو التي راح ضحيتها عدد من شباب مصر، وتقدم المجلس بالتعازي لأسرالضحايا متمنيا للمصابين سرعة الشفاء . وأوضح اللواء أركان حرب عادل عمارة أن عقد هذا المؤتمر الصحفي جاء بعد أن توافر عدد كاف من المعلومات منذ حدوث الأحداث حتي الآن وانصراف البعض عن المسار الطبيعي .وقال أنه سيتم تناول الأحداث بكل دقة وشفافية في ضوء ما هو متوافر من معلومات ودون التعرض لما هو معروض علي القضاء , وأكد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ تولي المسئولية الحالية وحتي انتها المسئولية لا يمكنه أن يحيد عن هذه المسئولية مهما كانت الظروف والعقبات و من جانبه، أكد اللواء محمود حجازي على الثوابت التي تحكم تصرفات المجلس العسكري وأولها أن الشعب المصري هو كل إنسان يعيش علي الأرض المصرية أيا كان دينه أو جنسه وله نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، مشددا على أن أقباط مصر ليسوا فئة طارئة على المجتمع وهم جزء نسيج هذا المجتمع . قال أن جميع المصريين هم مواطنون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات اي كان اللون والجنس . وأكد أن شعب مصر قوته في توحده ومقصود توحده هو توحد جميع أطياف عناصر المجتمع، وقال أن مصر لم تكن في يوم من الأيام «أحوج» لجهود رجالها وتوحدهم أكثر مما فيه الآن . وشهد المؤتمر عرض بعض اللقطات الخاصة بأحداث ماسبيرو، والخاصة بالاشتباكات بين الجيش والمتظاهرين. وشدد اللواء محمود حجازي على أن القوات المسلحة ملك للشعب بجميع أطيافه، موضحا أن نسيج القوات المسلحة مكون من الشعب بجميع أطيافه ويمكن أن يكون من ضمن الشهداء الذين تواجدوا في ماسبيرو مسيحيون، مشيرا إلى أن تراب مصر ارتوي بدماء الشهداء ، منهم الأقباط. وأوضح اللواء محمود حجازي ، في المؤتمر الصحفي العالمي اليوم ،ان ثورة 25 يناير قدمت نموذجا في مجال الوحدة الوطنية حيث صلى المسلمون في حراسة مسيحيين وكذلك المسلمين حرسوا اخوانهم المسحيين . وتساءل اللواء محمود حجازي في هذا الصدد «أين هؤلاء الآن الشباب الذين قدموا نموذجا لمزيج النسيج المكون لشعب مصر» ،وأضاف أن ماحدث في ماسبيرو تصرفات غير مسئولة» تسئ لهذه الصورة، مؤكدا ان هناك مؤمرات وهناك اعداء يحاولون إجهاض الثورة إما من خلال التشكيك في القيادات التي تقود وهو موضوع لامحل له أو من خلال تأجيج الفتنة الطائفية أو إشاعة الفوضي من خلال انفلات أمني أو محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب . وقال أن الثابت الهام هو أن مساحة التوافق بين المسلمين والمسيحيين كبير جدا ويعلم ذلك كل رموز المسيحين والمسلمين المعتدلين وقال ان عناصر القوات المسلحة مهمتها التأمين وليس لها أي أجندات غير مهام التأمين ولابد من أن يكون ذلك محل احترام الجميع، موضحا أن افراد القوات المسلحة الشرفاء يؤمنون الحدود والمنشآت الحيوية . وأضاف أن القوات المسحلة جاهزة للتضحية من أجل الوطن وليس من المعقول أن يقابل ذلك بالتعدي علي افراد القوات المسلحة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تدرك حجم المخاطر ولكنها مصرة علي تحقيق اهدافها كما تعهدت بلإجراء انتخابات نزيهة وصدور دستور يعكس رغبات الشغب وتأتي برئيس عبر انتخاب حر. وقال أن هناك أعداء للوطن يتخذون فرصة المظاهرات للاندساس فيها للنيل من استقرار الوطن، مضيفا «اننا أمام حقائق ليست موضع شك الآن، فهناك مواطنون فقدوا حياتهم وهناك عناصر شرطة عسكرية لم تطلق نيران، وفقا لعقائدها التي نؤكد عليها مرارا وتكرارا لايمكن أن نطلق النيران باتجاه الشعب» . وأوضح أن عناصر التأمين غير مصرح لها بذخائر ولديها أقصي درجات ضبط النفس، وقال «انه كان لدينا يقينا انه لايوجد في أرض مصر من يطلق النيران أو يوجه النيران إلى القوات المسلحة، وإننا أمام موقف ومرحلة ينتقل فيها الشعب من نظام رفضه إلي نظام يطلبه وتعهدت القوات المسلحة أن تحمي الشعب ونجاحها في حماية الشعب وليس في مواجهة الشعب ولكنها قد تضطر لاستخدام الحزم طبقا القانون لمواجهة أعداء هذا الشعب». وأضاف أن الجنود كانوا فى حالة نفسية سيئة وحاولوا تفادى المتظاهرين قدر الإمكان. وقال «أن سلاح القوات المسلحة يختلف عن غيره من التسليح، فسلاح القوات المسلحة يستخدم للقتل وليس للتأمين و لو سمحنا باستخدامه لكانت العواقب كارثية ولكن لم يحدث، وكان هذا من خلال ضبط نفس عالي للقوات المسلحة ولا يجب أن يساء الفهم في ذلك من جانب قوى تريد العبث بالوطن» . وأكد أن القوات المسلحة ليست طرفا يستعدى أحد ولكنها مؤسسة مصرية وطنية شريفة تعهدت بتحمل المسئولية لانتقال بالبلد وليس لها اي اهداف إطلاقا. وبرر عدم ذكر القوات المسلحة لأعداد الشهداء لديها بحرصهم على الروح المعنوية التى لا تثير نوعا من الحساسية بين قوات الجيش، وأكد على أنه سيكون هناك انتخابات مشرفة لمصر على مستوى العالم، وقال أنه لا يجزم ولا يستبعد فى نفس الوقت أن يكون هناك طرف ثالث تدخل فى الاحداث، مستغلين المظاهرات التى تبدأ سلمية، وبمجرد الاعتداء على أفراد الأمن أو الجيش من قبل أى من الأطراف ويقوم أفراد الامن بالدفاع عنهم يتم وصف ما حدث من قبلهم بأنه استخدام مفرط للقوة من قبلهم. وشدد على عدم إمكانية استخدام الجيش للعنف، قائلا «نأمل أن يعى الشعب هذه الحقيقة وأن لا يأتى بتصرفات تستفز القوات المسلحة أو أحد عناصرها، وذلك منذ الأحداث التى تتحرك فيها القوى المعادية لاستغلال المظاهرات للوقيعة بين الجيش والشعب، مطالبا بإبعاد الشعب عن كل هذه القوى المعادية، حماية منه للوطن، كما أن جنود القوات المسلحة تدربوا لحماية الشعب، وهذه الأحداث لا تعبر عن أخطاء المجلس وإنما هى أخطاء محل تحقيق، مشددا على الاجراءات الحازمة التى ستتخذ ضد الأطراف المعادية للجيش والتى من شأنها زعزعة الثقة بين الشعب والجيش، مؤكدا على عدم سماحهم لأى من هذه الأطراف بالوقوف عائقا أمام تقدم الوطن. وقال «نحن نثق تماما أنه لا يمكن أن تتدخل أى دولة ما فى شئون مصر سواء بالدعم المباشر أو غير المباشر» وقال أن الادعاء بأن القوات المسلحة وراء الأحداث أمرا يستحق الرد، مشددا على التحقيقات المستمرة بشأن الأحداث والتى سيتم الاعلان عنها من خلال الوسائل المشروعة بعد الانتهاء منها فى الجهات القضائية المتخصصة. وأشار لعوامل إسقاط أى مؤسسة فى أى دولة والمنحصر فى التوجه للمطالبة بحقوق الشعب فى نفس الوقت، منتقدا رفع كافة مطالب الشعب فى نفس الوقت رغم كونها مشروعة وأشار إلى تجمع حوالى 6000 فرد من المتظاهرين والتى اعتدوا فيها على الجنود، وتم بها حرق المركبات ولكن التحقيقات سثبت بشكل تفصيلى ما دار فى الأحداث. وأضاف أن عبوات الغاز التى تم استخدامها من قبل قوات الشرطة حول مبنى الاذاعة والتليفزيون كانت لتفريق المتظاهرين، منوها إلى كونها طريقة مشروعة فى كافة دول العالم، طالما لا يتم الإفراط فى استخدامها. لافتا الانتباه لما قاله أحد الأقباط الحضور والذى قال «المسلمون هما اللى حموا الأقباط»، موضحا أن ذلك ما يحاول التأكيد عليه منذ بداية المؤتمر، مشددا أن هذه طبيعة الشعب المصرى الأصيل، رافضا التقديرات التى تبنيها بعض الأطراف على الاحداث، دون دليل، منوها « نحن مدركين وجود بعض العناصر غير الوطنية » وقال «زرت البابا شنودة شخصيا وهو لقاء وطنى منذ فترة طويلة»، مؤكدا عدم انقطاع هذا الحوار، وشدد على أن التقديرات فى إدارة الدولة أعمق مما يرد على لسان بعض الأطراف، متسائلا «كيف يمكن الاستغناء عن قوات الشرطة التى تحمى مبنى الاذاعة والتليفزيون، وكيف يمكن امداد الشارع بقوات الجيش ويحدث اصطدام بينها وبين المندسين، ويتم بعدها اتهام القوات المسلحة بقتل المتظاهرين»، موضحا احترامه للنقد الموجه للسياسات، مستنكرا الاتهامات الموجهه للقوات المسلحة الذى يرأس الدولة. وأكد أن القانون والشرع يسمح للقوات المسلحة بالدفاع عن نفسها نطلب من الجميع تحمل المسئولية فى حماية أمن مصر فى وقت خطير. القوات المسلحه تتعهد بأن تصل بمصر الى أفضل وضع وخاصة ونحن مقبلون على فترة حرجه وهى فترة الانتخابات النيابية. ستظل القوات المسلحه على عدها ملك للشعب وسوف تحمى الدوله وأن سياسة ضبط النفس التى تمارسها القوات المسلحه يجب أن لا يستغلها البعض فى إحداث الوقيعه بين الجيش والشعب. القوات المسلحة تتعهد بحماية أهداف ثورة 25 يناير وتتعهد بتنفيذ خريطة الطريق ووضع اللبنة الإولى نحو بناء الدولة الديمقراطية وأولها انتخابات المجالس النيابية. نناشد أبناء الوطن ضرورة الالتفاف نحوف الهدف القومى حتى تصل مصر بكم إلى آفاق المستقبل وتتبوأ مكانتها بين دول العالم. الاستقواء بالخارج خطر يداهم المجتمع وسوف تواجهه القوات المسلحة بكل قوة وحزم. الحذر من أى عناصر هدامة من شأنها هز صورة مصر أمام العالم ,وفق أجندات داخلية ينساق البعض ورائها لتحقيق أهداف شخصية. إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتقدم لابنائه الضباط وضباط الصف والجنود بالتقدير لدورهم المخلص منذ يوم 28 يناير وحتى تاريخه فى حمايه أهداف الثوره والعمل على تحقيقها وما قمت به من جهود أشاد بها العالم وسيخلدها التاريخ.