تمتلك مصر رصيدا حضاريا زاخرا سواء على مستوى نشأة الدولة ومؤسسات الحكم، التى كان من أهم دعائمها وجود الجيش النظامى، وتعتبر المؤسسة العسكرية المصرية هى الأقدم فى تاريخ البشرية، وتعاقب عليها ورعاها قادة عظام تمكنوا خلال الأطوار التاريخية من الحفاظ على كيان الدولة. وفى العصر الحديث، وكما يقول المؤرخ عبدالرحمن الرافعى «إن الجيش هو الدعامة الأولى التى شيد عليها محمد على كيان مصر المستقلة، ولولاه لما تكونت الدولة المستقلة». و«الأهرام»، تعرض جانبا من التأسيس الحديث للجيش المصرى فى بداية القرن التاسع عشر من إنشاء المدرسة الحربية فى 1811 بالقاهرة، التى انتقلت بعدها إلى مدينة أسوان وتخرج منها كثير من قادة العمل الوطنى والعسكرى على مدار أكثر من قرنين من الزمان، ومصر إذ تملك هذا الرصيد فإنها تملك من أبنائها القادرين على الدفاع عنها وتقديم ذلك الزخم الحضارى بالشكل الذى يليق بمكانتها كصانعة حضارة بين شعوب وحضارات اليوم، فى ظل حملات مسمومة تحاول النيل من تاريخ هذا الوطن وثوابته، خاصة فيما يتعلق بمبادئ الجندية المصرية التى هى الأعرق، وفى ارتباط المصرى بوطنه والدفاع عنه والحفاظ على مقدراته، و«الأهرام» بحكم مكانتها وتاريخها وبما تملكه من تراث حافل يمثل ذاكرة هذا الوطن، تتصدى لتلك الحملة الخبيثة والتى ترعاها وتقوم عليها جهات لا تنشد الخير لمصر ولجيشها.