ظن الكثيرون أن سوق «الجمعة البيضاء» التى تقام فى مصر منذ عامين على غرار «السوق السوداء» فى أمريكا، ستكون فرصة لشراء الملابس بأسعار معقولة وتخفيضات كبيرة وفقا لما أعلنته المتاجر الكبرى على مدى الأسابيع الأخيرة، فإذا بهم يكتشفون أنهم عاشوا الوهم، وأن ما أعلنت عنه هذه المتاجر ليس سوى عملية نصب كبري، فالأسعار كما هي، وقد رصد كثيرون من الشباب ذلك بمطابقة الأسعار قبل «اليوم الموعود» وبعده، فمثلا التقط شاب صورة لعلبة بها إحدى ماركات الأحذية قبل يوم التخفيضات المزعومة، وعليها سعر الحذاء ستمائة جنيه، ثم التقط صورة ثانية لعلبة الحذاء نفسها يوم التخفيضات، وعليها سعر آخر قدره ألف ومائتى جنيه، مشطوبا عليه، وبجواره السعر الحقيقى وهو ستمائة جنيه، أى أنه لم تجر أية تخفيضات على ثمنه، وبالطبع فإن هناك من يصدق هذا النصب فيقع فيه، وهناك من يدركه، فيتجنب الشراء! إن هذا اليوم فكرة أمريكية ترجع إلى عام 1869 عندما ضربت أمريكا أزمة مالية، فكسدت البضائع، وتوقفت حركات البيع والشراء مما سبب كارثة إقتصادية فى أمريكا، وقد تعافت منها بعدة إجراءات بينها، اجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها بدلا من كسادها، ومن ثم تقليل الخسائر، وطبقت الفكرة بعدها بريطانيا، وكندا، والمكسيك، ورومانيا، والهند، وفرنسا، والنرويج، وأستراليا»، ثم انتقل هذا التقليد إلى الدول العربية، وسمى يوم «الجمعة البيضاء»، واختير اللون الأبيض بدلا من الأسود لخصوصية يوم الجمعة لدى العرب والمسلمين، وجعلوه آخر جمعة فى نوفمبر كل عام. وقد صار ضروريا أن يتدخل جهاز حماية المستهلك لمحاسبة أصحاب المعارض والمتاجر الذين يتلاعبون فى الأسعار، وينصبون على المواطنين، وعلى كل مستهلك أن يتأكد من سعر المنتج الذى يرغب فى الحصول عليه، بمعرفة سعره الأصلى، وهل هناك تخفيض بالفعل، أم أن الأمر مجرد خدعة لجذبه وتحقيق أرباح طائلة على حسابه؟! [email protected]