القدماء المصريون هم أول من استخدم الفطريات فى علاج الأمراض، إذ اعتبروها مكونا مهما فى النظام البيئى الحيوي، وقد سجلوا هذا فى معابدهم. وفى هذا السياق شهدت جامعة قناة السويس، على مدى ثلاثة أيام، المؤتمر الدولى الأول للحفاظ على الفطريات، تحت عنوان: «التنقيب الحيوى مقابل الحفاظ على الفطريات»، الذى حذر من أن التغيرات المناخية تهدد بقتل الفطريات المصرية. عُقد المؤتمر تحت إشراف كلية العلوم بالجامعة، وتناول محاور عدة أبرزها: التفاعل بين الكائنات الدقيقة وكل من: الإنسان والنبات والحيوان، علاوة على الحفاظ على الأنواع والتنقيب الحيوي، مع تنظيف البيئة بالكائنات الدقيقة، وكذلك التطبيقات الصناعية للكائنات الدقيقة، والكائنات الدقيقة والوقود الحيوى، والكائنات الدقيقة والتراث العالمى، وتعزيز الحفاظ على الأنواع من خلال الفنون. وفى البداية أشار الدكتور مصطفى فودة، مستشار وزير البيئة، ورئيس المؤتمر، إلى أهمية الدور الذى تقوم به الفطريات فى المنظومة البيئية، مؤكدا أن المؤتمر منتدى علمى مهم لعرض الأبحاث، وتقريب الرؤى فى مجال دراسة الفطريات. دور الفطريات على الجانب الآخر أوضح الدكتور أحمد محمد عبدالعظيم، سكرتير عام المؤتمر، أن أهمية المؤتمر ترجع لأهمية دور الفطريات فى البيئة ذلك أن النظام البيئى يشمل الفطريات والكائنات الدقيقة، باعتبار أن تحللهما ذو تأثير كبير من خلال الإنزيمات التى تنتجهما، ويتم استخدامها فى صناعات مختلفة مثل النشا والمواد الحافظة، والصناعات الطبية مثل البنسلين والمضادات الحيوية، وفى صناعات إنتاج الطاقة، وعلاج بعض أمراض الروماتويد. وشارك فى فاعليات المؤتمر العديد من المتخصصين فى علم الفطريات. وقدم الدكتور جيرهارد كوست - من ألمانيا - دراسة عن الفطريات البازيدية، وأماكن توزيعها فى العالم، ومدى تأثرها بالتغيرات المناخية، بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، مما يعرضها للهلاك . وقدم جان مشقع - من فرنسا - نتائج دراسته التى شارك بها فى فحص مومياء رمسيس الثانى بفرنسا، حيث تم فيها عزل للفطريات المتسببة فى تحللها، مشيرا إلى الاكتشافات الفطرية الموجودة فى منطقة الشرق الأوسط. وجدير بالذكر أن الدكتور البريطانى ديفيد منتر، رئيس الجمعية الدولية للحفاظ على الفطريات، أشار إلى ضرورة نشر فكر الحفاظ على الفطريات فى مصر والمنطقة العربية، نظرا لأهمية دور الفطريات فى حياتنا، ونظرا لما تتعرض له من قتل. دراسات التأثر كما عرضت الدكتورة منى قيصر بكلية العلوم فى الجامعة ورقة بحث تناولت فيها دور نظم المعلومات الجغرافية، وصور الأقمار الصناعية، فى الحفاظ على الفطريات، مع رصد تطورها التاريخي، إذ تناولت الدراسة منطقة الدلتا فى الفترة من عام 2003 حتى 2015، التى أوضحت فى نتائجها، تأثر الفطريات بالتغيرات المناخية، مما أضعفها، وعرضها للقتل. وعرضت عزة مسلم - من الكويت - دراسة استعرضت فيها أجناس الكمأة الصحراوية، المهددة بالانقراض فى منطقة شبه الجزيرة العربية، من خلال تناولها لتصنيفاتها ومراحل نشوئها وتطورها. وكذلك قدم العالم الألمانى مايكل فايز، ورقة بحث عن الفطريات البازيدية، المرتبطة بالجذور مع الميكوريزا؛ باعتبارها ذات دور مهم فى نقل المغذيات. أروقة المؤتمر كما نوقشت فى أروقة المؤتمر موضوعات عدة تناولت الدراسات الحديثة لموضوع الفطريات مثل دراسات النانو وتطبيقات المركبات العضوية الطيارة المنتجة من الفطريات فى التصدى للحشرات المضرة بالمحاصيل الزراعية، وكذلك منشطات الأسطح الحيوية، والمنتجة من الاكتينوميسيتات، التى تستخدم فى مواجهة التلوث البترولي. وكذلك تم عرض دراسات عن الفطريات ذات القدرة على امتصاص التلوث الإشعاعي، وفى الختام، خلصت نتائج المؤتمر، إلى العديد من التوصيات، ومن أهمها ضرورة الحفاظ على الفطريات، لأنها معرضة للهلاك والانقراض، لا سيما أن العديد منها يدخل فى بعض المواد الصناعية، فضلا عن أنها تسهم فى إنتاج وتصنيع إنزيمات محلية بدلا من استيرادها بالعملة الصعبة، بل يمكن تصديرها للخارج.