انتصف الفصل الدراسى الأول بالمدارس والجامعات وأعلن عن الكثير من الأنشطة الطلابية المختلفة وهى عادة ما تنتشر خلال الشهرين الاوليين من بدء العام الدراسى ثم تبدأ فى الانحسار والاختفاء مع قرب موعد عقد الامتحانات ويرى الكثيرون خاصة أولياء الأمور أن هذه الأنشطة مجرد تضييع للوقت لأن تركيزهم الوحيد بات على الشهادة الورقية ومجموع الدرجات وللأسف الشديد أصبح هذا المفهوم هو السائد فى المجتمع ولم تعد للأنشطة الطلابية أى أهمية برغم أنها جزء أساسى ومهم من العملية التعليمية التى فشلت فى تأدية دورها الحقيقى وتأخرت لسنوات طويلة لاعتمادها الكلى على تدريب الطلاب على مهارة الحفظ فقط وحل الامتحانات. وخلال الايام المقبلة سوف يعلن عن مواعيد إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية التى اتخذت منذ سنوات طويلة شكل الصراع بين الطلاب سواء كانوا مستقلين أو تحت شعارات لفئة او مجموعة أو غيرها وأخذت أيضا جانبا سياسيا بالرغم من أنها فى المقام الأول والأخير نشاط من الأنشطة الطلابية يجدد وينظم كل عام بل وتداخلت الأفكار والمعانى حتى أصبح معظم الطلاب يعزفون عن الاشتراك فيها بالترشيح أو التصويت لاعتقادهم انها مزورة أو لسيطرة فئة معينة عليها بالإضافة إلى عدم شعورهم بأهميتها والدور المنقوص للطلاب الفائزين الذين لا يقدمون لزملائهم أى فائدة خلال العام الدراسى تذكر وتحولت اتحادات الطلاب الى تنظيم رحلات وحفلات وتناسوا أن هناك أشياء كثيرة ومشاكل عديدة يحتاج الطلاب إلى حلها ومشاركتهم فيها. ويظل دور المعلم فى المدرسة والأستاذ الجامعى منقوصا لأن التعليم فى مجملة ليس فصلا دراسيا أو مدرجا للمحاضرات وأن فكرة التعليم فى حد ذاتها خرجت بعيدا عن هذا الفكر القديم وأصبحت بناء شخصية للمجتمع تمتلك العديد من المهارات ولديها قدرات تستطيع بهما أن تبنى مجتمعا فى حالة تطور دائم يفكر ويعمل وينتج وينجز وأن مهارة الاحتفاظ بالمعلومات وتفريغها باتت مهارة مندثرة مع الفكر الجديد حيث يقوم الكمبيوتر وما يحمله من معلومات على الشبكة العنكبوتية بهذا الدور بكل سلاسة ومهارة فائقة. انشغال المعلم والطالب وأولياء الأمور بالدروس الخصوصية وهجرة الفصول المدرسية وبالتالى المدرسة كمؤسسة تعليمية تربوية تقوم بدور عظيم فى تعليم وتربية النشء أدى إلى انصراف الطلاب عن ممارسة الأنشطة والتدريب على ممارسة الدور الانتخابى وخلق فكر جديد سيطر على العقول وجعلها غير قادرة على ممارسة الحياة والتفرقة بين المعقول وغير المعقول والهدف الرئيسى من التعليم والتعلم وامتلاك المهارات. وبالفعل حدث ذلك بالتبعية فى الجامعات بانتقال الطلاب من المرحلة المدرسية إلى المرحلة الجامعية محملين نفس الأفكار والأهداف غير الحقيقية عن التعليم وتصادف ذلك بانشغال الأستاذ الجامعى بأشياء كثيرة لا تعد ولا تحصى خارج الحرم الجامعى فأصبح الطلاب يمارسون أنشطة طلابية وانتخابات بدون خبرات أو توجيه ممن هم أكثر آمانا وأمنا وتعليما وتثقيفا فاستحوذ على البعض منهم غير المؤهلين وأصحاب الأغراض غير التربوية لتحقيق مكاسب سياسية أو حزبية أو غيرها التى ليست فى صالح الطالب والنظام التعليمى. الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية التعليم والتعليم الفنى يرى أن البداية الحقيقية ستكون مع تطبيق لائحة الانضباط المدرسى حيث تم الانتهاء من تدريب 75 % من طلاب التعليم الأساسى والمرحلة الثانوية على اللائحة خلال الفترة السابقة وتعريف الطلاب بحقوقهم وواجباتهم تجاه المدرسة والمعلم والعقوبات المقررة حال ارتكاب مخالفة كالتعدى أو الهروب وبعض التجاوزات الأخرى بهدف توعية كافة عناصر العملية التعليمية وانتظام اليوم المدرسى ومن ثم عودة الأنشطة فى جميع المدارس باعتبارها مكونا أساسيا من العملية التعليمية بجانب الالتزام بالتسجيل الإلكترونى للحضور والغياب لعودة المؤسسة التعليمية المدرسة لدورها الحقيقى تجاه الطلاب والمعلمين وكذلك عودة الانضباط للإدارة المدرسية بشكل عام والذى شهد فوضى حقيقية خلال السنوات الماضية. والدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى يؤكد أن الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات فى طريقهما من الانتهاء من وضع استراتيجية جديدة تستطيع أن تحل الكثير من هذه الأمور خاصة وأن هدفها النهائى الطالب والأستاذ ومن ثم النظام التعليمى الجامعى بشكل عام وأن العمل بدأ بعقد عدد من ورش العمل لوضع آليات التخطيط متوسطة المدى لتطبيق استراتيجية التعليم العالى والبحث العلمى 2030» وحققنا بالفعل إنجازا كبيرا فى التخطيط ووضع الاستراتيجية الموحدة بمشاركة الجامعات المصرية كلها ومشاركين من كافة المراكز البحثية ووحدات التخطيط الاستراتيجى لبدء مرحلة التنفيذ مشيرا إلى حرص مصر على تطوير التعليم بكل مكوناته ومنه الأنشطة الطلابية ومن ضمنها الانتخابات الطلابية وعودة الدور الريادى لأعضاء هيئات التدريس واهميته حيث أن التعليم ليس مجرد خدمة ولكنه أصبح استثمارا للطاقة البشرية المتمثلة فى الشباب لخلق مستقبل جيد للوطن والاستفادة من البحث العلمى فى دفع الصناعة والاقتصاد وتحقيق طفرة مجتمعية تسعى لهدف موحد وهو ( مجتمع يفكر، يبدع، يبتكر) ،ويتمثل فى تدريب طلاب مؤسسات التعليم العالى على التفكير والمناقشة والإبداع ليصبح لدينا خريج قادر على تأهيل نفسه وتطوير قدراته بعد التخرج والمنافسة فى سوق العمل والخروج عن الإطار التقليدى للتفكير وتوسيع التعاون مع العالم الخارجى، مؤكداً على أنه تم تحديد 11 مسارا لتطوير التعليم العالى فى مصر نعمل عليها جميعا فى وقت واحد وأهمها الإتاحة و جودة الخدمات التعليمية وتطوير نظم القبول وتحسين أوضاع هيئة التدريس والطلاب مشددا على عدم قبول تكرار التجارب السيئة الماضية، وحريصون على تحقيق النجاح والوصول لمنظومة تعليمية تنافس المستويات العالمية.