«أعطنى مسرحاً.. أعطِك شعباً عظيماً»، هكذا قال الكاتب المسرحى العالمى وليام شكسبير عن أهمية ودور المسرح، الذى غاب عن الحياة المدرسية كغيره من الأنشطة الأخرى، فبعد دمج الحصص واختصار مُددها، وتحول حصص الألعاب والموسيقى والمكتبة والأشغال المنزلية إلى حصص لاستيعاب المنقوص من المواد الأخرى، حل العنف محل النشاط وأصبحت المدارس ساحة للصراع بين المدرسين والطلبة أو بين الطلبة وبعضهم بعضاً.. وهنا يلح السؤال: لماذا لا تسير وزارة التربية والتعليم على خطى وزارة الثقافة التى أعادت المسرح الجامعى لاحتواء العنف داخل الجامعات؟ رنا أحمد، مدرس أنشطة بمدرسة 6 أكتوبر الابتدائية، ترى أن الإدارات التعليمية هى التى أخفقت فى حق الطلاب، لأنها لم توفر الأدوات والأماكن والوقت لتلقى الأنشطة، فاختزلت اليوم الدراسى فى المواد الأساسية فحسب، مشيرة إلى أن النشاط المدرسى داخل المدرسة لم ينفذ بالشكل الصحيح، نظراً لقلة الدعم من قبل وزارة التربية والتعليم، التى لا تساعد المُعلم على تقديم كل ما لديه: «مبقاش فى حصص موسيقى ولا ألعاب، طبيعى الطالب يطلع عنيف». هدى عبدالمنعم، وكيل مدرسة «النصر» بإمبابة، قالت إن الطالب المصرى ذو طبيعة خاصة، حيث إنه الأكثر عُرضة للملل، وأنه لا بد من التنوع فى المحتوى، كى يُقبل الطالب على المدرسة ولا ينفر منها: «الروتين بيقتل الإبداع اللى جوه ولادنا، ولو كله حشو هيطفشوا من المدرسة بلا رجعة»، لافتة إلى أن دور المدرسة لا يقف عند التحصيل فقط، بل مساعدة الطلبة على اكتشاف مواهبهم وتنميتها: «لو المدرسة ما ساعدتش الطلبة يكتشفوا مواهبهم وينموها مين هيساعدهم». من جانبه، قال عاطف عبده، مدير الإدارة المركزية للخدمات التربوية والأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم، أن الوزارة تسعى جاهدة إلى إعادة النشاط المدرسى: «الأنشطة المدرسية بعافية، ووجودها كان متنفس للطلبة»، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم تحاول خلال الفترة المقبلة توقيع عدة برتوكولات تعاون مشترك مع وزارتى الثقافة والشباب والرياضة. وأكد «عبده»، أحقية الطفل فى ممارسة الأنشطة داخل الحرم المدرسى، حيث إن مصاريف الطالب المدرسية هى الممول الأساسى للإنفاق عليها: «مصاريف الطلبة جزء منها بينفق على الأنشطة المدرسية، فلازم ياخد حقه».