لقد خيب فوز ترامب برئاسة أمريكا خلال السنوات الأربع المقبلة آمال الكثيرين ليس داخل أمريكا فقط وإنما حول العالم ، فقد جاء فوز إمبراطور العقارات الجمهورى وهو من خارج النخبة الامريكية ومدرسة السياسة التقليدية بمثابة الضربة القاضية للآلة الاعلامية الجهنمية التى استطاعت الدفع بمغمورين الى سدة الحكم ، وإزاحة آخرين عن عروشهم، ولكنها هذه المرة لم تستطع هزيمة رجل الشارع الامريكى من الطبقات المهمشة والعاملة أو تغيير قناعاته فى اختيار ترامب الذى أحيا «حلم أمريكا القوية» رغم محاولات تشويه الرجل، وتقديمه الى الرأى العام بأنه «متهور.. مخبول.. عنصرى.. متحرش.. متهرب من الضرائب.. الخ» أحد المحللين الامريكيين قال تعليقا على ذلك أن وسائل الاعلام كانت تتعمد فى تغطية لقاءات ترامب التركيز على تعبيرات وجهه وحركاته فوق المسرح، لاظهار الجانب السلبى له دون إظهار الحشود التى أمامه، عكس تعاملها مع هيلارى كلينتون التى حرصت على إظهارها دوما فى دور السيدة الاولى التى سوف تصبح الرئيسة الاولى؛ فضلا عن دور بعض نجوم هوليوود ورموز المجتمع الامريكى فى الترويج لهيلارى وتحذير الناخبين من التصويت لترامب، لدرجة أن بعضهم هدد بالهجرة من أمريكا فى حال فوز ترامب؛ وليتهم يفعلون؟ ناهيك عن استطلاعات الرأى المضللة والتى جزمت بفوز كاسح لهيلارى على حساب «المعزول نخبويا» ترامب وتوقعت فوز هيلارى عشية الانتخابات بنحو 90% من أصوات المجمع الانتخابى ، حتى أن بعض القيادات التقليدية للحزب الجمهورى صدقوا ذلك وانصرفوا عن دعم ترامب، ليكون هو أحد أسباب اكتساح الجمهوريين للكونجرس؛ ولكن المواطن الامريكى البعيد عن دوائر صنع السياسة والقرار كان له رأى آخر فى فوز ترامب؛ فهى إرادة الشعوب عندما تريد التغيير، ولكن لماذا افترضنا أن ما حدث كان من قبيل الفشل لهذه الاجهزة؟ ولم يكن من قبيل المخطط للتشويه والاقصاء لحساب صفقات دوائر وأجهزة ومصالح كبرى قائمة لهذه الدوائر ، بدلا من انتظار المجهول؟ ولماذا لم يرحب العالم الحر والديمقراطى باختيار ترامب بطريقة حرة ديمقراطية؟ وتحفظ كثيرون على فوزه واعتبره البعض صادما؛ أليست هذه هى الديمقراطية أيها «النشطاء» والتى تنادون بها وتطالبون الآخرين بتطبيقها..؟ لمزيد من مقالات مريد صبحى