لم تكن النتيجة «المفاجئة» بفوز ترامب على منافسته هيلارى الأولى فى تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية بل إنها مليئة بالمفاجآت والنتائج غير المتوقعة، فكثيرا ما كانت التوقعات والتنبؤات تشير إلى فوز مرشح ما لتأتى النتيجة بفوز المرشح المنافس. أوباما ينجح بفضل «نعم نستطيع» ما حدث مع أوباما لم يكن مفاجأة واحدة بل أثنتين. فقد كانت الأولى فى عام 2008 حينما كانت السيناتور والسياسية الأمريكية الشهيرة هيلارى كلينتون، صاحبة الشعبية الكبيرة وزوجة الرئيس الأمريكى الأسبق المحبوب، تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لتجد منافسها باراك أوباما، السيناتور الشاب من ولاية ألينوى الذى دخل مجلس الشيوخ منذ عامين فقط وليس لدية أى شعبية أو رصيد من الشهرة، بل كانت المفاجأة بتفوقه عليها بعدما اتخذ «نعم نستطيع» و«نعم.. يمكننا التغيير» شعارات له فجعلته أشبه بمناضل ليفوز بترشيح الحزب. بينما جاءت المفاجأة الثانية بتفوقه على منافسه الجمهورى جون ماكين ليصبح أول رئيس من أصل أفريقى للولايات المتحدة. «فلوريدا» تنصر بوش على آل جور فى الانتخابات الرئاسية عام 2000، خسر الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش فى التصويت الشعبى المباشر بينما تفوق عليه منافسه ألبرت آل جور بعدد أصوات تجاوز نصف المليون صوت، ولكن لأن اختيار رئيس الولاياتالمتحدة يعتمد على أساس المجمع الانتخابى، الذى يخصص لكل ولاية عدد معين من الأصوات، فعلى الرغم من فوز آل جور بالتصويت المباشر إلا أنه خسر من المجمع الانتخابى حيث توقف الأمر على ولاية «فلوريدا»، والتى بناء على التصويت بها سيتحدد الفائز. فبعدما كانت وسائل الإعلام متأهبة لإعلان آل جور رئيس الولاياتالمتحدة الجديد، فقد جاءت النتيجة صادمة للجميع بفوز بوش بعدما تفوق على منافسه بنحو 537 صوت. ريجان وكارتر .. وسباق متأرجح فى عام 1980 شهدت الانتخابات الأمريكية تأرجحا كبيرا فى استطلاعات الرأى بين المرشحين رونالد ريجان وجيمى كارتر. فبعدما كان ريجان يتمتع بشعبية أكبر من منافسه منذ بداية انطلاق الحملات الانتخابية، جاء الأسبوع الأخير قبل بدء الانتخابات لتنقلب الموازين وترتفع أسهم كارتر سريعا حيث أشارت غالبية الاستطلاعات، وخاصة تلك التى أطلقها معهد «جالوب» آنذاك بتفوق كارتر على منافسه بنسبة تتجاوز ال 8 ٪، خاصة بعدما شهدت المناظرة الوحيدة التى جرت قبل التصويت تفوق كارتر على منافسه، لذا فقد كانت كل التوقعات والتنبؤات تشير لفوز كارتر، ولكن جاءت المفاجأة الكبرى وغير المتوقعة بفوز «ريجان» بتأييد نحو 44 ولاية له من أصل 50. «المناظرات» تسدد الضربة القاضية لنيكسون فى عام 1960 كان ريتشارد نيكسون قد أكتسب شعبية كبيرة من خلال عمله كنائب الرئيس الأمريكى الأسبق أيزنهاور، الأمر الذى منحه الثقة الكبيرة وشجعه على الترشح للانتخابات الرئاسية ليجد أمامه منافسا صغيرا فى السن ولكنه صاحب ذكاء حاد ولباقة مبهرة.. أنه عضو مجلس الشيوخ آنذاك جون كينيدي، الذى كان واحدا من أكثر السياسيين الشباب الموهوبين فى القرن ال 20. وقد توقع السياسيون والمحللون عدم قدرة كينيدى على الحصول على التأييد الذى يتمتع به نيكسون إلا أن أداءه المبهر فى ال 4 مناظرات التى سبقت الانتخابات ساعدته فى زيادة شعبيته.. وبعدما كان نيكسون هو الأقرب للرئاسة بشهرته وخبرته السياسية جاء فوز كينيدى ليصبح أصغر رئيس منتخب للولايات المتحدة. ترومان يهزم ديوى فى 1948 حينما كان يسعى الرئيس الأمريكى آنذاك هارى ترومان للفوز بفترة رئاسية ثانية، نشرت صحيفة «واشنطن ستار» كاريكاتيرا سياسيا ساخرا يظهر ترومان وهو ينظر للوحة إعلانات بها عناوين توحى بالصعوبات الجمة، التى تقف أمامه، والتى ستعرقل حصوله على فترة رئاسية ثانية، خاصة بعدما وصلت شعبيته لأدنى مستوياتها إلى جانب مواجهته تمرد من داخل الحزب الديمقراطي، الذى ينتمى له والذى من المفترض أن يقف معه. وفى المقابل كانت شعبية منافسه الجمهورى توماس ديوى فى ازدياد مما جعل هناك قناعة فى الشارع الأمريكى بأن ترومان لن يحصل على فترة ثانية وأن الدفة تتجه نحو ديوي، إلا أن المفاجأة كانت فوز ترومان بأربع سنوات أخرى فى البيت الأبيض.