هبط فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة كالصاعقة على أطراف عديدة داخل البلاد وخارجها وهناك خاسرون كبار سواء على مستوى مؤسسات تقليدية أو حزبية أو شخصيات عامة أو جماعات مصالح: هيلارى كلينتون: الخاسر الأكبر فقدت حلم الرئاسة وهو ما عملت على الوصول إليه بكل السبل على مدى سنوات وأرادت أن تدخل التاريخ كأول إمرأة تفوز بالرئاسة ولكنها خرجت خالية الوفاض وربما يدفع الرئيس الجديد إلى فتح التحقيقات معها فى قضية البريد الإلكترونى بعد حملة انتخابية ساخنة وتراشق وصل إلى حد السباب واتهامات مشينة فيما بينهما. يعلم ترامب أن هيلارى كلينتون تملك مفاتيح تحريك مجموعات من النخبة ضده وفى الكونجرس أيضا وهو ما سيدفعه إلى استخدام سلاح تقديمها للعدالة لتحييدها أو إخراجها من الصورة تماما. وبخسارتها لم يعد هناك مستقبل سياسى لسيدة تقترب من السبعين من عمرها اليوم. نخبة واشنطن: فى مراكز الأبحاث الليبرالية وبعض المراكز المحافظة التى وقفت ضد ترامب على طول الخط ورفضت فكرة وصوله إلى الحكم ومن المنتظر أن يتوقف الاعتماد التقليدى على نخبة مراكز التفكير التى تمد الإدارة الأمريكية بخبراء ومسئولين وربما يتجه الرجل إلى الاستعانة بشخصيات من خارج النخبة التقليدية فى واشنطن. نخبة الإعلام الأمريكي: وقفت تلك النخبة ضد ترامب لمدة 18 شهرا وأعلنت موقفها بوضوح رفضا لأفكاره ومواقفه من قضايا تلمس وترا مع الناخب العادى مثل قضية توفير الوظائف والمهاجرين وبرامج الرعاية ومن المنتظر أن يتصاعد التوتر بين تلك النخبة وبين ترامب فى فترة رئاسته حيث تعلن مجموعات إعلامية صراحة عن عدائها للرجل وهناك سيناريو أن يشجع ترامب على ظهور مجموعات إعلامية جديدة بديلة لمواجهة فقدان تلك المجموعات المسيطرة لمصداقيتها. - الأقليات: تتحمل قيادات الأقليات مسئولية تصعيد التوتر مع ترامب من البداية بعد أن إصطفوا مع المرشحة الديمقراطية دون مبرر واضح لأسباب الحماس الشديد لوصولها للحكم ومن هؤلاء الخاسرين الجالية العربية والجالية الإسلامية ممن فضلوا عدم التواصل مع ترامب رغم توضيح موقفه مرات عديدة بشأن ما قصده من التعامل مع المسلمين المتطرفين وليس عموم من يدينون بالإسلام. وول ستريت: ألقى لوبى المال فى وول ستريت بثقله وراء هيلارى كلينتون والتى حصدت منهم أموالا كثيرة فى شكل تبرعات ومن المحتمل أن يقوم ترامب بحركة تصحيحية إنتقامية ضد نخبة وول ستريت فى المستقبل لمنعهم من تخريب فترة رئاسته دون أن يخل ما سوف يفعله بوعوده بتقديم حوافز أكبر لممارسة أنشطة الأعمال وتقديم حوافز ضريبية كبيرة للإستثمارات الجديدة التى تعيد خلق الوظائف للمجتمع الأمريكي. جماعات الإسلام السياسي: يستهدف ترامب حسب التصريحات التى أطلقها مواجهة جماعات العنف فى الشرق الأوسط من حلال تحالفات من نوع جديد مع القوى المعتدلة فى المنطقة لا تقوم على المناورة أو توظيف المواقف ضد مصلحة الشعوب مثلما فعلت الإدارة الحالية فى سوريا والعراق وليبيا. ويعتزم مواجهة تنظيم داعش بحسم وصرامة مثلما صرح أقرب مستشاريه لشئون الشرق الأوسط فى حوار مع «الأهرام» قبل أيام. كما أن جماعة الإخوان الإرهابية من الخاسرين الكبار بعد أن فقدت دعم أصوات داعمة فى الإدارة الديمقراطية الحالية وبعضهم كان مرشحا للاستمرار مع إدارة هيلارى كلينتون.