لا شك فى أن هذا الاهتمام العالمى بانتخابات الرئاسة الأمريكية هو انعكاس لهيام وغرام يربط معظم الشعوب بالنموذج الاقتصادى والاجتماعى الناجح والمستقر فى المجتمع الأمريكى رغم أن معظم هذه الشعوب ترى فى السياسة الخارجية الأمريكية نزوحا ملحوظا نحو العنف والاستعلاء وازدواجية المعايير. ويخطيء من يشكك فى أن حاسة الشعوب حاسة صادقة وشفافة ولا تخضع لحسابات الأنظمة والحكومات التى تتفادى التناطح بالرأس مع دولة عظمى يغلب على سياستها منهج الاندفاع والتهور اعتمادا على القوة بمفهومها الشامل من خلال استخدام كل أوراق الضغوط وفى مقدمتها ورقة الضغوط الاقتصادية التى يتم التلويح بها دائما فى وجه أى دولة تفكر مجرد تفكير فى أن تقول «لا» لأمريكا التى تملك معظم مفاتيح التأثير فى المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل منظمة التجارة العالمية والبنك الدولى للإنشاء والتعمير وصندوق النقد الدولى. أمريكا التى نحبها كوطن وشعب تختلف عن أمريكا التى نكرهها كدولة ومؤسسات تعطى نفسها الحق فى تغيير واستبدال أنظمة الحكم التى لا تروق لها والمجاهرة بحق أمريكا فى التدخلات الفجة فى الشئون الداخلية لأى دولة يجرى تصنيفها على أنها دولة مارقة تستحق الإدراج على لائحة الغضب الأمريكي... والأمر لا يختلف كثيرا بين الجمهوريين والديمقراطيين مهما تغيرت الوسائل فالجوهر واحد.. ولهذا فإن الرهان على فوز أى رئيس دون الآخر لا يستند إلى أى أساس سياسى مقبول ومن ثم فإن القول بأن فوز ترامب أفضل لنا من فوز هيلارى كلينتون هو مسألة نفسية فقط بعد الذى أظهرته كلينتون من خداع ومناورة أثناء وبعد أحداث 25 يناير 2011 !. ولعل أكثر ما يساعد أمريكا على استمرار عدم الاهتمام باتساع ساحة العداء لسياستها الخارجية هو اطمئنانها إلى نجاح استراتيجية تغييب الرأى العام الأمريكى عن الشئون الدولية من خلال التركيز على القضايا الداخلية فى البرامج الانتخابية!. خير الكلام: سوء الظن رذيلة ولكنه مع الأشرار فضيلة!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;