للأسبوع الخامس على التوالى تواصل صفحة «المحافظات» فتح ملف المدن الجديدة بمالها وماعليها بعد أن أنفقت الدولة مليارات الجنيهات فى أعمال البنية التحتية ، ومرور عشرات السنوات على إنشاء هذه المدن. ونعرض اليوم ، نموذجين مختلفين . مدينة عمرها 30 عاما ، وهى «النوبارية الجديدة» التى تقع على أطراف محافظة البحيرة وتبعد 70 كيلو مترا عن العاصمة دمنهور ،تستوعب حاليا 28 ألف نسمة فى حين ان المستهدف استيعاب 85 ألف مواطن، المدينة تشهد العديد من المعوقات والمشكلات ، حيث يعانى السكان من شبكات الصرف وتراجع الخدمات وتراكم القمامة، على الجانب الآخر أكد رئيس جهاز المدينة أنه تقرر إنشاء توسعات وامتداد للمدينة على مساحة 16 ألف فدان بالاضافة إلى تخصيص 50 فدانا لانشاء حى متميز يضم 1700 وحدة سكنية جديدة ، وأنه تم التنسيق مع رئيس جامعة دمنهور لاستكمال انشاء 3 كليات جديدة . أما النموذج الثانى ، مدينة على الورق فقط وهى مدينة «الخارجة الجديدة» لتستوعب توسعات عاصمة محافظة الوادى الجديد ، حيث تم تخصيص مساحة 500 فدان لإنشاء المدينة ولكن حتى الآن لم يبدأ العمل فيها، حيث يرى عدد من المسئولين أن السبب يرجع الى ضعف الإقبال على مشروع الإسكان الاجتماعي الذى تم الإعلان عنه مؤخرا بعد أن تقدم عدد 20 مواطنا فقط ممن تنطبق عليهم شروط الحصول على الوحدة السكنية فى حين تم طرح عدد 3888 وحدة لأبناء المحافظة.. والى مزيد من التفاصيل فى السطور القادمة البحيرة : «النوبارية الجديدة» .. توسعات على 16 ألف فدان واستكمال 3 كليات إمام الشفى
»النوبارية الجديدة« تقع على أطراف محافظة البحيرة وتبعد 70 كيلو مترا عن العاصمة دمنهور ، نموذج عصرى شكلت جذبا نسبيا للسكان وحافظت على المسطحات الخضراء والارتفاعات رغم مرور أكثر من 30 عاما على بداية انشائها ، حيث تضم 9 أحياء سكنية ومناطق خدمية وصناعية وأخرى للاستثمار الزراعى ويقدر عدد السكان بنحو 28 ألف نسمة فى حين انها تستوعب 85 ألف مواطن. المدينة شهدت خلال السنوات الماضية العديد من المعوقات التى أحالت حياة السكان الى مسلسل من المعاناة التى لا تنقطع حيث يعانى السكان من مشاكل شبكات الصرف وتراجع الخدمات وتراكم القمامة وسوء الأوضاع بالمستشفى المركزى بعد أن سقط فى دوامة الاهمال فضلا عن تعثر الشركات بعد أن كانت قبلة للمستثمرين ، على الجانب الآخر أكد رئيس جهاز المدينة أن وزير الإسكان أصدر قرارا بإنشاء توسعات وامتداد للمدينة على مساحة 16 ألف فدان بالاضافة إلى تخصيص 50 فدانا لانشاء حى متميز يضم 1700 وحدة سكنية جديدة ، وأنه تم التنسيق مع رئيس جامعة دمنهور لاستكمال انشاء 3 كليات جديدة . يقول محمد أغا مستثمر - رغم أن المنطقة الصناعية بالنوبارية الجديدة تتمتع بمميزات كبيرة نظرا لموقعها الاستراتيجى وانفاق عشرات الملايين لتوصيل المرافق فإنه بعد مرور كل هذه السنوات فإن هناك عددا من المصانع أغلق أبوابه وعددا آخر يعمل بربع طاقته ، والمثير أن المسئولين يقومون بدعوة المستثمرين الجدد لإنشاء مشروعات جديدة ويتناسون المشروعات القديمة التى توقفت أو أوشكت على التوقف. ويؤكد علاء الدين زايد - أحد المستفيدين من مشروع «ابنى بيتك» - أن النوبارية تشهد العديد من المشاكل نتيجة هطول الامطار الغزيرة التى تصل أحيانا إلى حد السيول وبالرغم من المبالغ الطائلة التى صرفتها الدولة فى أعمال البنية التحتية للمدينة فإن الخلل الجزئى فى التخطيط العمرانى وضعف شبكات الصرف الصحى وشبكات تصريف الأمطار التى تختلط بمياه الصرف أوقع الكثير من الوحدات السكنية فى مشكلات تتكرر مع كل موسم شتاء مخلفة وراءها خسائر وأضرارا لتتحول معظم المناطق إلى برك مائية تضررت منها الطبقة الأسفلتية والأرصفة وأنه لا يمكن السير فى الشوارع فى فصل الشتاء إلا بالأحذية البلاستيكية، فضلا عن انتشار بؤر التلوث وتعرض الأهالى للأمراض وكأننا نعاقب على السكن فى المدن الجديدة، ويستمر مشروع تصريف الأمطار غير قادر على المواجهة بسبب سوء الإدارة والاهمال وغياب الرقابة عليها ، وقصر الاشراف على مجلس أمناء معين وليس منتخبا ، مشيرا إلى عدم الاهتمام بالطريق المؤدى إلى مدينة دمنهور ووجود المطبات التى تتسبب فى وقوع العديد من الحوادث الأمر الذى يجعلنا فى عزلة حقيقية لأن معظم سكان النوبارية من أبناء محافظة البحيرة. ويشير صفوت قريطم - محاسب بإحدى شركات النوبارية - إلى أنه بقدر سعادة السكان بسبب دخول مشروع الغاز الطبيعى للمدينة بقدر ما يسخطون على المسئولين الذين تركوا بطون الشوارع مفتوحة دون إعادة الشىء إلى أصله حيث امتلأت الشوارع بالحفر والمطبات ،فضلا عن سوء التخطيط فى بناء كوبرى المشاة بالطريق الصحراوى أمام الكيلو 84 فالوصول للكوبرى يتطلب عبور طريق الخدمات وهو طريق مزدحم بسيارات النقل مما يؤدى إلى وقوع حوادث ، والإهمال الشديد فى المستشفى المركزى فلا وجود للأطباء تقريبا خاصة فى فترة المساء ولا توجد أدوية والأجهزة متهالكة حتى مركز الشباب مجرد لافتة فقط فى ظل صمت غريب من مجلس أمناء المدينة. وتقول ثناء القطيفى عضو المجلس القومى للعمال والفلاحين إن المدينة لا يوجد بها مسرح أو قصر ثقافة أو مكتبة عامة أو معرض فن تشكيلى ، وتشير إلى ضرورة توافر جميع مستلزمات الحياة ، وتطالب بضرورة التمثيل الشعبى للمدن الجديدة مثل بقية المدن والأحياء والقرى كما تطالب بإنشاء فرع لجامعة دمنهور بالنوبارية حيث يعانى الطلاب من الذهاب إلى الكليات بالمدن المجاورة. من جانبه أوضح المهندس محمود النجدى رئيس جهاز النوبارية الجديدة أن المدينة تضم 170 مصنعا ،بالإضافة إلى الصناعات الصغيرة ، وقد تم تشغيل نحو 90 % منها فى مختلف الصناعات التى يتم تصدير معظم انتاجها لدول الاتحاد الأوروبى توفر آلاف فرص العمل فضلا عن أن المدينة بها أكثر من 2000 وحدة سكنية إلى جانب مساكن مشروع ابنى بيتك كما أنه يجرى حاليا تنفيذ 1440 وحدة ضمن مشروع الاسكان الاجتماعى على 4 مراحل تم الانتهاء من المرحلة الأولى ومن المقرر انجاز المشروع خلال 6 شهور ، ويتم حاليا تدعيم الطرق بكل الأحياء فالنوبارية الجديدة تشهد ارتفاع معدل الزيادة السكانية بإستمرار وذلك بسبب توافر احتياجات السكان . وكشف النجدى عن صدور قرار وزارى بإنشاء توسعات وامتداد للمدينة بمساحة 16 ألف فدان على طريق وادى النطرون - العلمين حيث يجرى حاليا اعتماد المخطط وتنفيذ أعمال الرفع المساحى ودراسات المياه الجوفية بالاضافة إلى تخصيص 50 فدانا لانشاء حى متميز يحوى 1700 وحدة سكنية جديدة ، مشيرا إلى وجود جميع الرسوم الهندسية الخاصة بهذه المنشآت ، كما أنه تم أخيرا طرح استزراع غابات خشبية متنوعة خلف المدينة الجديدة على مساحة 2000 فدان للاستفادة من مياه الصرف الصحى المعالجة. وأضاف رئيس جهاز النوبارية الجديدة أنه تم التنسيق مع رئيس جامعة دمنهور للبدء فى استكمال انشاء 3 كليات جديدة لرفع المعاناة عن كاهل أبناء المدينة وتحقيق التنمية المتكاملة فى المدينة، لافتا إلى ان خطة العام الماضى بلغت نحو 275 مليون جنيه ومن المستهدف أن تصل فى العام المالى الجديد إلى مليار مع بدء إنشاء التوسعات الجديدة. النائب بلال النحال عضو مجلس النواب يطالب بضرورة تمثيل المجتمعات العمرانية الجديدة فى المجالس المحلية المنتخبة ونقل تبعيتها من وزارة الاسكان إلى محافظة البحيرة وأن يتضمن ذلك قانون الإدارة المحلية الجديد لتحقيق الرقابة المتكاملة بين الأجهزة الحكومية والمجالس المنتخبة. ويضيف النحال: هناك طفرة كبيرة فى المدن الجديدة وهى تجربة ناجحة ولكن هناك بعض أوجه القصور يمكن معالجتها ، ويجب التوسع بقدر الامكان فى مثل هذه المدن.
الوادى الجديد : «الخارجة» .. مدينة على الورق ! خالد قريش
رغم تخصيص مساحة 500 فدان لإنشاء مدينة « الخارجة الجديدة « بمحافظة الوادى الجديد فى المنطقة الواقعة شمال مدينة الخارجة الحالية ، وتحديدا أمام الأرض المخصصة لإنشاء جامعة الوادى الجديد ، لكن حتى الآن لم يبدأ العمل فى المدينة الجديدة. اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد ، أكد أن المحافظة خصصت 500 فدان لمدينة الخارجة الجديدة وأن هناك تنسيقا مع الدكتور مصطفى مدبولى وزير الاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة ،حيث تم عرض موقف المدينة على الوزير خلال زيارته الأخيرة للمحافظة ووعد بدراسة الموضوع والبدء فى إنشاء المدينة الجديدة. وقال المحافظ إن التنسيق مع وزارة الاسكان يتضمن تخصيص دعم مالى لإقامة عدد من العمارات السكنية بالقرى لإتاحة الفرصة أمام شباب القرى لإيجاد الوحدات السكنية لتنمية القرى والحد من الهجرة للمدن.. فيما أوضح المهندس أحمد حسين مدير عام الاسكان بالوادى الجديد ، أن الاتصالات لا تنقطع مع وزارة الاسكان للبدء فى المدينة الجديدة لتكون فرصة لزيادة الرقعة العمرانية والسكنية بالمحافظة. عدد من المسئولين يرى أن عدم البدء فى البنية الأساسية والإعلان عن مدينة الخارجة الجديدة يرجع الى ضعف الإقبال على مشروع الإسكان الاجتماعي الذى تدعمه الدولة حيث تم تخصيص عدد 3888 وحدة لأبناء المحافظة فى حين تقدم عدد 20 مواطنا فقط ممن تنطبق عليهم شروط الحصول على الوحدة السكنية.