لم تكن فرقة رضا مجرد مجموعة من الشباب الهواة أصحاب المواهب الكبيرة في الرقص الشعبي والغناء.. بل طاف محمود رضا أرجاء مصر من الدلتا إلي الصعيد ومن النوبة إلي الواحات ليجمع تفاصيل ملامح الشخصية المصرية، العادات والتقاليد والأزياء ورقصات العمل والفرح وحلقات الذكر وألعاب الأطفال ومختلف أشكال التعبير في حياة كل مصري . وما فعله محمود رضا كان بحثا ميدانيا يؤهله بكل تأكيد لنيل درجة الدكتوراة في دراسة الفولكلور لولا أن المعهد العالي للفنون الشعبية لم يكن قد أسس بعد . ومن هنا تأتي أهمية مبادرة الدكتور جابر نصار في احتضان حرم جامعة القاهرة لعرض فرقة رضا تحت القبة الشهيرة والتي تحتوي مسرحا يقول رئيس الجامعة إنه بني في عام 1905 مواكبا لبناء الجامعة نفسها، بمعني أن الذي بني جامعة القاهرة طلبا للعلم كان يعي أهمية المسرح والفنون في بناء شخصية الإنسان.ولعل دخول فرقة رضا إلي محراب العلم المقدس يحمل دلالة التحرر من الجهل والتطرف ويؤكد احترام المصريين لتراثهم وثقافتهم الشعبية. وكانت أول عروض الفرقة أمس الأول بالجامعة و تستمر لمدة أسبوعين. كما ستقدم فرقة الآلات الشعبية و أنغام الشباب و الفرقة القومية للموسيقي الشعبية عروضا أخري لطلبة الجامعة في اطار بروتوكول التعاون بين الجامعة و البيت الفني للفنون الشعبية.