◄ الحاسب الآلى والمهارات الشخصية وإتقان اللغة أهم الأسلحة لربط التعليم بالوظيفة ◄ خبراء التعليم يطالبون بدورات محددة معتمدة شرطا للتخرج ومعامل لثقل المهارات العملية
القضاء على ظاهرة البطالة أصبح أمرا يحتاج إلى استعدادات من الدولة والجامعات والخريجين فكم من شباب يتخرجون سنويا فى الجامعات ويبدأون رحلة البحث عن الوظيفة والتى قد تستمر لسنوات دون جدوى ويتفاجأ البعض منهم خلالها بأنهم غير مدربين أو مؤهلين بشكل جيدا فى أثناء سنوات الدراسة لاختراق سوق العمل بعد التخرج وأنهم غير قادرين على اقتناص الفرص والحصول على الوظيفة. والسؤال الذى يطرح نفسه للجميع ما هو الدور المطلوب أن تقوم به الجامعة لتأهيل هؤلاء الشباب فى أثناء فترة الدراسة بشكل إجبارى لاكتساب مهارات سوق العمل؟. فى البداية قال الدكتور محمد عمران خليفة مدير مركز التطوير الوظيفى بجامعة جنوب الوادى وأستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم والمدير التنفيذى للمعلومات أن سوق العمل يفرض على الطالب اكتساب المهارات المختلفة من تعلم لغة واتقان الحاسب الآلى أو غيرها من الأسلحة التى لابد أن يتزود بها الطالب قبل تخرجه حتى يستطيع مواكبة التطور المجتمعى والتنافس داخل سوق العمل. وأضاف أن هناك كما لابأس به من الشباب يتم تخريجهم من الكليات وهم غير مؤهلين من الناحية العملية وليس لديهم خبرة كافية مثال على ذلك خريج كلية الهندسة الراغب فى العمل بإحدى شركات البترول فهو مؤهل فى الناحية الأكاديمية والنظرية بشكل كامل ولكنه من الناحية العملية قد لا يستوعب مهام وظيفته. وأشار إلى أن دور الجامعة يكمن فى تدريب هؤلاء الطلاب من الناحية العملية كل منهم فى تخصصه وثقل مهاراتهم بدءا من كيفية تعلم مهارات كتابة السيرة الذاتية الخاصة بالطالب ومهارات التسويق والحاسب الآلى وتعلم اللغة الانجليزية وغيرها من المهارات الأخرى وضرب مثالا آخر قائلا: خريج كلية التجارة الراغب فى الالتحاق باحدى البنوك فهناك مهارات لابد عليه أن يكتسبها بجانب اتقان المحاسبة ومنها القدرة على التواصل مع الجمهور الخارجى والقيادة وغيرها. وأوضح أن مركز التطوير الوظيفى بالجامعة يقوم بهذا الدور حيث انه ينتدب خبراء من سوق العمل لتدريب الطلاب على هذه المهارات ولسد الفجوة بين التعليم الأكاديمى واحتياجات سوق العمل خاصة القطاع الخاص وبالفعل نجح المركز فى إيجاد العديد من فرص العمل لخريجى جامعة جنوب الوادى لدرجة ان إحدى شركات الاتصالات قامت بإنشاء فرع بقنا بعد نجاح الخريجين فى المقابلات الشخصية التى أجرتها معهم وقامت بتعيين أكثر من 80 خريج جامعيا. ومن ناحية أخرى قالت الدكتورة حنان كمال مرسى أستاذ تكنولوجيا التعليم والإعلام بكلية التربية جامعة حلوان ومدير مركز التطوير الوظيفى بالجامعة انه لكى نخرج شابا قادرا على اختراق سوق العمل لابد أولا من تغيير لوائح الجامعات بحيث يشترط عدم حصول الطالب على شهادة تخرجه إلا بعد اجتيازه دورات وبرامج معينه مثل اتقان الحاسب الآلى وحصوله على شهادة «ICDL» وإجادة اللغة الانجليزية بحد أدنى المستوى الخامس «المستوى المتوسط» وحصوله على دورتين على الأقل فى تنمية المهارات الشخصية والتى تمكنه فى الانخراط فى سوق العمل وذلك عن طريق أى مركز معتمد من الجامعة لضمان جودة البرامج. وأكدت انه من الخطوات الأخرى التى يجب اتخاذها لربط التعليم بالوظيفة إعادة النظر فى بعض المقرارات والمناهج الدراسية وتغييرها لأنها عقيمة وقديمة وليس لها أى علاقه بالواقع وما يحدث الآن والقضاء على ظاهرة الملازم فى الدراسة وأن يعتمد اسلوب التعليم على البحث والتفكير وليس الحفظ والتلقين لأن ذلك سيكسب الطالب العديد من المهارات ودعم الكليات بالمعامل اللازمة وفقا للتخصصات الموجودة بها لثقل الطالب بالمهارات العملية والخبرات التى يتطلبها سوق العمل مشيرة إلى أن هناك العديد من الكليات ليس بها معامل وتقوم بتدريس العملى على ورق. وأشارت إلى أن جامعة حلوان نجحت فى ربط التعليم بسوق العمل والفضل يرجع إلى وعى قيادات الجامعة بأهمية دورها فى تخريج منتج مميز قادر على اقتناص الفرصة للحصول على وظيفة وذلك عن طريق إدارة مشروع ربط التعليم بالوظيفة.