كشف مصدر حكومى أمريكى مسئول أمس النقاب عن أن وزارة العدل الأمريكية نصحت مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف.بي.آي» بعدم إطلاع الكونجرس على الرسائل الجديدة التى عثر عليها ال «إف.بي.آي» مؤخرا، والتى اتخذ على أثرها قرارا بإعادة فتح التحقيقات فى قضية البريد الإليكترونى الخاص بالمرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلارى كلينتون. ونقلت وكالة أنباء «أسوشيتدبرس»عن المصدر نفسه قوله إن كبار مسئولى وزارة العدل، الذين علموا بنية «إف. بي.آي» فى إطلاع الكونجرس على عثورهم على رسائل جديدة قد تبرر إعادة فتح التحقيق مع كلينتون، أعربوا عن مخاوفهم من أن تلك الخطوة ستتعارض مع بروتوكولات الوزارة التى تنص على تجنب التدخل والتأثير فى الانتخابات خاصة مع قرب إجرائها واحتمالية أن يتسبب التحقيق الجديد فى تداعيات سيئة على المشهد السياسى فى الولاياتالمتحدة فى ذلك الوقت الحساس. وأضاف المسئول أنه على عكس رغبة كبار مسئولى وزارة العدل، تصرف جايمس كومى مدير ال «إف.بى.أي» منفردا وأرسل إلى العديد من أعضاء الكونجرس خطابا حول الرسائل الجديدة التى تتعلق بقضية كلينتون وإمكانية فتح التحقيق مجددا بشأنها. وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن هذه الرسائل الجديدة التى لم يعرف مضمونها، عثر عليها فى كمبيوتر محمول خاص بأنتونى وينر زوج هوما عابدين مساعدة كلينتون والذى انفصل عن زوجته فى أغسطس الماضى ويخضع لتحقيق منفصل لإرساله رسائل ذات طابع جنسى إلى قاصرة. وذكرت »أسوشيتدبرس» إن تلك الخطوة كشفت عن احتمالية حدوث شقاق بين وزارة العدل وكومي، الذى خدم فى الحكومة تحت قيادة رؤساء من الحزبين الديمقراطى والجمهوري، كما أنها قدمت دفعة سياسية لحملة المرشح الجمهورى المنافس دونالد ترامب. ومن جانبه، اتهم ترامب خلال تجمعين انتخابيين فى ولاية أريزونا وزارة العدل بأنها تفعل كل ما فى وسعها لحماية المرشحة الديمقراطية، فى مثال آخر على ما يصفه ترامب ب «النظام الفاسد». وقال ترامب أمام أنصاره «الآن ترد أنباء عن أن وزارة العدل تتصارع مع «إف.بى.آى»، وهذا لأن وزارة العدل تبذل كل ما فى وسعها لحماية النشاط الإجرامى لهيلارى كلينتون». وأضاف أن «التصويت لكلينتون يعنى تصويتا لإخضاع دولتنا للفساد العام». واتهم كلينتون بأنها وعدت وزيرة العدل الحالية لوريتا لينش بإبقائها فى منصبها إذا تم إسقاط الملاحقات ضدها. وتابع «أنها أكبر فضيحة سياسية منذ فضيحة ووترجيت ونأمل فى إحقاق العدل». وكانت كلينتون قد صرحت أمس الأول فى تجمع فى دايتونا بيتش بولاية فلوريدا بأنه «من الغريب أن ينشر شيء كهذا، بمعلومات قليلة جدا قبل وقت قصير جدا من الانتخابات». وأضافت أن «الأمر ليس غريبا فحسب، بل غير مسبوق ويثير قلقا عميقا لأن الناخبين يستحقون الإطلاع على الوقائع بمجملها، لذلك اتصلنا بالمدير كومى ليوضح كل شيء فورا ويكشف كل شيء». جاء ذلك فى الوقت الذى لجأت فيه كلينتون إلى مشاهير هوليوود على أمل أن يساعدها ذلك فى الفوز فى الانتخابات، حيث تصدرت أخبار إحياء الممثلة والمغنية جنيفر لوبيز حفلا مجانيا فى ميامى لدعم كلينتون عناوين الأخبار، فى حين ستصعد كلينتون الأسبوع الجارى إلى خشبة المسرح مع مغنى الراب جاى زى فى كليفلاند ثم مع الفنانة كاتى بيرى فى فيلادلفيا فى الخامس من نوفمبر المقبل.