فى الذكرى العشرين لوفاته، أطل علينا الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين فى طبعة جديدة من عنوانه الخالد (أيام بلا تاريخ) رأى الأستاذ علاء عبدالوهاب رئيس تحرير كتاب اليوم أنها وسيلته لتكريم اسم هذا الكاتب التليد، فأصدر نسخة جديدة من نصه الجميل وفوق غلافها صورة الأستاذ بهاء ورسوم لأشهر من جاءت الصفحات بسيرهم مثل سعد زغلول باشا وعبدالله النديم والدكتور طه حسين فى فصول تحمل عناوين: (الأدباتى خطيب الثورة) و(زواج الشيخ على يوسف) و(الجلاء والدستور والفن الجميل) و(إمبراطورية زفتي) و(الأمة بين سعد وعدلي) و(الإسلام وأصول الحكم). ورغم تنوع موضوعات الكتاب الذى قرأته دون مبالغة خمسين مرة على امتداد عمري، فإن فكرته واحدة، تدور حول أن الإنسان فى أبسط تعريف له هو كائن ذو تاريخ، وهو لا يقرأ أحداث التاريخ مفروطة متناثرة، وإنما هى سياق متحد متكامل يتعلق بالعبرة التى يستخلصها الإنسان من أحداثه المختلفة المبعثرة. وتوقفت كثيرا أمام قصة زواج الشيخ على يوسف باعتبارها درة هذا النص التى تحكى تغييرا فى المزاج الاجتماعى تحول بقضية الزواج إلى المحكمة لعدم تكافؤ الشيخ السادات والد العروس صفية مع العريس على يوسف من جهة الحسب والحرفة، فالسادات ينتمى إلى أسرة لها نسب ينتهى بفاطمة الزهراء وعلى يوسف أعجمي، ثم إن على يوسف يعمل بالصحافة (رئيس تحرير جريدة المؤيد) وهى إحدى أحقر المهن!! وفى شد وجذب طويلين انتزعت السيدة صفية إلى بيت الشيخ الرافعى ثم منه إلى أن عادت من جديد إلى بيت الشيخ السادات الذى وافق على عقد قرانها مرة أخرى على الشيخ على يوسف. وعلى الرغم من قصة الحب اللاهبة فقد عاش الشيخ على يوسف مع صفية فى تنغيص شديد حتى مات على 1913 ثم تزوجت صفية من الممثل توفيق عكاشة. القصة ملمح من قضايا التحول الاجتماعى الكبير التى يحسن بشبابنا قراءتها حتى يفهموا أن ذلك التحول لا يجرى بمجرد الكيف والمزاج والإنترنت ولكن بكفاح يدخل فيه الرأى العام طرفا فاعلا. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع