حسمت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية المناظرة الرئاسية الثالثة لصالحها على حساب منافسها الجمهورى دونالد ترامب قبل ثلاثة أسابيع من موعد انتخابات 8 نوفمبر المقبل، بحسب استطلاعات الرأى الأمريكية، بعد أن كانت قد تفوقت عليه فى المناظرتين السابقتين، غير أن ترامب قدم فى مناظرة الأمس التى جرت بمدينة لاس فيجاس أداء أفضل بكثير من أدائه السابق، بعد أن حاصر منافسته فى أكثر من ملف، وهاجمها بعنف، بل ورفض مجددا الاعتراف بشكل مسبق بنتائج الانتخابات، متحدثا عن «تزوير» متوقع. وخلال المناظرة التى استمرت نحو تسعين دقيقة، وأدارها إعلامى شبكة «فوكس نيوز» الشهير كريس والاس، تبادل ترامب وكلينتون الاتهامات والألفاظ العنيفة، وتحدثا مرارا فى آن واحد، وقاطع ترامب منافسته أكثر من مرة بكلمة «خطأ» أثناء حديثها، بينما كانت هيلارى تبتسم ساخرة على بعض تعليقاته، مما استتبع الأمر تدخل مدير المناظرة إلى تنبيههما، وكانت الملاحظة الأبرز أن الخصمين اللدودين لم يتصافحا قبل المناظرة أو بعدها. وردا على سؤال عما إذا كان سيقبل بنتائج الانتخابات، وفقا للتقاليد الانتخابية الأمريكية بشأن الانتقال السلمى للسلطة، رفض المرشح الجمهورى التعهد سلفا بذلك، مشيرا إلى أنه يريد إبقاء البلاد فى حالة «تشويق»، وقال : «سأنظر فى الأمر فى حينه»، مضيفا أن «ما رأيته حتى الآن سيئ للغاية»، فى إجابة أثارت حفيظة كلينتون التى قالت «هذا أمر مروع .. ويحط من قدر ديمقراطيتنا ويشوهها». واتسمت المواجهة «النارية»، وهى الأخيرة بينهما، بسجالات عنيفة وتبادل اتهامات من العيار الثقيل وصلت أكثر من مرة بالمرشح الجمهورى إلى حد تحقير منافسته، لدرجة أنه قال عنها أنها «كذابة»، و»يا لها من امرأة بغيضة»، بينما اتهمته وزيرة الخارجية السابقة بأنه «دمية» الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورد عليها ترامب بقوله إن بوتين تفوق عليك فى كل المناطق. كما أنكر ترامب الاتهامات التى وجهتها إليه نساء عديدات بالتحرش بهن، واتهم كلينتون بفبركة هذه الاتهامات. وحول ملف المهاجرين غير الشرعيين، وصفت كلينتون خطة ترامب لترحيلهم بأنها ستؤدى إلى «تمزيق البلاد». وخلال المناظرة أيضا، تساءل ترامب : «اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية والسعودية دول غنية فلماذا لا تدفع للولايات المتحدة مقابل حمايتها»؟ وعن الشأن السوري، حذر ترامب من أنه إذا تمت الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد فإن النتيجة قد تكون أسوأ من بقائه، واتهم أمريكا بدعم مقاتلى المعارضة فى سوريا دون أن تعرف هويتهم، وأضاف أن الكثير مما يحدث فى حلب هو بسبب خطأ كلينتون، بل أشار إلى أن الرئيس السورى أكثر صرامة وذكاء من كلينتون وباراك أوباما. وأضاف أيضا أن الاتفاق النووى الإيرانى جعل إيران دولة قوية جدا وقادرة على امتلاك أسلحة نووية. ومن جانبها، قالت كلينتون إنها ستواصل الضغط من أجل إقامة منطقة لحظر الطيران فى سوريا، ولكن لن تدعم إضافة قوات أمريكية فى العراق أو سوريا. وبعد المناظرة، أظهر استطلاع ل»سي.إن.إن» أن مشاهدى المناظرة يرون أن كلينتون فازت بنسبة 52٪ مقابل 39٪ لترامب. وعلقت مديرة حملة ترامب على مسألة الاعتراف بنتائج الانتخابات قائلة إن المرشح الجمهورى سيقبل نتيجة الانتخابات “لأنه سيكون الفائز”.