سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
5 مبادرات عالمية لمواجهة التطرف تنطلق من القاهرة غدا علماء من 80 دولة يواجهون «الإسلاموفوبيا» علام: مؤتمر «الإفتاء العالمى» بداية لحصار فتاوى العنف فى الغرب
في ظل ما يمر به العالم من موجات شديدة التغير لم تحدث في سابق تاريخه من قبل، من اجتياح موجات التطرف بصوره المختلفة للعالم شرقًا وغربًا، وكان أحد مظاهره تلك التنظيمات التي انتسبت زورًا وبهتانا للإسلام وروجت للعنف باسم الدين وصولاً لمصالحها وأهدافها، وانتشار جرائم الكراهية والاعتداء علي مسلمين في شتي بقاع الأرض في تنامٍ غير مسبوق لظاهرة “الإسلاموفوبيا”. جاءت مبادرة دار الإفتاء المصرية بتنظيم مؤتمر عالمي بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يومي 17و18 أكتوبر الحالى تحت عنوان:”التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة” الذي يعقد بمشاركة مفتين وعلماء دين من 80 دولة عربية وأجنبية. وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن المؤتمر الذي تنظمه الدار تحت مظلة الأمانة العالمية لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يمثل أول محاولة جادة تربط بين الهيئات الإفتائية والجاليات المسلمة في الخارج فيما يتعلق بأمور الإفتاء وتوضيح صحيح الدين وتنقية الفتوي مما لحق بها جراء ما يعرف بظاهرة «فوضي الفتاوي». فقد تعاظم دور الجاليات المسلمة في البلاد ذات الأغلبية غير المسلمة حتي صاروا سفراء للإسلام في بلدان العالم المختلفة، مهمتهم نقل الصورة وإزالة التراب عن الوجه الصحيح للدين الحنيف. وأضاف إن المؤتمر يمثل خط الوصل المؤسسي الأول بين الأقليات المسلمة بالخارج والهيئات الإفتائية بالدول الإسلامية، وذلك بعد أن سيطرت بعض التيارات المنتمية إلي «الإسلام السياسي» علي منصات الخطاب الديني بالخارج، والتي نشرت عددا من الفتاوي والأطر المتشددة أسهمت بشكل كبير في تشويه الخطاب الديني ووصم الإسلام بالعنف والتطرف، وإلحاق الأذي والضرر بالمسلمين وغير المسلمين بالخارج. ويسعي المؤتمر العالمي للإفتاء إلي التصدي لتلك التيارات وما يصدر عنها من فتاوي وأقاويل ضالة وهدامة، وليكون أول هيئة إفتائية تربط بين الأقليات الإسلامية بالخارج وبين الهيئات الإفتائية الوسطية والمعتدلة في الدول الإسلامية، وتقديم جميع أشكال الدعم والمساعدة لتأهيل أئمة مساجد الأقليات المسلمة ليتصدوا للفتوي عبر أطر دينية صحيحة ومناهج إسلامية معتدلة ليقوم المسلمون في الخارج بدورها الوطني في بلدانهم ودورهم الحضاري في الربط بين العالم الإسلامي والغربي، وإثراء الحضارة الغربية بجميع القيم والتعاليم الإسلامية البناءة. مرصد عالمي للأقليات وأوضح أن المؤتمر سيطلق في ختام أعماله 5 مبادرات، وتتمثل المبادرة الأولي في إنشاء مرصد عالمي يرصد أوضاع الأقليات والجاليات الإسلامية في الخارج علي مدى 24 ساعة، لمساعدة المفتين وعلماء الدين والخبراء في التعامل مع القضايا التي تخص الجاليات الإسلامية. والمبادرة الثانية هي إعلان القاهرة الصادر عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. أما المبادرة الثالثة فتتمثل في تقديم الدعم العلمي والفني في إنشاء مؤسسة إفتاء عالمية. وتتضمن المبادرة الرابعة إطلاق برنامج تدريبي لتحسين المعارف والمهارات الإفتائية، والمبادرة الخامسة هي إنشاء ملتقي بحوث ودراسات الأقليات المسلمة. دورات تدريبية وأضاف المفتي أن إنشاء أول كيان إسلامي جامع لدور وهيئات الإفتاء علي مستوي العالم يعكس الدور الكبير الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في مواجهة فتاوي التطرف والإرهاب وتصدي غير المتخصصين للفتوي والسعي الحثيث لوضع ضوابط وقواعد محددة لضبط إصدار الفتوي علي مستوي العالم الإسلامي. وأشار مفتي الجمهورية إلي أن إنشاء هذا الكيان الإفتائي العالمي يمثل نقطة فارقة من أجل السعي إلي توحيد العمل الإفتائي المعتدل ودفعه إلي صدارة المشهد، إضافة إلي توحيد جهود المسلمين والأقليات المسلمة في الخارج في مواجهة فتاوي التطرف والإرهاب. وثيقة القاهرة للأقليات كما سيصدر المؤتمر في ختام أعماله «وثيقة القاهرة» لتلك الجاليات التي تقترح حلولا عملية وعلمية لكل المشكلات التي تواجهها في الخارج. وأوضح المفتي، أن وثيقة القاهرة للجاليات الإسلامية بالخارج ستؤكد أن هذه الجاليات أصبحت جزءا من العالم الغربي الذي يوجدون في دولة، وأنه لا يمكن فصلهم عن مجتمعات تلك الدول وأن عليهم التعامل بإيجابية وفاعلية مع مجتمعاتهم بالخارج، وألاَّ يكونوا أيادىَ هدامة لها، بل فاعلين في نهضتها وفق الشخصية الإسلامية التي تدعو للبناء وترفض العنف والغلو. وأشار إلي أن الوثيقة المقترحة ستركز علي قيم الحضارة الإسلامية والشخصية الإسلامية في الغرب التي تعكس صورة حقيقية عن سماحة الإسلام وتطالب الجاليات بالاندماج والتفاعل الإيجابي مع المجتمعات التي يعيشون بها، ويتم نشرها في كل أرجاء العالم لتكون موثقا يتعامل به أبناء الجاليات الإسلامية في الخارج.