رئيس جامعة كفر الشيخ يترأس لجنة اختيار عميد كليتي الحقوق والطب البيطري    إبراهيم عيسى: الإيجار القديم قانون يمشي على حقل ألغام    وزير التموين: إقامة نحو 10 أسواق ل "اليوم الواحد" في الإسكندرية    ترامب يوضح سبب رفضه تشديد العقوبات على روسيا    دول أوروبية تدعو لقبول فلسطين عضو كامل العضوية بالأمم المتحدة    جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز بعد فوز الأهلي على فاركو    زيزو يُشعل تتويج الأهلي بلقب الدوري المصري في مواجهة فاركو    حريق «مُروع» في الإمارات.. ما الحقيقة؟    «مبفوّتش مباراة».. كريم عبد العزيز يكشف انتمائه الكروي ويوجه رسالة ل محمد صلاح (فيديو)    نوران ماجد تتعاقد على تقديم مسلسل «للعدالة وجه آخر» ل ياسر جلال    «ابتعدوا عن هذه التصرفات».. 3 أبراج الأكثر عرضة للانفصال    اغتنموا الطاعات.. كيف يمكن استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة؟ (الافتاء توضح)    تسبب فى «عماه».. السجن 5 سنوات لمتهم بضرب زوج أخته بالدرب الأحمر    أمن الغذاء.. «هيئة ضمان الجودة» تعتمد برنامجين جديدين ب كلية الزراعة جامعة بنها    محافظ سوهاج: يعقد اجتماعًا لبحث الموقف التنفيذي لمشروعات "حياة كريمة" بمركز جرجا    تشكيل تشيلسي الرسمي لمواجهة ريال بيتيس في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    إيران وعُمان تتفقان على دعم القضية الفلسطينية    عمرو الورداني: الحب بوابة الدخول إلى هذه الأيام العشر من ذى الحجة    عاجل.. «الصحة العالمية» تحذر من متحور جديد ل «كوفيد 19»    سقوط طائرة الحجاج الموريتانية.. اعرف التفاصيل الكاملة    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يرزقان بمولودتها الثانية    دانا أبو شمسية: اتهامات حادة لنتنياهو بالفشل فى استعادة المحتجزين داخل الكنيست    «الوفد»: 200 عضو أبدوا رغبتهم الترشح في الانتخابات المقبلة.. وسندخل في تحالفات مع حزب الأغلبية    أموريم: أشعر بالذنب بعد كل خسارة لمانشستر يونايتد.. ولا توجد أخبار عن كونيا    حكم صلاة العيد يوم الجمعة.. أحمد كريمة يوضح    غدًا الأوبرا تستضيف معرض "عاشق الطبيعة.. حلم جديد" للفنان وليد السقا    نائب وزير الصحة يشيد بأداء عدد من المنشآت الصحية بقنا.. ويحدد مهلة لتلافي السلبيات    دعاء الإفطار في اليوم الأول من ذي الحجة 2025    رئيس وزراء كندا يؤكد سعي بلاده لإبرام اتفاق ثنائي جديد مع أمريكا لإلغاء الرسوم الجمركية    مسؤولة أممية: المدنيون بغزة يتعرضون للاستهداف المباشر    إصابة شخص في غارة إسرائيلية على سيارة بجنوب لبنان    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يرزقان ب «فادية»    اتحاد الصناعات يبحث مع سفير بيلاروسيا التعاون بالصناعات الثقيلة والدوائية    الفيوم تحصد مراكز متقدمة في مسابقتي المبتكر الصغير والرائد المثالي    مواقيت الصلاة بمحافظات الجمهورية غدًا.. وأفضل أدعية العشر الأوائل (رددها قبل المغرب)    مدير «جنيف للدراسات»: تزاحم أوروبي أمريكي للاستثمار في سوريا    عطل مفاجئ في صفقة انتقال عمرو الجزار من غزل المحلة إلى الأهلى    الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لنصب مستوصف ميداني جنوب سوريا ل "دعم سكان المنطقة"    مسئول أوروبي يتوقع انتهاء المحادثات مع مصر لتحديد شرائح قرض ال4 مليارات يورو أواخر يونيو    13 شركة صينية تبحث الاستثمار فى مصر بمجالات السياحة ومعدات الزراعة والطاقة    طارق يحيي: لن ينصلح حال الزمالك إلا بالتعاقد مع لاعبين سوبر    رومانو: تاه يخضع للفحص الطبي تمهيدًا للانتقال إلى بايرن ميونخ    طريقة عمل الموزة الضاني في الفرن لغداء فاخر    د.محمد سامى عبدالصادق: حقوق السربون بجامعة القاهرة تقدم أجيالا من القانونيين المؤهلين لترسيخ قيم الإنصاف وسيادة القانون والدفاع عن الحق.    نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا لمتابعة مستجدات توصيات النسخة الثانية للمؤتمر العالمي للسكان    سليمة القوى العقلية .. أسباب رفض دعوى حجر على الدكتورة نوال الدجوي    نسرين أسامة أنور عكاشة ل«البوابة نيوز»: مفتقد نصيحة والدي وطريقته البسيطة.. وأعماله تقدم رسائل واضحة ومواكبة للعصر    الإعدام لمتهم والسجن المشدد 15 عامًا لآخر ب«خلية داعش قنا»    اسكواش - تتويج عسل ونوران جوهر بلقب بالم هيلز المفتوحة    5 أهداف مهمة لمبادرة الرواد الرقميون.. تعرف عليها    حملة أمنية تضبط 400 قطعة سلاح وذخيرة خلال 24 ساعة    «بيت الزكاة والصدقات» يصرف 500 جنيه إضافية لمستحقي الإعانة الشهرية غدًا الخميس    ألف جنيه انخفاضا في سعر الأرز للطن خلال أسبوع.. الشعبة توضح السبب    وزير التعليم: 98 ألف فصل جديد وتوسّع في التكنولوجيا التطبيقية    صحة أسيوط تفحص 53 ألف مواطن للكشف عن الرمد الحبيبي المؤدي للعمى (صور)    قرار من «العمل» بشأن التقديم على بعض الوظائف القيادية داخل الوزارة    محافظ بني سويف يراجع الترتيبات النهائية لامتحانات النظري للدبلومات الفنية قبل انطلاقها غدا    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق مخزن بلاستيك بالخانكة| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإصلاح.. الأمل الحقيقى فى مستقبل أفضل
الرئيس فى حديث «التحديات.. والمستقبل» مع رؤساء تحرير الصحف القومية..مصر على الطريق للخروج من عنق الزجاجة.. والنتائج عظيمة بإذن الله فى الأيام وللأجيال القادمة
نشر في الأهرام اليومي يوم 15 - 10 - 2016

الحرب على الإرهاب طويلة.. وجيش مصر قادر على حماية البلاد
الرئيس فى حديث «التحديات.. والمستقبل» مع رؤساء تحرير الصحف القومية :
لا بديل عن الإصلاح.. ومتطلباته صارحت بها الشعب منذ البداية.. وسنتحملها جميعا

يطل الرئيس عبد الفتاح السيسى على الرأى العام من نافذة الصحف القومية فى توقيت يحتاج المصريون فيه إلى كلمات الرجل, الذى يجلس على قمة السلطة من أجل تبديد المخاوف, وكشف جوانب الالتباس فيما يخص السياسات العامة, وتحديد المسئوليات وشحذ الهمم, ومنح الجماهير حصانة فى مواجهة سيل من الشائعات والدعاية السلبية, التى ترمى إلى إهالة التراب على كل خطوة إصلاح أو إنجاز تقوم به السلطة الحالية, وتتداخل مع تلك الدعاية السلبية سلوكيات مجرمة أو غير مسئولة من جانب من يحاولون الاتجار فى قوت المصريين.
جاء الحوار مع الرئيس السيسى على مدى اليومين الماضيين - بمشاركة الزميلين ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار, وفهمى عنبة رئيس تحرير الجمهورية, وبحضور اللواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية - موسعا وشاملا لكل القضايا الداخلية والخارجية, وسألنا فى موضوعات الساعة من نقص بعض السلع الإستراتيجية, وغلاء الأسعار وحالة الأسواق إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي, والعلاقات مع الأشقاء فى دول الخليج العربي. فى كل منعطف من الحوار يؤكد الرئيس قيمة الانتصار لسلطة القانون, ويعلى من قيمة وعى المصريين بالمخاطر التى تتهدد بلدهم, ويحث وسائل الإعلام على أهمية صناعة الأمل باعتباره القاطرة التى ستجر قطار الإصلاح، بينما شغله الشاغل هو زيادة معدلات الإنتاج المحلي, وإنشاء مزيد من المصانع والمزارع والمشروعات الخدمية, وتهيئة بيئة صالحة للاستثمار فى إطار متكامل للتعامل مع التحديات الراهنة..
.....................
يقدم الرئيس رؤيته للإصلاح وفقا لقناعاته التى تحدث عنها فى كل الحوارات السابقة, ويقول بوضوح عن المشهد الحالى المتأرجح ما بين إنجازات كبرى تتصاعد وتيرتها من جانب, وبين ضغوطات اقتصادية تراكمت تبعاتها على مدى عقود من جانب آخر «كنت أعرف تشخيصه منذ زمن، قبل أن أتولى الرئاسة.. وصارحت الشعب بحقيقة الأوضاع منذ البداية». يصف الرئيس ما يجرى اليوم بأننا «نعانى أعراض نقاهة من مرض مزمن», ويعتبر أن مصر فى عنق زجاجة وفى سبيلها للخروج منه, إلا أن الخروج يحتاج إلى إجراءات اقتصادية صعبة بدورها تحتاج إلى قدرة على التحمل حتى نجنى الثمار, وهى الإجراءات التى لم يقدم أحد على المضى فيها فى السابق وجاء وقت تفعيلها بطرق محسوبة ودقيقة تراعى الأبعاد الاجتماعية وحماية محدودى الدخل والطبقة الوسطي.
ويطمئن السيسى مختلف فئات الشعب أن برنامج الإصلاح يتسم بالجدية, وينشد وصول الدعم إلى مستحقيه دون غيرهم, وخفض فاتورة الدين, وهو ما لن يتحقق إلا من خلال إعادة صياغة منظومة الدعم وتفعيل برامج حمائية لمصلحة محدودى الدخل والطبقة المتوسطة بحيث تكون «الحمائية» مقترنة بإجراءات الإصلاح وبمشروعات جديدة توفر فرص عمل, وهو الشغل الشاغل للرئيس فى هذا الجزء من حواره اليوم. ويرتكن السيسى إلى ثقته بوعى المصريين بضرورة برامج الإصلاح، حتى لو كانت تتسم بالصعوبة، ومن ثم يستند إلى عامل يمنحه أولوية قصوى، ألا وهو إيمانه بقدرة المصريين على تحمل تبعات الإصلاح مادامت لديهم ثقة فى صانع القرار السياسى فى البلاد, ويقول «همة المصريين قادرة على تجاوز كل المشكلات». وقال الرئيس إن الاتفاق مع صندوق النقد الدولى هو شهادة للإصلاح الاقتصادى ويشجع على مزيد من الاستثمارات الخارجية, والاتفاق يعنى قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها وفقا لبرنامج اقتصادى وخطة واضحة.
.....................
ودون التلويح باللجوء إلى إجراءات استثنائية لكبح الانفلات فى الأسواق والممارسات الاحتكارية، تطرق الرئيس السيسى إلى سبع خطوات (إجراءات) محددة لإصلاح الخلل الراهن فى الأسعار وفى نقص السلع الإستراتيجية، بما يؤمن احتياجات المواطنين والحد من جشع التجار والمتاجرة فى قوت المصريين, وتشمل تلك الإجراءات:
-‬ مراجعة البطاقات التموينية واستبعاد غير المستحقين, حتى يصل الدعم لمستحقيه الحقيقيين من محدودى الدخل.
-‬ إجراءات فعالة لضبط الأسواق والسيطرة على الأسعار، تتضمن استمرار توفير السلع فى جميع المنافذ على مستوى الجمهورية.
-‬ دراسة عاجلة لمعاشى «الضمان الاجتماعي» و« تكافل وكرامة» لزيادة قاعدة المستفيدين.
-‬التوسع فى المنافذ, خاصة فى الصعيد.
-‬ استكمال دراسة المعاشات التأمينية ومصادر تمويلها.
-‬ ضبط الجمارك بشكل حازم ومنع التهريب للحد من المغالاة فى الأسعار.
-‬ مبادرات تحفيزية لترشيد الكهرباء والمياه والغاز.
ويعتمد توجه الرئاسة فى علاج الوضع الراهن الناشيء عن ضغوطات متراكمة على كاهل الاقتصاد المصرى على ثلاثة عناصر رئيسية تحكم مسألة التعامل مع السلع الأساسية, وهي:
-‬ توفير احتياطى من السلع الإستراتيجية لمدة ستة أشهر على الأقل.
-‬ مواجهة تضخم الأسعار والحد منه بزيادة المعروض من السلع من الإنتاج المحلي.
-‬ تحقيق الاكتفاء من إنتاج السلع بمضاعفة الإنتاج المحلى الحالى من الثروة السمكية والحيوانية والزراعية
.....................
وفى سبيل تحقيق ما سبق، استفاض الرئيس السيسى - فى الحوار الذى امتد لساعات فى قصر الاتحادية - فى شرح تفاصيل المشروعات وتوقيتاتها النهائية، وما سوف تحققه لتحسين الأوضاع, خاصة فيما يتعلق بسد الفجوة بين الاستيراد والإنتاج المحلي. فقال الرئيس إن هناك مشروعات سيتم الانتهاء منها بحلول ديسمبر المقبل خاصة بالمزارع السمكية ومصانع التبريد والحفظ والتغليف، وتحدث عن نصف مليون فدان ستطرح على المستثمرين الصغار والكبار فى أكتوبر الحالى، حيث سيكون متاحاً للشاب تملك 10 أفدنة، وتطرق إلى إنشاء مدينة الجلود بالروبيكى الشهر المقبل, وإقامة ألف ورشة ما بين مصانع متوسطة وكبيرة فى مدينة الأثاث بدمياط من أجل العودة للمنافسة فى السوق العالمية، وإنشاء مدينة أخرى للنسيج بالمنيا والمدن الجديدة فى بنى سويف والمنيا وسوهاج وأسوان. وتحدث الرئيس عن مجريات الأمور فى مشروع العاصمة الإدارية, فقال إن الانتهاء من اعمال الإنشاءات فى العاصمة يحتاج إلى فترة من خمس إلى ست سنوات فيما سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى فى عام 2018. وضرب السيسى مثالا بالإقبال على العاصمة الإدارية من لقائه الأخير مع رئيس شركة صينية كبرى يصر على إقامة «مدينة ذكية» ورفض الحصول على أرض فى منطقة أخري, بما يعكس القيمة الحقيقية للموقع المختار للعاصمة الإدارية , قائلا إنه طلب من الصينيين اختصار وقت إنشاء مدينة التكنولوجيا الجديدة لتفتح فى 2020 بعد أن كانوا قد حددوا 2028 موعدا للانتهاء من أعمال التشييد والتجهيزات.
الرئيس السيسى وسط شباب مصر فى مشروع "جبل الجلالة"

فى السياق نفسه، يؤكد الرئيس أن قانون الاستثمار بصيغته المعدلة سيظهر فى نهاية العام الحالى ويهدف بالأساس إلى جذب حقيقى للاستثمارات، مشيرا إلى أن الخطوة الأولى لتقديم مشروع قانون يحقق المنفعة العامة ويضع مصر بقوة على خريطة الاستثمار الدولى هى «إعادة تأهيل البنية الأساسية», حيث من المقرر أن تنتهى الخطة المقررة فى عام 2018. وجاءت رسالة الرئيس السيسى إلى رجال الأعمال متناغمة مع رغبته فى تحفيز الجميع على الاستثمار والعمل فى الداخل المصرى دون خشية من أى إجراءات ضدهم, وقال إنه «مشجع وداعم لرجال الأعمال.. وأقول لهم مصر أولى لكم ولا إجراءات اسثنائية ضد أحد..»
.....................
عن الوضع الأمني، قال الرئيس إنه ليس قلقا من الخارج ولكن من محاولات الاستهداف من الداخل المصرى, مشيرا إلى ان الوضع فى شبه جزيرة سيناء يتحسن وأن الحرب على الإرهاب طويلة, والإرهابيين يطورون من أنفسهم, لكنه قال بشكل حازم وبصرامة إن قواتنا المسلحة تطور من عملياتها. وشدد السيسى على أن أحد عوامل عودة الاستقرار إلى الداخل المصرى هو «وعى المصريين» بقيمة الأمن والاستقرار فى بلدهم، وليس فقط نتيجة جهد مؤسسات الدولة، حيث يرى أن المصريين يرفضون الدخول فى دوامة الضياع مثلما كان يخطط البعض لذلك، ومن هنا ستفشل كل محاولات جر المصريين إلى الخروج والشغب مثلما يحلم البعض ممن أدمنوا التخريب وتعطيل الدولة عن اهدافها. وقال الرئيس بوضوح إن ما قصده من قدرة القوات المسلحة من الانتشار خلال ست ساعات لتأمين البلاد التدليل على جاهزية الجيش لحماية مصر والدفاع عنها ضد أى تهديدات محتملة, مشيرا إلى أن ركنا مهما من أركان التحديث لمواجهة المخاطر الخارجية هو خطة التطوير التى بدأت فى القوات المسلحة قبل ثلاث سنوات ونصف السنة وأيضا تنويع مصادر السلاح.
.....................
وفى كل ما سبق، يبدو حال الإعلام المصرى حاضرا على مائدة الحوار مع الرئيس, حيث تحدث الرئيس باستفاضة عن السياق الإعلامى الراهن, حيث وصفه بأنه لا يعبر عن «حقيقة الدولة المصرية»، وقال إن استمرار حالة الإعلام بالشكل الموجود والحالة التى تتم بها المناقشات على مواقع التواصل الاجتماعى ستؤدى إلى تراكم، ومن ثم تكريس حالة الإحباط و«وتغييب الأمل» فى نفوس المصريين وفى المجتمع المصري. وقد نالت تلك النقطة اهتماما كبيرا من الرئيس، فقال إنه لا توجد دولة تعيش بلا أمل, وأن دور الإعلام هو التنوير وصقل الوعى وكشف السلبيات, لكن الحاصل هو وجود من يتداول أخبارا وتقارير ليست فى مصلحة البلد والأمن القومى المصرى بناء على معلومات خاطئة أو رؤى غير سليمة. وعن قوانين تنظيم الإعلام والصحافة، قال الرئيس, إن الدستور ينظم وضع الإعلام وأن القوانين توضع وفقا للدستور، وأن التجربة هى التى توجد الحاجة إلى التغيير وليس القرارات الاستثنائية. وشدد السيسى على أنه لا يتحدث عن الإعلام فى سياق «إساءة» إلى أحد, ولكن الممارسة تكشف عن سلبيات ظاهرة, مثلما تمت معالجة مشكلات نقص الوقود أو السلع الأساسية, حيث لاحظ الرئيس أن المعالجات الإعلامية تؤدى إلى تكالب وتدافع االمواطنين من أجل تخزين السلع, وهو ما يؤدى إلى اللجوء إلى استيراد كميات أكبر ونزيف فى العملة الأجنبية..
فإلى نص الجزء الأول من الحوار:
مشروعات البناء والتنمية مستمرة للمستقبل .. ولتوفير فرص عمل
سؤال: سيادة الرئيس.. المشهد العام للبلاد يبدو ملتبسا لدى البعض, بين إنجازات كبرى تتم بسرعة, وضغوطات اقتصادية تتزايد حدتها... بين إصلاحات اقتصادية لا بديل لها, وتخوفات من تأثيرات اجتماعية تنتج عنها... بين صورة حقيقية لايعكسها الإعلام بدقة, وصورة افتراضية تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي.. كيف ترى صورة المشهد المصري؟ وهل تعانى البلاد من بوادر مرض, أم من أعراض نقاهة؟... أم نحن فى مدخل أزمة, أم على طريق الخروج من أزمات؟
الرئيس: نحن نعانى أعراض نقاهة من مرض مزمن... نحن فى عنق زجاجة وفى سبيلنا إلى الخروج, وإذا أردنا الخروج فلابد من اتخاذ إجراءات صعبة, علينا أن نتحملها, وأن نصبر عليها, والنتائج ستكون عظيمة جدا بإذن الله لأيامنا المقبلة وللأجيال القادمة.
المرض المزمن الذى نعيش مرحلة النقاهة والاستشفاء منه, كنت أعرف تشخيصه منذ زمن قبل أن أتولى الرئاسة,ومن جلس معى منكم وقتها يعرف هذا , وصارحت الشعب بحقيقة الأوضاع منذ البداية.
إجراءات الإصلاح صعبة, لكنها حتمية لإنقاذ الوضع الاقتصادي, وتعودت على الخيارات السليمة الصحيحة, ولا أحد أبدا أقدم على الإجراءات التى كان يجب أن يتم اتخاذها منذ زمن طويل... أنا لا أخشى سوى الله ولا أخاف إلا على مصلحة البلاد, فأنا مسئول عن دولة وعن حمايتها, وعن مستقبلها, ومستقبل أبنائها, ولو كنت أبحث عن مصلحتى الشخصية, ماكنت فعلت أشياء كثيرة.
تتحدثون عن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.. لايوجد سياق إعلامى يعبر عن حقيقة الدولة المصرية. فهناك من وسائل الإعلام ووسائل التواصل مايشكل حالة لو ظلت تتراكم, سوف تكرس الإحباط وتؤدى إلى تغييب الأمل, ولاتوجد دولة أو مواطنون يقدرون على العيش بلا أمل.

إن دور الاعلام هو التنوير وإيجاد الوعي, وكشف أى سلبيات, حتى تتقدم البلاد, لكن هناك من يتداول أشياء ليست فى مصلحة البلاد, أو أمنها القومي, مبنية على معلومات خاطئة, أو رؤى غير سليمة... أحيانا يتصدى بعض الكتاب لموضوعات دون معلومات, أو أفق, أو تصور, ومن ثم تكون رؤيتهم أقل اتساعا من رؤية الدولة لأن الصورة متكاملة لديها... إننى على يقين من أن كل المصريين يحبون بلادهم, وأن كلا منهم يعبر عن هذا الحب بطريقته.
هناك دستور ينظم وضع الإعلام وهناك قوانين توضع وفقا لهذا الدستور, والتجربة هى التى توجد الحاجة للتغيير, وليس القرارات الاستثنائية... أنا ضد القرارات الاستثنائية لأنها قد تفسر على أنها تدخل من الإدارة لتقييد الإعلام.
أما وسائل التواصل الاجتماعي, فلقد سبق أن تحدثت عنها, لكن الكثير ينسي, بأنه يمكن استخدامها من جانب أجهزة خارجية كمنصات لهدم دول من داخلها.
أنا لا أتحدث عن الإعلام المصرى فى سياق إساءة له.. أبدا, لكن هناك تناول فى فضائيات وصحف لأمور خاصة بالوقود مثلا تؤدى للجوء البعض إلى تخزينه, مما قد يتسبب فى اختناقات, وتناول لقضية السلع الأساسية, يؤدى إلى تكالب وتدافع على شرائها وتخزينها, تحسبا لارتفاع أسعارها, مما يؤدى بالدولة إلى استيراد كميات أكبر لضخها فى الأسواق, وبالتالى إنفاق أكثر من العملة الأجنبية.. هل هذا فى مصلحة أحد؟!..
أود أن أقول لكم إننى سألت الرئيس البشير خلال مباحثاتنا منذ أيام «كيف تتحدث عن زيادة التعاون بين البلدين, بينما أنتم تتخذون إجراءات لحظر الحاصلات الزراعية المصرية»؟... فكان رد الرئيس البشير: «إن تقارير الإعلام المصرى قالت: إن الزراعات المصرية غير صالحة للاستخدام لأنها تروى بمياه الصرف الصحي. لذا قلنا إننا سنفحص الواردات منها, وستجد كثيرا من الدول تعمل فى إطار ما أقول».
واستطرد الرئيس قائلا: إن لدينا 4500 قرية و 37 ألف تابع, فهل الأراضى الزراعية بها تروى بمياه الصرف, كما قيل فى بعض وسائل الإعلام المصرية؟.. إذن أين تذهب كمية المياه التى تستهلكها الزراعة من نهر النيل وقدرها 35 مليار متر مكعب؟!.... لا أحد يفعل هذا بنفسه, مثلما نفعل أليس كذلك؟
سؤال: المواطن العادى يريد أن يعرف لماذا برنامج الإصلاح, وما ضرورة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي, وهل هناك حاجة له غير الحصول على قرض ال 6 مليارات دولار خلال 3 سنوات؟.
الرئيس: لا يوجد خيار بديل عن إجراءات الإصلاح من أجل مستقبل البلد... نحن ذهبنا ببرنامج الإصلاح الذى وضعناه إلى صندوق النقد الدولى، وهو برنامج للإصلاح الحقيقى يستهدف وصول الدعم إلى مستحقيه دون غيرهم، وخفض فاتورة خدمة الدين، خاصة أن الدعم يزداد بزيادة النمو السكانى... على سبيل المثال كنا ندعم الوقود بنحو 4 إلى 5 ملايين سيارة, وأصبح العدد الآن 6 ملايين سيارة، وسيصل بعد 3 سنوات إلى 6٫5 مليون سيارة. وكذلك عندما تباع السلع بثمنها سنقضى على جزء كبير من الفساد، المهم إعادة صياغة الدعم مع إطلاق برامج حمائية لمحدودى الدخل فلن نترك محدودى الدخل يواجهون الإصلاح دون حماية.
أما عن القرض، فنحن مشاركون فى صندوق النقد الدولى بحصة، ومن حقنا أن نقترض وفقا لها، بشروط تمويل أفضل كثيرا من الاقتراض من الدول، ولا تقارن بها, ومعنى الاتفاق مع صندوق النقد وموافقته على برنامج الإصلاح، هو قدرتك على سداد القرض، فهو يقبل الخطة أو البرنامج, ويتابع تنفيذ إجراءات الإصلاح، والاتفاق هو شهادة للاقتصاد أمام دول العالم بأنه يسير على الطريق الصحيح, مما يشجع على جذب الاستثمارات الخارجية.
سؤال: هناك قلق فى الشارع المصرى من أن تؤدى إجراءات الإصلاح الاقتصادى إلى ارتفاعات فى الأسعار وضغوطات على الأسر المصرية.. كيف تحسبتم للتخفيف من تأثيرات هذه الإجراءات بالذات على محدودى الدخل والطبقة الوسطى؟
الرئيس: بالقطع هناك قرارات حمائية مصاحبة لإجراءات الإصلاح. ويقينى أن المصريين سيتحملون تبعات الإصلاح ما دامت لديهم ثقة فيمن يتخذ القرار... أبناء هذا الشعب هم أهلى، وأقول لهم لا تخافوا أنا رجل مسئول. وأثق فى أنهم بشهامتهم المعهودة وباستنفار الهمم قادرون على تحمل الأعباء من أجل إعادة بناء الدولة، فهمّة المصريين قادرة على تجاوز كل المشكلات.
أما عن الإجراءات الحمائية المصاحبة فتشمل:
• مراجعة البطاقات التموينية وتنقيتها بهدف استبعاد غير المستحقين، مما يتيح لنا زيادة المخصص من السلع على البطاقات التموينية, ويمثل وصولا حقيقيا للدعم إلى مستحقيه الفعليين. وهذا يعنى فى حد ذاته زيادة فى الدعم المخصص للطبقات المتوسطة ومحدودة الدخل.
•اتخاذ إجراءات فعالة لضبط الأسواق والسيطرة على حركة الأسعار مع الاستمرار فى توفير السلع فى جميع منافذ البيع بالجمهورية وبالكميات التى تفى باحتياجات المواطنين.
•التوسع فى منافذ السلع الغذائية الرئيسية على مستوى الجمهورية خاصة فى محافظات الصعيد، مع الاستمرار فى زيادة أعدادها ورفع كفاءتها.
•دراسة عاجلة لمعاشى «الضمان الاجتماعى», و«تكافل وكرامة», والتوسع فى قاعدة المستفيدين منهما.
•استكمال الدراسة الخاصة بالمعاشات التأمينية ومصادر وأسلوب تمويلها.
•إجراءات حازمة لضبط الجمارك, ومنع التهريب بما يحد من المغالاة فى أسعار السلع.
•دراسة طرح العديد من المبادرات التحفيزية والخاصة بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه والغاز، بحيث تحقق فائدة كبيرة للطبقات المتوسطة ومحدودة الدخل وغير القادرين.

سؤال: مع الإجراءات الحمائية، لابد أيضا من اتخاذ إجراءات من جانب الدولة لكبح الانفلات فى الأسواق وجشع التجار؟.
الرئيس: أنا لا أميل لاتخاذ إجراءات استثنائية، لكننا بالقانون سنتخذ إجراءات رادعة لمكافحة الفساد ومحاربة الاحتكار بما يؤمن احتياجات الجماهير, ويحد من الجشع, وتخزين السلع والاتجار فى أقوات الشعب.
إن أجهزة الدولة ممثلة فى التموين والداخلية والرقابة الإدارية والمحليات تعمل جاهدة لضبط الأسواق، رغم ما أصاب الجهاز الإدارى خلال السنوات الست الماضية.
ونحن فى إطار ضبط الأسعار، نعمل على توفير احتياطى من السلع الاستراتيجية يكفى 6 أشهر على الأقل، حتى تكون متوافرة بأسعار مناسبة دون أى نقص، وهدفنا هو التخفيف على المواطنين.
إننا نسعى لمواجهة التضخم والحد منه، لأنه يؤدى إلى زيادة ارتفاع الأسعار، ونعمل على تحقيق ذلك عن طريق زيادة حجم المعروض من السلع من الإنتاج المحلى, حتى يكون فى متناول من يشترى بالجنيه, وليس بالعملة الأجنبية، ولا نشتريه من الخارج. لذا نقيم المزارع السمكية ومشروع الصوب الزراعية, ومزارع تربية الماشية للإنتاج الحيوانى لنضاعف بها إنتاجنا الحالى، فمزارع الصوب على سبيل المثال تضاعف الإنتاج من الخضر بأعلى مواصفات، وفى ديسمبر المقبل سنفتتح 1065 حوض تربية أسماك على أحواض الترسيب شرق قناة السويس، كما سنفتتح بعدها 2500 حوض فى بركة غليون بكفر الشيخ, ومعها 6 مصانع للتبريد والحفظ والتصنيع والتغليف، تقلل الفجوة فى إنتاجنا من الأسماك وتوفر فرص العمل.
وبالمناسبة عندما أعلنا عن مشروع الصوب الزراعية زاد سعر الحديد الداخل فى صناعة الصوب, تحسبا لزيادة الطلب على الحديد. وهذه هى طبائع البشر.

الجيش قادر على حماية البلاد من أى تهديدات تؤثر على مصروأشقائنا فى الخليج والأمن القومى العربى


سؤال: الاتفاق مع الصندوق سوف يفتح الأبواب أمام الاستثمار الأجنبى فهل استعددنا بقانون جديد للاسثمار؟
الرئيس: الدكتورة داليا خورشيد وزيرة الاستثمار تعمل منذ تولت منصبها فى مراجعة القانون الحالى لتعديله بما يناسب متطلباتنا, ويشجع على جذب الاستثمار من الداخل والخارج. والقانون الجديد يمثل معالجة كبيرة وطموحة لمواد القانون الحالى بحيث يحقق جذبا حقيقيا، وأتوقع الانتهاء منه خلال أسابيع وإقراره من جانب البرلمان قبل نهاية العام.
ويضيف الرئيس قائلا: الخطوة الأولى التى اتخذناها لتشجيع الاستثمار كانت إعادة تأهيل البنية الأساسية، وكان المفروض أن تستغرق من 6 إلى 8 سنوات, لكن الخطة ستنتهى فى أبريل 2018... ومشروعات البنية الأساسية وفرت 3 ملايين فرصة عمل فى قطاع المقاولات، فالناس تعمل وتتقاضى أجورا جيدة، وهذه المشروعات بجانب تحفيزها لمناخ الاستثمار وتغييرها لواقع حياة المصريين، أعطت القدرة المالية لملايين من المواطنين محدودى الدخل، واستوعبت أيضا العمالة العائدة من ليبيا دون أن يشعر أحد بعبء عودتها.
سؤال: هل ترى سيادتكم أن رجال الأعمال فى مصر يقبلون فعلا على الاستثمار ويقومون بدورهم الاجتماعى؟
الرئيس: أعلم أن المرحلة التى نعيش فيها مرحلة صعبة، وأعرف تأثير ظروف سعر الصرف على المستثمرين.. وبوضوح أقول إننى مشجع وداعم لرجال الأعمال، وأقول لهم مصر أولى بكم، والحرية كاملة لهم، ولا إجراءات استثنائية ضد أى منهم. أما عن العمل الاجتماعى فهم يساهمون عندما تتاح لهم الفرصة مثلما رأينا فى مشروع «غيط العنب» بالإسكندرية وفى القرى الأكثر فقرا والجمعيات الأهلية، وعلينا أن نطرح مبادرات تعطى لهم فرصة المساهمة.
سؤال: سيادة الرئيس.. نلاحظ خفوتا فى الإعلان عن خطوات تنفيذ المشروعات الكبرى، بينما العمل لم يتوقف فى إنجازها.. ماذا تم حتى الآن فى مشروع المليون ونصف المليون فدان، ومشروعات المدن الجديدة والعاصمة الإدارية وغيرها من مشروعات؟
الرئيس: خلال الشهر الحالى سنطرح نصف مليون فدان من مشروع المليون ونصف المليون على المستثمرين الصغار والكبار، والفرصة متاحة أمام كل شاب مصرى للحصول على 10 أفدنة بالتقسيط بفائدة 5% متناقصة مع اختصار الإجراءات وحصوله على سند الملكية فورا.
وفى الشهر المقبل سنفتتح مدينة الجلود بالروبيكى, ويجرى إنشاء ألف ورشة ما بين مصانع متوسطة وكبيرة فى مدينة الأثاث بدمياط وفق تخطيط متكامل يستهدف المنافسة فى سوق الأثاث العالمية، وهنا أود أن ألفت إلى أن القوات المسلحة بذلت جهودا كبيرة من أجل تمهيد الأرض الخاصة بالمشروع نظرا لصعوبتها وبهدف الإسراع فى تنفيذ المشروع، وندرس أيضا إنشاء مدينة للنسيج بالمنيا, وكذلك نعمل من أجل إنشاء المدن الجديدة فى بنى سويف والمنيا وسوهاج وأسوان... أما أحواض الأسماك بالمزارع السمكية فسنطرحها للإيجار... وفى مدينة الإسماعيلية تجرى حاليا عملية تغيير كبرى لمسارات الطرق تواكب إنشاء الأنفاق الجديدة أسفل قناة السويس.
أما بالنسبة للمناطق الصناعية الخاصة بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، فقد انتهجنا أسلوبا يقضى على الفساد والبيروقراطية فى إنشائها وترخيصها، وسيعلن وزير الصناعة عن طرح مشروعات صغيرة فى مدن بدر, والعاشر من رمضان, وبورسعيد، ليتم تسليم منشآت المصنع جاهزة بالمرافق والترخيص والعقد خلال عام، ليكون على صاحب المشروع فقط شراء المعدات أو الآلات التى يريدها لمشروعه.
كما تبحث البنوك حاليا آلية إقراض أصحاب هذه المشروعات، والبنك المركزى يتابع معها تحسين هذه الآلية بعد أن تم تخصيص 200 مليار جنيه كقروض لتمويلها.
ويضيف الرئيس قائلا: بالنسبة للعاصمة الإدارية, فسوف تنتهى فى غضون 5 و 6 سنوات, وسيتم الانتهاء من مرحلتها الأولى عام 2018.
ومؤخرا.. التقيت رئيس شركة صينية كبري, حيث طلب الحصول على 16 ألف فدان فى نطاق العاصمة باستثمارات 20 مليار دولار لإنشاء مدينة ذكية للصناعات الحديثة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والكيمياء الحيوية بجانب إقامة منشآت إدارية وخدمية.
وعندما طرحت على رئيس الشركة مناطق أخرى غير العاصمة الإدارية, أصر على إنشاء المدينة الذكية بها, وهو ما يشير إلى اهتمام العالم بهذا المشروع.
وقال لي: إن هناك خطة لإنجاز هذه المدينة بحلول عام 2028, قلت له: نريد الانتهاء منها عام 2020, ولم يمانع.
سؤال: سيادة الرئيس.. بمناسبة الشركة الصينية, لاحظنا إعجابك بمدينة «هانغجو» التى استضافت قمة العشرين, وقد أبديت هذا الإعجاب للرئيس الصيني, فهل تتمنى نقل ما شاهدته فى هذه المدينة بالغة التقدم إلى العاصمة الإدارية؟
الرئيس: أطلب منكم أن تثقوا بى فيما ننجز, وسوف نقوم معا بكل شىء.. فليس عندى هدف أغلى من أن نرى جميعا مصر دولة نتباهى بها.
سؤال: سيادة الرئيس.. كيف ترى دور القوات المسلحة فى مشروعات التنمية, ومن جانب آخر.. شاهدنا فى احتفالات أكتوبر وما قبلها جانبا من الطفرة التى حققتها القوات المسلحة فى التسليح ورفع الكفاءة القتالية.. هناك من يتساءل عن أسباب هذه الطفرة فى التسليح؟.
الرئيس: القوات المسلحة تقوم بدور كبير فى عملية التنمية, وسوف يتراجع فى السنوات المقبلة, بعد أن تكون قد انتهت من تنفيذ خطة إعادة بناء وتأهيل البنية الأساسية للدولة.
وفى إطار مساهمتها فى التنمية فى هذه الفترة, فسوف نفتتح الشهر المقبل فى الفيوم مصنع إنتاج الكلور وهو مادة إستراتيجية لتنقية مياه الشرب, وسيغطى الإنتاج جميع احتياجات الدولة. ومن المقرر أن يتم نهاية العام المقبل افتتاح مصنع الأسمنت ببنى سويف الذى ينتج 12 مليون طن, تضاف إلى إنتاج خطى الأسمنت اللذين تم افتتاحهما بسيناء, وينتجان 3.8 مليون طن, وإجمالى كمية إنتاج المصنع والخطين يعادل 20% من احتياجات مصر.
وأقول للشعب المصري.. اطمئنوا, فالقوات المسلحة قادرة ومؤهلة على أن تحمى مصر, وتدافع عن البلاد ضد أى تهديدات تؤثر على أمن واستقرار مصر والمنطقة وأشقائنا فى الخليج, وقادرة على حماية الأمن القومى العربي.
وأذكركم بأن أحدث ما دخل الخدمة بقواتنا البحرية هو حاملتا الهليكوبتر من طراز «ميسترال» وقد حصلنا عليهما من فرنسا بشروط ميسرة, ولا تتحمل الموازنة العامة للدولة هذه التكلفة, ونحن لدينا حقول غاز تبعد مسافة أكثر من 200 كيلو متر من شواطئنا مثل حقل «ظهر» وغيره. لذلك لابد أن تكون لدينا القدرة على تأمين وحماية هذه الحقول, وعلينا أن نعلم أن ثمن الحاملة الواحدة من طراز ميسترال يعادل قيمة دخل حقل «ظهر» فى شهر واحد.
وأخيرا أقول إن قواتنا المسلحة تمضى بشكل جيد جدا فى تنفيذ خطتها للتطوير التى بدأت منذ 3 سنوات ونصف السنة, ونحن مستمرون فى تنويع مصادر السلاح.. وأقول إننا قادرون بلا مغامرة.
سؤال: على ذكر قواتنا المسلحة.. ما الذى كنت سيادتك تقصده عندما قلت مؤخرا إن قواتنا المسلحة يمكنها الانتشار فى كل أنحاء البلاد فى غضون 6 ساعات؟
الرئيس: ما أقصده هو أن أؤكد جاهزية الجيش وقدرته على حماية حدود الدولة من الإسكندرية إلى حدودنا الجنوبية, ومن رفح إلى حدودنا الغربية.
سؤال: كيف تسير الحرب على الإرهاب فى سيناء وعلى حدودنا الغربية؟
الرئيس: الوضع فى سيناء يتحسن والجهد مستمر, فالحرب طويلة والإرهابيون يطورون من أنفسهم ونحن نطور من عملياتنا.
أما عن الحدود الغربية, فنحن نؤمنها على مدار الساعة, ومؤخرا دمرنا 15 عربة كانت تحاول التسلل عبر حدودنا الغربية, وعموما لا يوجد لدى قلق خارجي, لكن قلقى هو من محاولات الاستهداف من الداخل المصري.
سؤال: نلاحظ كلما حلت مناسبة وطنية, أو قرب احتفال بإنجاز, تتردد دعوات من جماعات معادية للدولة للخروج والشغب, وآخرها دعوة يوم 11/11 هل تقلقك مثل هذه الدعوات؟
الرئيس: المصريون أكثر وعيا مما يتصور كل من يحاول أن يشكك أو يسىء, لذا كل الجهود التى تبذل من جانب هذه العناصر, وأهل الشر مصيرها الفشل.
وجزء كبير من استقرار الحالة الأمنية يأتى من وعى المصريين وليس فقط من جهد مؤسسات الدولة, كوزارة الداخلية, التى يتحسن أداؤها كل يوم, ودعم القوات المسلحة وأجهزة الدولة المعنية بالاستقرار, والشعب المصرى يدرك محاولات إدخال مصر إلى دوامة الضياع, ويصر على عدم الدخول إلى هذه الدوامة.
كثيرا ما كنت أقول «خللوا بالكم من بلدكم», والحقيقة أن المصريين يضعون بلدهم نصب أعينهم. لذلك كل تلك المحاولات فاشلة وستفشل.
غدا فى الجزء الثانى من الحوار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.