فى استجابة سريعة وتفاعل شعبى كبير مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى وخطابه فى الإسكندرية والذى أكد فيه أهمية التوسع فى الصوبات الزراعية لتأمين احتياجات السوق المحلية من الخضراوات وضرورة اقتحام هذا النوع الحديث من الزراعة لتوفير السلع والحاصلات الزراعية وتوفير فرص عمل مباشرة ، شهدت محافظة الدقهلية تحركا فوريا من المحافظ حسام الدين إمام الذى جمع القيادات التنفيذية وتوجه إلى إحدى قلاع الزراعة المحمية بالصوبات فى مركز بلقاس للعمل على تذليل العقبات أمام المزارعين والتوسع فى مساحتها هذه القلعة الزراعية تستمد أهميتها من احتضان قرى بلقاس ومنطقة طريق رافد جمصة ما يقرب من 120 ألف صوبة وفقا لتقديرات غير رسمية تنتج نحو 500 ألف طن من الخضراوات وأهمها الخيار والفلفل والباذنجان والطماطم , وتوفر فرص عمل لنحو 240 ألف شخص . فى نطاق الوحدة المحلية لقرية الجزائر التابعة لمركز بلقاس أقيمت 29 ألف صوبة زراعية على مساحة 3 آلاف فدان بقرى الجزائر ومنشأة عبد القادر ومنشأة شومان وقارش والغيط الكبير وأبو بصل وأبو نور الدين والسبخاوية . وتواجه الصوبات عدة مشاكل واحتياجات فى مقدمتها شح السماد المنصرف من الجمعيات الزراعية ، وضعف مياه الرى، وارتفاع تكلفة الطاقة حيث تعتمد على الديزل ، فضلا عن ضعف تسويق المنتجات والحاصلات ، وتعقيدات روتينية أخرى. يقول جهاد حبيب من بلقاس انه يحاول الحصول على قرض قيمته 150 ألف جنيه من الصندوق الاجتماعى لعمل مشروع صوب زراعية على أرض يملكها مساحتها فدان ونصف فدان ويقوم المشروع بتشغيل 10 شباب أثناء موسم الزراعة . ويضيف جهاد الذى عرض مشكلته على وفد برلمانى زار الدقهلية أخيرا: عندما تقدمت للحصول على قرض وقدمت دراسة الجدوى طلبوا منى بطاقة ضريبية وسجلا تجاريا ورخصة نشاط رغم أن الزراعة لا يوجد لها هذه الأوراق واضطررت لعمل أوراق باسم شتلات زراعية فرفضوها بالصندوق وعندما اشتكيت بالمحافظة وطلبوا الملف الخاص بى فوجئت أنه خال من الأوراق ولا يوجد به إلا الشكوى التى تقدمت بها . دراسات واعدة واقترحت رسالة ماجستير للباحث سامى أبو طالب جاد عن التنمية الاقتصادية والزراعية فى بلقاس التوسع فى الزراعة «المحمية» وذلك باستخدام بيوت بلاستيكية أو تطبيق الأسلوب الجديد فى الزراعة دون تربة «أسلوب الزراعة المائية» لتوافر إمكانات مائية فى القسم الشمالى من بلقاس حيث المياه المختزنة فى الكثبان الرملية تسمح بالتوسع الزراعى . ويقترح الدكتور عادل الصادق أحمد لاشين مدير محطة البحوث الزراعية بالسرو فى دراسة عن التنمية بمحافظة الدقهلية تشجيع إنشاء الصوب لإنتاج الخضر خلال فترة الشتاء وتوفير الرقعة الزراعية حيث ان الصوبة مساحتها 540 مترا مربعا وتعطى إنتاج فدان تحت الزراعة المكشوفة فضلا على أن الصوب تنتج شتلات ذات مواصفات جودة مرتفعة وهى تستخدم فى إنتاج الطماطم والخيار والفلفل والشتلات ويمكن استخدامها فى إنتاج الزهور بغرض التصدير إلى أوروبا . وتضيف الدراسة أن التوسع يستهدف زيادة عدد الصوب الحالية إلى ثلاثة أضعافها بواسطة القطاع الخاص مع جهاز الإرشاد وبنك التنمية لصرف سلف لإنشاء الصوب بفائدة منخفضة لدعم إنتاج الخضر بالدقهلية مبادرات شعبية ويؤكد الدكتور سيد الباز الخبير الاقتصادى فى الزراعة المحمية أن أصحاب الصوبات لديهم مبادرات شعبية للتفاعل مع رؤية الرئيس بالتوسع فى إنشاء الصوبات لتصل إلى مليون صوبة فى السنوات القادمة وهناك الأرض والشباب والإمكانات متوافرة ويمكن أن تحل أزمات أسعار الخضراوات وتوفر فرص عمل للشباب وتستفيد من اتفاقية الشراكة المتوسطية بين مصر والاتحاد الأوروبى والتى تتيح تصدير المنتجات الزراعية إلى أوروبا بدون جمارك ، وهذا هو البديل الآمن لترغيب الشباب فى عدم المغامرة بالهجرة غير الشرعية وتعريض أنفسهم للهلاك ، مشيرا إلى أن تركيا تستفيد بمبالغ كبيرة من الاتحاد الأوروبى من خلال اتفاقيات ثنائية ، ويمكن لمصر أن تحصل على ذلك فى ضوء رغبة بعض البلدان مثل ألمانيا إبرام اتفاقات مع مصر وذكر الدكتور سيد الباز أن المادة50 من اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية الخاصة بالزراعة تنص على تحديث وإعادة هيكلة الزراعة بما فى ذلك تحديث البنية الأساسية والمعدات وتطوير تقنيات التعبئة والتخزين والتسويق وتحسين قنوات التوزيع ، لافتا إلى أن هذه الاتفاقية تستهدف أساسا تخفيف ضغوط الهجرة غير الشرعية الى دول الاتحاد الأوروبى من محافظاتالدقهلية ودمياط وكفر الشيخ والبحيرة ، وهى المنطقة الواقعة بين فرعى رشيد ودمياط وذلك عن طريق تحسين ظروف المعيشة وخلق الوظائف وأنشطة توليد الدخل لأبناء هذه المنطقة . ويضيف الباز أن أصحاب الصوبات يرغبون فى دعم جهود الدولة لمحاربة الغلاء حيث إن الفدان الواحد يمكن أن يستوعب 10 صوبات والصوبة الواحدة توفر فرص عمل لفردين أو ثلاثة وتحقق عائدا لا يقل عن 50 ألف جنيه سنويا . النواب يدعمون ويطالب أعضاء مجلس النواب عن محافظة الدقهلية بالتوسع فى الزراعات المحمية لسد الفجوة الغذائية وامتصاص البطالة . ويؤكد النائب وحيد قرقر عضو المجلس عن دائرة بلقاس وجمصة، ان زيارة محافظ الدقهلية لمعمل إنتاج شتلات القطنة، تأتى ضمن الدور الذى تقوم به الدولة لتشجيع القطاع الخاص على القيام بالمشروعات الصغيرة، ما يساعد على تنمية الإنتاج الزراعى والاقتصادي، ويرفع الروح المعنوية لصغار المستثمرين. أما النائب عن دائرة السنبلاوين وعضو لجنة الزراعة بمجلس النواب هشام الحصرى، فيرى انه من الطبيعى أن تلجأ مصر إلى التفكير فى الطرق غير التقليدية، والتى توفرها التكنولوجيا الحديثة من أجل استخدامها فى الزراعة لتحقيق إنتاجية عالية وتوفير المياه . ومن جانبه يؤكد السيد حسن موسى نائب الدقهلية عن قائمة «فى حب مصر» عضو لجنة الزراعة أن مصر تملك صوبا زراعية منذ أكثر من 25 عامًا، ولكن لم يتم استثمارها بشكل جيد، ويجب أن يتم التعامل مع الصوب الزراعية بشكل أفضل ونظام حديث سواء فى نوعية الصوب المستخدمة واختيار الأماكن التى تقام فيها ، فضلا عن توفير نظام رى مناسب لها. تحرك سريع ويقول حسام الدين إمام محافظ الدقهلية ان الصوب تشكل مدخلا مهما للاستثمار فى حقل الإنتاج الزراعى وخاصة الخضراوات المنتجة فى أوقات غير أوقاتها ، وذلك بفضل التقنيات الحديثة والمتطورة من خلال التحكم بالظروف الجوية الخاصة بالزراعة ، مضيفا أن زيارته إلى منطقة القطنة التابعة لقرية الجزاير مركز بلقاس والتى تقوم بإنتاج شتلات البطيخ والخيار كمرحلة أولية لإنتاج أصناف عديدة والمقامة على مساحة 3300 متر استهدفت الاطلاع عن كثب على همومها والتحرك السريع بتوسيع ومضاعفة أعداد الصوبات ترجمة لتوجيهات رئيس الجمهورية وتلبية احتياجات السوق وخفض الأسعار وتوفير فرص العمل للشباب وخلق منافسة تكون فى النهاية لصالح المستهلك . وكشف إمام عن تسهيلات كبيرة للشباب لدخول مجال الصوبات الزراعية من خلال قروض قيمتها 20 ألف جنيه للفرد وتنتهى إجراءاتها ما بين 15 و 20 يوما ويمكن لكل أربعة أو خمسة من الشباب إنجاز مشروع صوبة .