هى فقط ساعات معدودة ونبدأ بعدها مشوار تحمل مسئولية اختيارنا .. مجرد ساعات ونحدد بأصواتنا من القادم ليخطو أولى خطواته إلى " قصر العروبة الجمهورى " .. ساعات ويكتسب أى من الدكتور محمد مرسى أو الفريق أحمد شفيق لقب " السيد رئيس الجمهورية " .. ساعات ويكشف " الصندوق " عمن اخترناه ليخاطبنا ب " الإخوة والأخوات .. أو الإخوة المواطنون " .. ساعات وستعبر اختياراتناعمن سيتوسط الصف الأول فى "صلاة الجمعة أو العيد أو من قد تدفعه توجهاته إلى اعتلاء منبر الخطابة فى الصلاة " !! هى مجرد 24 ساعة فقط وستنتهى – بكامل سلبياتها وبمجمل إيجابياتها - اول انتخابات رئاسيه في تاريخ مصر كان المواطن فيها صاحب الكلمة الأولي والأخيره في تحديد الأقدر علي تحمل مسئوليه قيادة وطن أصبح يحلو لأبنائه الاختلاف على أى شئ وكل شئ بما فيه ما كانوا قد ارتضوا به قبل إتمام هذه الانتخابات إضافة إلى ما يحيط به من أخطار تتسابق بعض دول الجوار إلى الزج به فيها !!. وفقا لحساب المكسب والخسارة فإن الانتخابات حققت على مدى أيام أو أشهر قليلة ما لم يكن يتحقق علي مدي عشرات السنين, فعلي الرغم من حجم التجاوزات التي شهدتها من جانب البعض فإنها يكفيها ما رسمته من " نيولوك " للمجتمع تخلص به المواطن من حال السلبية التي سكنته علي مدي عشرات السنين على الرغم من الدعوات السابقة بالمقاطعة .. وتآكلت بسببه الأغلبية التي كان يتمتع بها بعض أعضاء حزب الصامتين أو من يحلو له وصفهم بحزب " الكنبة " وإن كان من الأصح وصفهم بحزب الرافضين للمشاركة !! علي مدي اكثر من ثلاثه أشهر رسمت الانتخابات ملامح محددة لواقع سياسي جديد عايشه نحو 85 مليون مواطن.. تحول خلالها رجل الشارع الي شريك أساسي في صياغة القرار وصناعة مستقبله القريب أوعلى الأقل حتى عام 2016 موعد انتهاء الجولة الأولى من الجمهورية الثانية التى دشنتها ثورة يناير .. أصبحت لرجل الشارع الكلمة في اختيار من وثق بقدرته علي الإنجاز.. علي تحمل المسئوليه.. والتعبير عن طموحاته وآماله.. وعن آلامه! على مدى الثلاثة أشهر فوجيء خلالها رجل الشارع بسعي الجميع إليه.. يسالونه رأيه.. يعدونه بتحقيق مطالبه.. يأملون في رضائه.. يطمحون الي كسب وده دون أن يدير أحد ظهره له حتى الآن على الأقل !! ثلاثه أشهر أرست دعائم واقع جديد فتح ابواب الحرية.. صحافه اختارت أن تخرق سقفا تطوع كثيرون - في وقت سابق ومنهم رموز لهذه الصحافة - أن تفرضه عليها إرضاء " لأهل قصر العروبة " وأصحاب النفوذ .. مجتمع مدني أوكل موسساته في اداء دوره كشريك اساسي في جهود الاصلاح والرقابة والتأكد من أن صوت الناخب هو سيد الصندوق وليس أحد آخر .. ثقافه جديدة بدأت ملامحها تتشكل لترسم صوره للمشاركة في صياغة واتخاذ القرار! ثلاثه أشهر اكتسبت خلالها لغه الحوار بين المواطنين مفردات جديدة.. تبدلت طبيعه الاهتمامات في الشارع.. تنازل المواطن طواعية عن 90 دقيقه يستغرقها ماتش كرة القدم.. قنوات التليفزيون جري ضبطها لتهجر ملعبا للكره وتسكن في سرادق لأحد المرشحين للرئاسه أو تتابع ما يقوله هو أو آخرون عالمون ببواطن الأمور فى برامج " التوك شو " الليلية .. حتي مسلسلات التليفزيون التركية لم تعد تشغل تفاصيلها ربات البيوت .. ولم يعد مهند فتى الأحلام , ولم يعد السلطان وحريمه يشغل اهتمام البعض !! ثلاثه أشهر أفاق خلالها المجتمع من غيبوبة الاكتفاء بترديد مصر هي أمي ليترجمه الي عمل ايجابي.. هجر مقاعد المتفرجين ليشارك في تحديد مستقبله.. رفض موقعه "مفعولا به ليقفز الي موقع الفاعل " في جمله العمل العام.. توقف عن الشكوي والصراخ ليطالب عمليا بحقه في الحياة.. فهل ستزحف شيخوخه السلبية أو " تقطيبة الجبين " علي ملامح وجهه مره اخري كفراً أو غضباً من ذلك الوافد الجديد إلى القصر " السيد رئيس الجمهورية " ؟! [email protected] المزيد من مقالات عبدالعظيم درويش