ومازالت المحاولات تتوالي لإنقاذ فيلا أجيون ذات التراث المعماري المميز والتي تتعرض للاغتيال والتدمير من قبل مالكها للمرة الثانية بعد ما يقرب من ثلاث سنوات علي المحاولة الأولي لتدميرها عام 2009. والتي تم إجهاضها بقيام وزارة الثقافة بإرسال لجنه لدراسة إمكانية نزع ملكية الفيلا للصالح العام كما قامت المحافظة بتعيين حارس عليها, ولكن بعد مرور بعض الوقت تم نسيان هذا القرار وحصل صاحب العقار علي قرار هدم رقم3113 من المحكمة الإدارية العليا, وشرع في الهدم دون إخطار الحي لولا الوقفات الاحتجاجية التي نظمها العشرات من المهندسين والأثريين وأساتذة الفنون الجميلةأمام الفيلا للمطالبة بعدم هدمها, فتوجه اللواء خالد متولي رئيس حي وسط للمعترضين وتضامن معهم حتي قيل أنه شارك في الوقفة الاحتجاجية ووعدهم ببذل الجهد للحفاظ علي تراث المدينة, وقد رفع المتظاهرون لافتات تحمل شعار تراث الإسكندرية يتعرض للهدم كل يوم وقاموا بتوزيع بيان بعنوان أنقذوا الإسكندرية. ويقولالدكتور أسامة الفولي محافظ الإسكندرية إنه يتم حاليا بحث أنسب السبل للحفاظ علي هذه الفيلا وتعويض ملاكها عنها واستخدامها والمنطقة المحيطة بها في مشروع يحافظ عليها ويكون مربحا في نفس الوقت مسترشدا بتجربة قصر عمر الخيام بالقاهرة والذي تحول الي فندق مع إحتفاظه بطابعه المعماري أو حتي الحفاظ علي المبني وإستخدامه في أغراض تجارية أو مالية مثل تحويله إلي بنك, بالإضافة للتنسيق مع مديرية الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية التراث والمباني المميزة بالمدينة والتي يزيد عددها علي ألف مبني مسجل أثريا, بالإضافة لتوفير أفراد حراسة من خلال الأحياء للمرور الدوري علي الأماكن الأثرية والتراثية لحمايتها من العبث والهدم.. كما تتم حاليا مباحثات بين وزارة الثقافة ووزارة التعاون الدولي لتخصيص مبلغ38 مليون جنيه من إحدي منح الإتحاد الأوروبي لتعويض صاحب الفيلا واستكمال قرار نزع الملكية وأضاف الفولي أننا في الإسكندرية في مآزق حقيقي فبينما نحاول نحن حماية المباني الآثرية يحاول أصحابها تدميرها للحصول علي منفعة شخصية بغض النظر عن الصالح العام. وأضاف الدكتور الفولي أن المحافظة قد تلقت عرضا من الدكتور علاء الحبشي المتخصص الآثري لإنقاذ الفيلا بالقيام بعملية ترميم أولية وعاجلة علي أن تتكفل المحافظة بتكاليف المواد والتي لا تزيد علي خمسين ألف جنيه ووضع مقترح الترميم علي أن تبدأ المرحلة العاجلة بتدعيم القبة المركزية والبلاطات المجاورة لها قبل أن يحدث انهيار مفاجئ وإصلاح الأعمدة التالفة لإعادة دورهم الإنشائي في حمل القبة المركزية وترميم وإعادة تثبيت اللوحة الحديدية التي صممها بيريه لتحمل الأحرف الأولي من إسم المالك الأول( جوستاف أجيون) بالإضافة لترميم وإعادة تثبيت ضلف الشيش الخشبية وترميم حوائط المباني( الطوب) التي تم هدمها. يلي ذلك مرحلة الحفاظ علي المبني والحديقة المحيطة به وإستعادة النباتات وحوض السباحة وفقا للتصميم الأصلي لبيريه.. ثم المرحلة القانونية وهي التأكد من حماية المبني بموجب قانون حماية المباني التاريخية وإدخاله في الخطة السياحية للمدينة... وقد أبدي الدكتور الفولي موافقته علي هذا الإقتراح علي أن يبدأ تنفيذه بمجرد نزع ملكية الفيلا. فهل تفلح هذه المحاولات في إنقاذ تراث المدينة ووجهها الحضاري الجميل قبل أن يستيقظ سكانها علي القبح يحيط بهم من كل جانب ؟