الحادث الارهابى الفاشل الذى استهدف موكب النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز، فى طريق عودته الى مسكنه بالتجمع الاول، يؤكد أن الجماعات الارهابية مازالت قادرة على اختراق الخطط الامنية، ورصد خط سير كبار المسئولين ومواعيد خروجهم وعودتهم من والى منازلهم، وهذا يقتضى اليقظة التامة من أطقم الحراسة والتأمين المرافقة لكبار المسئولين، وتغيير خط السير باستمرار لتفادى «الكمائن الإرهابية» وسياراتهم المفخخة، مع ملاحظة تطور العمليات النوعية لعناصر الارهاب، من خلال ما يسمى «الذئاب المنفردة أو الشاردة» لتحقيق أهدافهم الدنيئة ومنها إثارة الذعر والخوف بين المواطنين وهى رسالة مهمة للداخل، والاعلان عن وجودهم وهى رسالة أهم للخارج، ومن هذا المنطلق فالمعركة مع الارهاب مازالت طويلة، صحيح أنه تم تفكيك العديد من الخلايا النشطة والقبض على رءوسها فى القاهرة الكبرى، كما تمت تصفية الكثير من العناصر التكفيرية بشمال سيناء، وهو جهد فائق لرجال القوات المسلحة والشرطة، ولكن مازالت مسببات الإرهاب قائمة، فوكلاء المؤامرة من الجماعات إياها مازالوا يتغلغلون داخل مفاصل الدولة ومؤسساتها، وبعض النشطاء الذين ينشطون فى ظل الفوضى والظلام مازالوا يمارسون أدوارهم من خلف الستار، والتنظيم الدولى ومحرضوه وداعموه بالخارج لن يكفوا عن إصدار التكليفات لأذرعهم داخل مصر بضرب الاستقرار الامنى وإعاقة الاصلاح الاقتصادى، وبث الشائعات لإرباك الدولة وإحباط المواطنين. فمحاولة اغتيال النائب العام المساعد تأتى قبل «بشاير» عودة السياحة، بعد ماراثون طويل من المفاوصات والاشتراطات، وخسائر ضخمة تكبدها الاقتصاد المصرى، فمطلوب أن نستعد جيدا لاحتضان هذه «البشاير» السياحية، بكل عوامل الجذب والترغيب، وقبل كل ذلك توفير الغطاء الامنى اللازم دون «تجييش» لضمان أمن السائحين وعودتهم سالمين، وهذا يحتاج إلى منظومة متكاملة من وزارة الداخلية والسياحة والمحليات ورجال الاعمال القائمين على صناعة السياحة، وكذلك المواطن المصرى الذى يجب أن يعلم أن السياحة هى مصدر رئيسى لإدخال العملة الصعبة، ومن ثم فإن تعرض السياحة لضربة جديدة لا قدر الله سوف يكون حدثا مؤلما يصعب تداركه. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى