نحن نتآمر على أنفسنا بترك أمور البلاد تسير سداحا مداحا أمام أعيننا وبمشاركة منا جميعا من دون أن يتدخل أحد لربط صواميلها المفكوكة وإعادتها إلى دولة متماسكة تعمل وليس شبه دوله كما قال الرئيس ذات يوم والمثال الواضح على هذا هو موضوع منع بعض الدول للصادرات الزراعية المصرية والذى خرجت الأصوات تعلن أنها مؤامرة وحصار على مصر دون ان يبحث أحد عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك وهل هى بالفعل مؤامرة خارجية متكاملة الأركان وهل هى جديدة علينا أم أن الموضوع قديم وتركناه دون معالجه وأن المتآمرين يقلبون فى هذه الدفاتر القديمة لمراجعة ما عسى أن يكون قد حدث من تغييرفى منتجاتنا إلى الأحسن أو الأسوأ ، أم أن المشكلة فينا نحن كأمر وظاهرة تحدث للمجتمعات التى تتعرض لهزات عنيفة كتلك التى مرت بها البلاد خلال السنوات الماضيه فأدت إلى بروز السلبية فى الشخصية المصرية وإلى سيادة التراخى والإهمال فى أداء مؤسسات الدوله ومن بينها تلك المعنية بالزراعة من تقاوى وأسمدة وكيماويات ومعامل فحص ورقابة وعند هذه النقطة يجب أن نقف بشجاعة ونعترف بالإهمال الذى يصل إلى درجة التآمر على أنفسنا ولذا لاينبغى أن يمر تقريربشأن منتجاتنا الغذائية صادر من أكبر قوتين فى العالم وهما أمريكاوروسيا مر الكرام ونقول إنها مؤامرة ونسكت ولنسأل أنفسنا على سبيل المثال هل واجهنا مصانع بير السلم المنتجة لمنتجات الألبان والتى لا تخضع لأى رقابة والمثير أن أحد أكبر مصانع الحلاوة الطحينية منعت أمريكا الاستيراد منه منذ سنوات وغيرها من منتجات 38 مصنعا للأغذيه منذ عام 2009 وفى الثمانينيات رفضت إنجلترا شحنة موالح وفراولة مصرية لتلوثها بالمبيدات، وهل استطاع أحد أن يأكل البطيخ هذا الصيف والذى لم توجد منه ثمرة واحده تصلح للغذاء ؟ وهل تحدث أحد عن سوء حالة الطماطم وغيرها من الخضروات والتى يصيبها العفن سريعا حتى ولو كانت محتفظا بها بالثلاجات وكذلك البطاطس المرشوشة بالمبيدات وتباع بالأسواق ، إن روسيا التى تستورد منا منتجات زراعية بلغت 650 مليون دولار العام الماضى منعت دخول منتجاتنا من البطاطس والموالح والخوخ والفلفل والطماطم وأغلب الظن لحملها متبقيات كيماوية وهل شاهد أحد منتجاتنا الزراعية المعروضة بالمحلات بالخارج فى شكل بائس وعبوات متهالكة أضعفت قدرتها التنافسية وهذه حالة إذعان من المصدر المصرى الذى يعتقد أن ما قبله المصريون من سوء إنتاج سوف يقبله المستهلك الأجنبى متجاهلا المنافسة الشدية من منتجات دول أخرى نظيفة الإنتاج جميلة التعبئة آمنة وسليمة لا تتعرض للتلف وذات طعم مميز إن الدول المتقدمة لديها معامل لتقدير الآثار المتبقية من المبيدات بالثمار واتجهت إلى تجنب إستيرادها ورفض الرسائل المصدرة إليها هل يمكن ان نلحق الأمر.. ونعالجه قبل وقوع المزيد من الكوارث ؟ وكيف نستدرك الأمر ولا نفقد الأسواق والسمعة؟ لقد أشارت الدراسات منذ عام 1993 إلى أننا نستخدم أضعافا من الاحتياجات السمادية والكيماويات وهذا هو الخطر علينا وعلى غيرنا ويفسر انتشار الأمراض بنسب عالية ولذا فالحل وجود جهة رسمة مسئولة عن المسموح به والمحظورفى الاستخدام الواعى للمبيدات واختيار المادة المناسبه والتركيز المناسب والالتزام بقواعد تسجيلها ومواجهة تهريبها من الخارج وتحليل المتبقيات الكيماوية بالتربة قبل زراعتها وتوعية الفلاح بأساليب وكميات ومواعيد الرش وجمع المحصول والفحص الدورى المستمر لقياس مستوى المتبقيات الكيماوية من المبيدات فى المنتجات الزراعية سواء للاستهلاك المحلى والتصدير عندئذ نتوقف عن الحديث عن المؤمرات الخارجية ونلتفت إلى الإصلاح الداخلي. لمزيد من مقالات عصام رفعت