قبل أسابيع قليلة من المعركة الفاصلة لحسم الصراع إلى البيت الأبيض، ووسط ترقب عالمى غير مسبوق، تنطلق فجر غد أولى المناظرات الثلاث المرتقبة للانتخابات الأمريكية، والتى يعتبرها المراقبون المرحلة الفاصلة فى النزاع بين المرشحين الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطية هيلارى كلينتون. ومن المتوقع أن تضرب هذه المناظرة الأرقام القياسية فى نسب المشاهدة، حيث تؤكد المؤشرات الأولية أن المرحلة الأولى من جولة المناظرات الانتخابية ستجتذب نحو 100 مليون مشاهد أمريكي. وتستغرق المناظرة 90 دقيقة يديرها ليستر هولت -57 عاما- مذيع شبكة «إن بى سي» الإخبارية الأمريكية الشهير فى جامعة «هوفسترا» بمدينة همبستيد والتى تبعد نحو ساعة عن مدينة نيويورك. ومن المقرر أن يتم تقسيم المناظرة إلى عدة مراحل تستغرق كل منها 15 دقيقة، حيث يوجه المحاور سؤالا حول قضية محددة إلى كلا المرشحين ويمنحهما الفرصة للرد عليه قبل أن يبدأ كل منهما فى الرد على إجابة المرشح المنافس وتفنيدها. وبشكل عام ستسيطر ثلاثة محاور رئيسية على المناظرة وهى «اتجاه أمريكا» و»تحقيق الرخاء» و»الأمن». من ناحيته، أكد المعسكر الديمقراطى أن هيلارى بدأت بالفعل التدريب استعدادا لجولة المناظرات، بحيث تبدو متماسكة وحاسمة فى ردودها، والأهم من ذلك أن تظهر بروح معنوية مرتفعة وأداء قوى يؤكد تغلبها على مرضها الأخير. وبدوره، ركز المعسكر الجمهورى على تهديد ترامب بدعوة «جينيفر فلاورز» العشيقة السابقة للرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون للجلوس فى الصف الأمامى خلال المناظرة، حيث أشارت صحيفة «الجارديان» البريطانية إلى أن «فلاورز» قبلت الدعوة على الرغم من أنها أعلنت تأييدها هيلارى فى 2007. وتأتى تهديدات ترامب كرد على توجيه الديمقراطيين الدعوة لمارك كوبان العدو القديم لترامب لحضور المناظرة، وهو تحرك يهدف إلى زيادة حدة التوتر بين المتنافسين. فقد قال ترامب فى تغريدة له على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعى: «إذا أراد مارك كوبان أن يجلس فى الصف الأمامي، فربما سأضع جينيفر فلاورز بجواره». يأتى ذلك فى الوقت الذى رجحت فيه استطلاعات الرأى العام كفة هيلاري، حيث أشار أحدث استطلاع أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بى سى نيوز» أن 46٪ من المشاركين يؤيدون هيلاري، مقابل 44٪ يؤيدون ترامب، فى حين تعادل الاثنان وحصلا على نسبة 46٪ بين جميع الناخبين المسجلين. فى الوقت نفسه، أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" تأييدها هيلارى كلينتون، مشيدة بقدرتها على الارتفاع إلى مستوى التحديات التى تواجه الولاياتالمتحدة ومنددة بترامب ووصفته بأنه "أسوأ مرشح" فى تاريخ الولاياتالمتحدة الحديث.