جاء نجاح مشروع صكوك الأضاحى الذى قامت به وزارة الأوقاف، ليؤكد ثقة الشارع المصرى فى مؤسسات الدولة، فقد جمعت الوزارة نحو 13 مليون جنيه خلال أسبوعين، وجهت بالكامل لشراء لحوم الأضاحى دون أى إعلانات أو مكافآت للقائمين على المشروع، وقدمت الوزارة هذه اللحوم للفقراء والمحتاجين فى المناطق الفقيرة بجميع المحافظات، لتؤكد هذه المبادرة أن الثقة هى كلمة السر فى نجاح مبادرات ومشروعات التكافل الاجتماعى والوقف الخيري. وقال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن الوزارة حققت بالفعل انجازا فى مشروع صكوك الأضاحى تمثل فى الوقت القياسى الذى أطلقت فيه الفكرة والتى استغرقت أسبوعين فقط، وشملت طباعة دفاتر الصكوك، وتم خلالها جمع نحو 13 مليون جنيه، فى وقت قياسى ودون أى إعلانات أو دعاية أو مكافآت، وكل الأموال التى جمعت تم توجيهها بالكامل لتنفيذ مشروع الصكوك. وأوضح طايع أن نجاح هذه الفكرة يدل على ثقة الشارع فى وزارة الأوقاف، وقد قام الأئمة فى الإدارات على مستوى الجمهورية بجهد متميز، وتم توصيل اللحوم للفقراء والمستحقين، وهذه الفكرة نجحت بالفعل، وهذا يجعلنا نفكر فى مبادرات أخرى فى المستقبل، مثل مبادرة «شنطة المدرسة» للطلاب الفقراء، أو شراء بطاطين للمحتاجين فى موسم الشتاء، أو المساهمة فى تجهيز الفتيات اليتيمات، وغيرها من الأفكار التى تسهم فى رعاية المحتاجين، مشيرا إلى أنه يتم حاليا جمع جلود الأضاحي، وحصرها للعام الثانى على التوالي. تطوير الفكرة علماء الدين بدورهم طالبوا وزارة الأوقاف بضرورة القيام بمبادرات جديدة لرعاية غير القادرين ومساعدة الأسر الفقيرة، من خلال مشروعات مثل، شنطة العام الدراسى أو كسوة العيد وغيرها من المبادرات التى يصل عائدها للطبقات الفقيرة فى جميع أنحاء الجمهورية، وأوضح العلماء أن مثل هذه المبادرات التى تقوم بها الأوقاف، وهى جهة ومؤسسة رسمية، يجعل الفقراء يحصلون على هذه المساعدات بكرامة ودون خجل، لأنه فى هذه الحالة تكون مؤسسات الدولة هى التى تقدم المساعدة. وقال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بأسيوط، إنه بعد نجاح فكرة صكوك الأضاحي، والتى قامت بها وزارة الأوقاف، وقد عادت هذه الفكرة بخير كثير على الفقراء، وتم توزيع لحوم الأضاحى على المحتاجين فى القرى والمناطق الفقيرة، فإننى أقترح وأرى ضرورة تطور مثل هذه المبادرات، وذلك بهدف رعاية الفقراء والمحتاجين، من خلال أفكار قابلة للتنفيذ، وتسهم بشكل جاد فى تخفيف الأعباء عن الأسر الفقيرة، ومن هذه المبادرات التى من الممكن أن يكون لها دور كبير فى رعاية الفقراء، أن يشرف أئمة ودعاة وزارة الأوقاف على لجان الزكاة المنتشرة فى القرى، وذلك لأن إشراف الأئمة والدعاة على هذه اللجان، سوف يشجع الأغنياء على المساهمة فى رعاية المحتاجين، نظرا للثقة الكبيرة فى أئمة الأوقاف، وفى هذه الحالة سوف يشعر الأغنياء، أن هذه الأموال تذهب للمستحقين فعلا، كما أننا بذلك نفعل دور المسجد، لأن الأئمة والدعاة يعرفون المشكلات التى يعانيها الناس، ويعرفون أيضا الفقراء فى الحى أو القرية التى يوجد بها المسجد، وبذلك نضمن أن تصل هذه الأموال لمصلحة المستحقين. الثقة كلمة السر وفى سياق متصل قال الدكتور نبيل السمالوطى أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إن مبادرة صكوك الأضاحى التى نفذتها وزارة الأوقاف، هى مبادرة متميزة، لأن الناس تثق فى وزارة الأوقاف، وهناك كثير من الناس لا يستطيع أن يذبح بنفسه، إما لكبر السن أو عدم وجود مكان للذبح، أو لعدم القدرة على توزيع لحوم الأضاحي، وبالتالى فمبادرة وزارة الأوقاف حلت مشكلة كبيرة للطرفين، الطرف الذى يمتلك المال، ويرد أن يضحى ويحصل على الثواب، لكنه لا يجد مكانا للذبح أو غير قادر على الوصول للفقراء، وكذلك حلت مشكلة الفقراء الذين حصلوا على لحوم الأضاحي، من خلال جهة رسمية وهى وزارة الأوقاف، وكل هذا تحقق من خلال ثقة الناس فى الوزارة. وأشار إلى أن كثيرا من الناس لديهم الاستعداد للمساهمة فى مثل هذه المبادرات، لكن الجميع يريد أن يتأكد من أن هذه المساهمات تصل للمستحقين، والمؤكد أن نجاح مبادرة صكوك الأضاحي، كان نتيجة الثقة والشفافية. وأشار إلى أن مثل هذه المبادرات تسهم فى تخفيف الأعباء عن الفقراء، وأنه يجب أن تكون هناك مبادرات مماثلة، فهناك الكثير من المشكلات فى قطاعى التعليم والصحة وغيرها من المجالات، والدولة لن تستطيع القيام بكل هذه المسئوليات، وهنا تبرز أهمية التكافل الاجتماعى من خلال مبادرات مماثلة على مدى العام، مثل أن تكون هناك مبادرة لإطعام الفقراء وتقديم الكساء لهم، وأن تكون هناك مبادرة لتقديم بطانية للأسر الفقيرة فى الشتاء وغير ذلك من المبادرات القابلة للتنفيذ، والتى من الممكن أن تمثل مساهمة حقيقية فى رعاية الفقراء، وتجسد قيمة التكافل الاجتماعي.