تواصلت أمس الحرب الكلامية الشرسة بين الولاياتالمتحدةوروسيا عقب مقتل أكثر من 60 جنديا سوريا فى غارة للتحالف الأمريكى فى سوريا، حيث انسحب فيتالى تشوركين سفير روسيا لدى الأممالمتحدة من اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى اعتراضا على وصف الولاياتالمتحدة دعوة موسكو لعقد اجتماع طاريء فى مجلس الأمن بأنها مجرد «خدعة». وقال تشوركين، بعد انسحابه من الاجتماع: «لم يسبق لى أن رأيت هذا الاستبداد الأمريكى الذى نشهده اليوم».وكانت سامنتا باور سفيرة الولاياتالمتحدة فى الأممالمتحدة قد قالت للصحفيين فيما يجرى اجتماع مغلق إنه «يتعين على روسيا فى حقيقة الأمر التوقف عن أسلوب تسجيل النقاط الرخيصة والإبهار والإثارة والتركيز على ما يهم وهو تنفيذ شيء تفاوضنا عليه بنية صادقة معهم»، وذلك فى إشارة إلى اتفاق الهدنة الذى تم التوصل إليه الأسبوع الماضي. واعتبرت السفيرة الأمريكية أن على موسكو أن تطلب بدلا من ذلك اجتماعا مع الرئيس السورى بشار الأسد للضغط من أجل السلام. ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية فى بيان أن تحركات طيارى التحالف الدولى بقيادة واشنطن تندرج بين الإهمال الجنائى والتآمر المباشر مع إرهابيى تنظيم داعش، محذرة من أن قصف الجيش السورى قد يهدد تنفيذ الاتفاق الأمريكى الروسى لوقف إطلاق النار. وأضافت الوزارة أن ما حدث فى سوريا نتيجة «للرفض المتعنت» من جانب أمريكا للتعاون مع موسكو فى محاربة تنظيم داعش وجبهة النصرة وجماعات إرهابية أخرى، وحثت الولاياتالمتحدة على إجراء تحقيق شامل فى الضربات الجوية التى استهدفت مواقع للجيش السورى فى دير الزور. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية على موقعها على «فيسبوك» موجهة الحديث لسامنتا باور: «زورى سوريا لتعرفى معنى الخجل ولتشاهدى بأعينك كيف يعيش الناس فى ظروف الحرب». وفى واشنطن ، أكد الجيش الأمريكى أن التحالف الدولى أوقف الهجمات على ما كان يعتقد أنها مواقع لتنظيم داعش فى شمال شرق سوريا بعد أن أبلغته روسيا بأن أفرادا من الجيش السورى ومركبات سورية ربما تعرضت للقصف. وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن الولاياتالمتحدة أبلغت «أسفها» عبر الحكومة الروسية لما وصفته بأنه خسارة أرواح جنود سوريين دون قصد فى الهجوم، وأكد أن المسئولين الروس لم يعبروا عن مخاوف فى وقت سابق أمس الأول لدى إبلاغهم بأن طائرات التحالف ستعمل فى المنطقة التى تعرضت للهجوم. وعلى الصعيد الميداني، خاض الجيش السورى أمس معارك عنيفة قرب مطار دير الزور فى شرق البلاد حيث شن هجوما مكنه من استعادة مواقع كان تنظيم داعش الإرهابى قد سيطر عليها عقب الغارة الجوية الأمريكية التى قتلت عشرات الجنود السوريين. وقال مصدر عسكرى لوكالة الأنباء الفرنسية تحول الجيش السورى من الدفاع إلى الهجوم فى منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكرى بعدما كان تراجع نتيجة القصف الأمريكي». جاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش أن التنظيم أسقط طائرة حربية سورية بمدينة دير الزور فى شرق سوريا خلال المعارك الجارية هناك. وفى سياق متصل، ذكرت مصادر من المعارضة السورية أن 164 شخصا لقوا مصرعهم فى قصف جوى ورصاص قناصة وانفجارات فى سوريا أمس الأول السبت فى أعلى حصيلة يومية منذ الإعلان عن بدء الهدنة فى البلاد الاسبوع الماضى . ومن ناحية أخرى، أعلن الجيش التركى أن قواته قصفت مساء أمس الأول 67 هدفا لتنظيم داعش ب 260 قذيفة مدفعية و59 صاروخا مما أسفر عن مقتل 5 مسلحين من التنظيم، وذلك فى إطار الغزو التركى لأراضى شمال سوريا تحت مسمى عملية درع الفرات.