السوبر كمبيوتر أو الحاسوب العملاق هو جهاز ضخم يزن مئات الأطنان يعالج كما هائلا من البيانات والمعلومات ويقوم بتخزينها، وينجز فى الثانية الواحدة ماتحتاج الحاسبات الأخرى ملايين السنين لإنجازه. وتلعب هذه الأجهزة العملاقة دورا هاما فى مجال الأبحاث العلمية المختلفة, كما أنها تقوم بالعديد من المهام المعقدة حسابيا. محمد زهران أستاذ مساعد علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة نيويورك وأحد العلماء المصريين الموجودين بالخارج القائمين على تدريس وتصميم هذه الحواسب الخارقة، تحدث إلينا حول أهمية السوبر كمبيوتر ودوره فى حل العديد من المشكلات بمصر. موضحا أن أى جهاز كمبيوتر يحتوى على هاردوير (الأجزاء المادية الداخلية بالجهاز) وسوفت وير (البرامج اللازمة لتنفيذ وتنظيم العمليات)، وهذا ينطبق على أى نوع من أنواع الكمبيوتر سواء كان سوبر كمبيوتر أو لاب توب أو موبايل. ويقول: إن بناء أى جهاز كمبيوتر له ثلاث مراحل، الأولى وضع التصميم المعمارى للجهاز، وهذا صميم عملى فأنا تخصصى هو هندسة معمار فى الحاسبات، ثم أقوم بتسليم التصميم لمهندسى الكهرباء الذين يقومون بتركيب الترانزستورز وفقا للتصميم المعد، وهنا ينتهى تصميم وتركيب الهاردوير، وتتبقى المرحلة الأخيرة الخاصة بالسوفت وير، والتى يقوم بتنفيذها المبرمجون المتخصصون. ويشير إلى أن التصميم المعمارى للكمبيوتر يجب أن يراعى عدة عوامل مثل سرعة الجهاز وكمية الطاقة المستهلكة والأمان وسهولة البرمجة والصلاحية لمدى طويل، وقد تمكنا من تصميم أجهزة كمبيوتر بعوامل أمان عالية تستطيع القضاء على تأثير الفيروس أقوى من وضع برامج مضادة للفيروسات، فالفيروس يقوم بمسح جزء من الذاكرة أو إيقاف عمل برامج معينة، ونحن نواجه ذلك من خلال تصميم هاردوير قوى يواجه تلك المشكلات. ويؤكد زهران أن مصر تمتلك الموارد والعقول التى تؤهلها لعمل مثل هذه التصميمات، ونستطيع بناء أجهزة حواسب عملاقة يكون لها عائد علمى ومادى كبير على البلاد، فعلى سبيل المثال مشكلة تخطيط المدن والكثافات المرورية يمكن حلها من خلال الحاسبات العملاقة التى ستوضح لنا أى الشوارع تحتاج لتعديل مسار للقضاء على الاختناقات المرورية. بالإضافة لتسهيل عمليات المحاكاة التى يحتاجها أساتذة ودكاترة الجامعات فى تطوير البحث العلمى فى مصر. ويشير أيضا إلى نوع آخر من هذه الحاسبات فائقة الأداء والمعروف بال «داتا سنتر» أو مركز المعلومات والتى تقوم بتشغيل المواقع الكبيرة على شبكة الانترنت مثل الفيسبوك وتويتر، ويؤكد أنه بإمكاننا أيضا أن نمتلك مركزا للمعلومات خاصا بنا بحيث يشترك فيه الأفراد والشركات، بدلا من دفع مقابل مادى لسيرفرات خارجية، وتكون أكثر أمانا وخصوصية. كما يؤكد أن تصميم وبناء مثل هذه الحواسب العملاقة لن يتطلب مبالغ كبيرة، فكل ما نحتاج إليه هو برامج للتصميم وهناك العديد منها متوافر مجانا، وميكروبروسيسورز (مشغلات دقيقة) وعلب كبيرة وهى متوافرة فى السوق المحلية، وبذلك يكون لدينا حواسيب ضخمة تقوم بمختلف المهام التى نحتاج إليها ويكون لها عائد اقتصادى كبير. كما أنه من الممكن أن نقوم ببيع التصميم نفسه مثل كبرى شركات تصنيع البروسيسور فى العالم.