حكاية محمود

محمود شاب فى الأربعين من عمره يعمل نقاشا ومتزوج ولديه ولد وبنت، وكانت أحواله المادية على مايرام،
وألحق ابنيه بالمدرسة آملا أن يحصلا على تعليم عال بعد أن حرم من التعليم، وبمرور الأيام شكا من آلام شديدة انتابته فى القدم والظهر، فلجأ الى المسكنات التى ما إن ينتهى مفعولها حتى يعود الألم من جديد، ولا يتمكن من القيام بعمله، وزار الطبيب الذى أجرى له أشعة بالرنين، وتبين أنه مصاب بالغضروف، ويحتاج الى جراحة عاجلة حتى لا تتدهور حالته، ولم يجد محمود حلا سوى أن يجمع كل ما ادخره من نقود، واقترض بالاضافة اليه مبلغا آخر، وبعد أن أجريت له الجراحة، أصبح غير قادر على النطق والكلام، إلا بصعوبة بالغة، ثم لزم الفراش، ثم تدهورت حالته ودخل فى دوامة من الجراحات، منها ثلاث عمليات لعلاج أخطاء الجراحة الأولي، ثم اصيب بمياه على المخ، وصار فى حاجة مستمرة الى المتابعة والعلاج.
أما زوجته فلا تستطيع العمل، وهى التى ترعى شئونه، وتربى الأولاد، فهل من مساعد؟.
صفاء عبدالعزيز