على بعد أمتار قليلة يشع الضياء والخشوع فى بيت أذن الله أن يرفع ويذكر فيه تسمه، وتتلألأ فيه أنوار المصلين الساجدين الصائمين فى أيام مباركة من شهر الله الحرام ذى الحجة. لكن مع قرب المكان كان هناك من هو بعيد عن كل هذا المشهد النورانى وشغله تدبير تحالف مع إبليس الذى سول له أن يرضى شهواته الدنيئة وغرائزه الشاذة بأى شكل وبأى طريقة كانت رغم أنه سبق وأن ضبط متحرشا بطفلة صغيرة وأوسعه المصلون ضربا ولم يسلموه للشرطة حرصا على مستقبله واعتقادا منهم أنه سيرتدع ولن يكرر فعلته . "عادل "عاطل عمره 25 سنة لم يحصل على قسط كبير من التعليم إذ هجر المدرسة فى المرحلة الإعدادية ليتفرغ للشارع والمخدرات وحبوب الهلوسة تعاطيا وتجارة فقرر أن يرتب مسرح الجريمة بعناية فى الشارع المقابل للمسجد الكبير بقرية كفر يوسف مركز شربين، أصبح يقترب من الأطفال الصغار ويلهو معهم وكأنه واحد منهم بل ويستقطب عطفهم واهتمامهم بشيكولاتة أو عصائر وحلوى يشتريها لهم بينما يتعامل معه الأطفال الأنقياء كوالد لهم يعطف عليهم، غير أنه كان ينسج شباكه السامة حول طفلة صغيرة إسمها "سالي" عمرها 5 سنوات والدها رجل بسيط مكافح يعمل فرانا فى نفس القرية يتحمل لهيب النار ليأكل لقمة حلالا . وفى اليوم المشئوم كانت سارة تلعب فى الشارع مع صديقتها بينما السفاح يرقب المكان من فوق سلم المسجد وفجأة طلب من صديقة سارة أن تذهب لشراء حلوى أو بسكويت من بقالة قريبة وأعطاها نصف جنيه حتى يتمكن من الانفراد بسالى التى أوهمها بعمل مقلب فى صديقتها بالاختفاء منها فى حمام المسجد فصدقته الطفلة وهى لاتدرى أن المجرم سينتهك شرفها ويورد نفسه مهالك السوء والخسران. الذئب كما جاء فى التقرير الصحى الأولى اغتصب الطفلة بوحشية حتى نزفت دما مما أحدث لها جرحًا قطعيًا وهرعت إلى خارج المسجد والدم يتساقط منها وأغرق كل ملابسها، وذهبت إلى منزلها واكتشف أهلها الأمر فقاموا باصطحابها إلى المستشفى على الفور. وتروى الطفلة المسكينة الحكاية بنفسها : أخدنى من ايدى ودخلنى المسجد ثم إلى حمام المسجد وخلع ملابسى بالقوة وعمل حاجات مش كويسة وقالى لو قولتى لحد هموتك وهسيبك فى الحمام وهقفل عليكي، فقام والدها بتحرير محضر وهرب الجانى لمدة خمسة أيام عند أحد أصدقائه فى قرية أبو بصل، الملاصقة لقرية كفر يوسف، وبات عنده ولم يخبره بأى تفاصيل، وفى الصباح الباكر قام المتهم بسرقة دراجته النارية وهاتفه المحمول وهرب إلى القاهرة وكان ينوى الوصول إلى الصعيد لولا يقظة عمدة القرية الحاج توفيق بازيد الذى أصر على وأد فتنة كبيرة كانت ستحصل من جانب أهالى القرية وأقارب الفتاة بأهل المتهم حيث عزم الناس على مقاطعتهم ووقف التعامل معهم وربما طردهم لكن لا تزر وازرة وزر أخرى . ويروى الحاج توفيق ل (لأهرام ) ما حصل قائلا : هرب الجانى فور ارتكابه للواقعة وقمت باستدعاء أهله بشكل ودى وحاولت إقناعهم بضرورة تسليم نفسه للسلطات لأن الهرب ليس فى مصلحته، ولكن لم يستجب لى أحد. فقمت بعمل بعض التحريات، وعرفت أن المتهم هرب إلى القاهرة، بمسكن أحد أقاربه بمدينة نصر، فاصطحبت بعض أهالى القرية، وسافرت إلى القاهرة واقنعته بتسليم نفسه، وذهب معى، وسافرنا إلى شربين وسلمته إلى المقدم أحمد حسين رئيس مباحث شربين . وقد أبدى اللواء مصطفى النمر مدير أمن الدقهلية اهتماما بمتابعة الواقعة بإشراف اللواء مجدى القمرى مدير إدارة البحث الجنائى . أما والد الطفلة الضحيةفيطالب بالقصاص وأن يتمكن القضاء من إعادة حق ابنته، مشيرا إلى رفضه أخذ الحق بيده عقب الاعتداء عليها وفضل أن يسلك الطرق القانونية رغم الغضب الشديد، بينما تتحدث والدة سالى وهى تبكى ألما وقهرا : أطالب بإعدامه فى ميدان عام فهو ليس بإنسان أو حتى حيوان وليس له وصف ولم تكن فى قلبه ذرة رحمة حتى الكافر فى قلبه رحمة، شعورى كأم بتقطع من داخلى على ما حدث لبنتى . الغريب أن المتهم فى التحقيقات معه ذكر أنه لايعرف إذا كان فعل هذا الأمر أم لا لأنه كان تحت تأثير المخدرات وهى جريمة أخرى يضيفها إلى سجله الإجرامي، فأمر رئيس نيابة شربين بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.