مع اقتراب بدء تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم بروسيا 2018، لا بد وأن يكون كل الحديث عن مستقبل الفراعنة فى المجموعة الخامسة،والجميع يمنى النفس بذكريات السعادة العالقة منذ نسخة إيطاليا 1990، والتى شهدت آخر ظهور للفراعنة فى أهم بطولات العالم على الإطلاق، فمهما حصلوا على بطولات قارية كانت أو دولية، إلا أنه لا يوجد شرف يضاهى الوجود فى كأس العالم. وقبل أن نبدأ المشوار لا بد وأن نضع أيدينا على بعض النقاط المهمة والتى بطبيعة الحال يعلمها الجهاز الفنى للفراعنة بقيادة هيكتور كوبر وجهازه الفني، ولكن لا ضرر من بعض التذكير. وربما تكون أهم هذه النقاط من الناحيتين النظرية والعملية، هى أن نتحكم بمصائرنا فى مشوار التصفيات، وألا نضع رقابنا فى أيدى الآخرين يتحكمون فيها وننتظر أن ينصفنا القدر بنتائج تأتى لصالحنا، وهذا لا يأتى إلا عن طريق واحد فقط وهو الفوز فى مباريات التصفيات خارج ملعبنا قبل داخلها، فالفوز خارج الملعب يساوى أكثر من فوز، فهو دفعة إلى الأمام وعرقلة للمنافس فى نفس الوقت. أما ثانى هذه النقاط، فهى عدم النظر إلى منافسينا بعين التاريخ، بمعنى أننا لا نعتمد على اسم المنافس سواء كان كبيرا أو صغيرا، فالصغير لابد له من يوم ويكون قد كبر وتطور وبالتالى لا يصح الاعتماد على ذكرياتنا فقط وأن نضع كل الأهمية لجميع منافسينا سواء أوغندا أو الكونغو أو حتى غانا، فاحترام المنافس أول طريق الانتصار وحصد النقاط أما الاستهانة فمعروف نتيجتها النهائية الحتمية! النقطة الثالثة المهمة فى مشوار الفراعنة، هى عدم التفريط بأى حال من الأحوال فى نقاط مبارياتنا الثلاث على ملاعبنا ووسط جماهيرنا فهى تسع نقاط تمنح الفريق ميزة مهمة فى حالة حصدها كاملة، ومع تحقيق أى فوز آخر خارج ملعبنا يتضخم رصيدنا ويقترب حلم التأهل الغائب منذ 28 عاماً تزامناً مع مونديال روسيا فى 2018. القصة ليست صعبة ولا الأمل مستحيل، ونملك من المقومات ما يؤهلنا للعب فى كأس العالم والتأهل عن المجموعة الخامسة، سواء على مستوى اللاعبين أو الجهاز الفنى الذى يقوده احد أفضل مدربى العالم الأرجنتينى كوبر. وقد يكون البعض غاضبا فى تلك الأيام من مستوى مصر فى لقاءاته الودية والتعادل فى الإسكندرية مع غينيا والخسارة من جنوب أفريقيا، ولكن لابد أن يلتقط الجميع الأنفاس للهدوء والتفكير، فالهدف من خوض المباريات الودية ليس زيادة رصيد عدد مباريات الفوز أو جمع نقاط لتحسين التصنيف العالمي، فهو لا يفيد الآن، فالأمر أهم وأعمق من ذلك، فالجهاز الفنى يقوم بتجربة شيء ما، سواء مجموعة لاعبين وقياس حجم التجانس بينهم، أو طريقة لعب معينة أو مراكز مختلفة لبعض اللاعبين، وهنا فالأمر ليس مجرد البحث عن فوز فقط.