فترة الخطوبة هى الجسر الآمن للعبور لحياة زوجية سعيدة فهى فترة للتعارف والمصارحة وتقييم كل طرف للآخر، وليست مقصورة على النزهات والهدايا والتصرفات المصطنعة.. وليعلم الشباب من الجنسين أن التهاون والتغاضى عن الأخطاء فى تلك الفترة يترتب عليه حياة زوجية فاشلة. ونتعرف فى السطور التالية على تجارب مختلفة لتلك الفترة يرويها أبطالها. ............................................................. لمياء 37 سنة موظفة تقول: كانت فترة خطوبتى مليئة بالسلبيات والتجاوزات من زوجى وأهله ولأننى كنت أخشى أن يفوتنى قطار الزواج كما يقولون تغاضيت عن كل شئ حتى الشقة تزوجنا فى إيجار جديد أدفعه من مرتبى، وللأسف خلال عشر سنوات زواج انتقلت لأكثر من شقة.. هذا غير الإهانات التى أتعرض لها فى كل خلاف ولم يمنعنى من الطلاق سوى ابنتى اللتين لاذنب لهما أن يتربيا دون أبوهما وأصبحت أعيش حياة كئيبة مليئة بالملل والمشاكل. أما سهام محمد صيدلانية تقول: لقد كانت فترة خطوبتى اختبارا حقيقيا لكل منا أنا وزوجى فتعاهدنا على المصارحة من أول لقاء بيننا يقيناً منا أن الخداع والزيف فى التصرفات سوف يؤدى بنا إلى طريق مسدود مع ضرورة تفهم كل طرف لعيوب الآخر ومحاولة تقبلها لا أن يحاول تغييره.. والحمد لله مضى على زواجنا 7 سنوات سعادة مع زهرة حياتنا الجميلة ابنتنا منة. أما أدهم 34 سنة يقول تعرفت على فتاة فى أحد الأفراح وجذبتنى بجمالها وخفة ظلها وبعد عدة لقاءات قررت التقدم لخطبتها وكانت فترة مليئة بالحب والاهتمام والرقة والعذوبة ولكن سرعان ما تبدلت كل هذه الصفات للعناد والإهمال واللامبالاة، ولم يعد يربطها بى سوى الماديات والطلبات التى لا تنتهى وكانت النتيجة الحتمية هى الطلاق بعد 3 سنوات، ولحسن الحظ لم ننجب أطفالا. د.شيماء إسماعيل مدربة التنمية البشرية وخبيرة العلاقات الأسرية تعلق، قائلة: اختيار شريك الحياة من أهم وأخطر القرارات المصيرية التى تمس حياة الإنسان وتؤثر فيها بدرجة كبيرة خاصة وإنها قد تمتد لتشمل العمر بأكمله حيث يتقاسم الشريكان الحياة بمتاعبها ومشاكلها وقراراتها وأفراحها وأحزانها ويبنيان معا أسرة وأطفالا هم نواة للمجتمع، ومن هنا يجب على كل فتاة مقبلة على الارتباط أن تفكر جيداً وتتحرى الدقة لتتعرف على أهم الصفات والسمات الشخصية والاجتماعية والنفسية للشخص الذى تريد الارتباط به كشريك للحياة، فعليها مراقبة علاقته بالله سبحانه وتعالى وتعاملاته مع الأهل والزملاء فى العمل وميوله ورغباته ماذا يحب وماذا يكره، ومن المهم أن تكون على طبيعتها دون زيف أو تكلف لأن مثل هذه السلوكيات سرعان ما تنكشف بعد الزواج مما يسبب المشاكل وانهيار الحياة وأن تدرك حجم ومعنى المسئولية الزوجية وكيفية الاعتناء بنفسها وزوجها وبيتها فى آن واحد، كما أنه من الضرورى وجود توافق بين الطرفين من الناحية المادية ، الاجتماعية والثقافية وأن يكون السن متقاربا حتى لا تحدث فجوة فى التفكير وتباين فى ردود الأفعال. وتوضح د.شيماء أن هناك عدة أمور تساعد فى نجاح تلك الفترة إن توفرت فى الطرفين وهى: الاحترام والتقدير المتبادل بينهما والمشاركة والتشجيع، تقبل وجهات النظر المختلفة والاستماع الجيد بكل ود وحب، الصدق والالتزام بالوعود والعهود وعدم إفشاء الأسرار الخاصة، وضع حد لتدخل الأهل وعدم المبالغة فى اظهار العيوب، المرونة والتسامح وعدم محاسبة الطرف الآخر أو إهانته أمام الآخرين. وأيضاً هناك بعض الأمور التى قد تنهى العلاقة وتدمر الحياة الزوجية ما إن وجدت فى أى منهما كالبخل والشك والغيرة الزائدة المرضية وإهمال النظافة الشخصية، الخرس الزوجى وكثرة الكذب وتزييف الأمور مما يجعل الطرف الآخر فى حالة من الضياع وعدم الاستقرار النفسى أو الشعور بالأمان أيضاً، وكثرة الشكوى وتدخل الأهل وإعطاء مساحة لهم أكثر من اللازم.