تلقى الأزمات والصراعات الدولية بظلالها على مباحثات قمة مجموعة العشرين الصناعية الكبرى التى تنعقد فى مدينة هانجتشو الصينية اليوم الأحد، وفى مقدمتها الصراع السورى وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وإصلاح الاقتصاد العالمى ومكافحة الإرهاب التى تعتبر من أهم أولويات المباحثات بين القادة. وتنطلق على مدار يومين متتاليين أعمال قمة مجموعة العشرين فى مدينة هانجتشو الصينية تحت عنوان «نحو اقتصاد عالمى ابتكارى ونشط ومترابط»، وذلك بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى. وتعتبر هذه القمة فريدة من نوعها لأنها ستكون المرة الأولى التى يجتمع فيها الكثير من قادة العالم على التراب الصيني، ويريد قادة العالم التركيز فى الأساس على سبل دفع الاقتصاد العالمى المتباطئ. ومن جانبه، قال الرئيس الصينى شى جين بينج إن بلاده ملتزمة بمسار التنمية السلمية. وأدلى بالتصريحات أمام منتدى للأعمال قبل قمة لزعماء مجموعة العشرين. وفور وصوله إلى الصين، أعلن الرئيسان الأمريكى باراك أوباما والصينى شى جين بينج انضمام بلديهما رسميا إلى اتفاق باريس للمناخ ، وهو ما يساعد على دفع الجهود الدولية لمحاربة ظاهرة الاحتباس الحرارى قدما. وسلم أوباما وتشى إلى الامين العام للأمم المتحدة بان كى مون وثائق التصديق على الاتفاقية التى وقع عليها نحو 180 بلدا خلال مؤتمر باريس للمناخ فى نهاية 2015 وتهدف الى احتواء التغير المناخي. وفى الوقت ذاته، قال أوباما- فى تصريحات لمحطة «سي.إن.إن» الإخبارية- إنه ينبغى على الصين أن تتحلى بالمزيد من المسئولية فى الوقت الذى تكتسب فيه مزيدا من النفوذ العالمى وأن تتجنب استعراض عضلاتها فى النزاعات مع الدول الأصغر بشأن قضايا مثل السيادة فى بحر الصين الجنوبى.. ومن المنتظر أن يلتقى الرئيس الأمريكي، اليوم الأحد، مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى لأول مرة منذ وصولها إلى السلطة فى أعقاب استفتاء خروج بريطانيا. كما سيكون النزاع فى سوريا على جدول أعمال اوباما الذى يلتقى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على هامش قمة مجموعة العشرين. وعشية بدء القمة، خلت الطرق والمراكز التجارية فى الشارع الرئيسى بوسط المدينة، التى عادة ما تكون مزدحمة إذ يقطنها تسعة ملايين نسمة، إلا من بضع سيارات وأفراد فى حين أغلقت المتاجر أبوابها. وتوقفت أيضا أعمال البناء فى المدينة وهو أمر غير مألوف فى دولة يكاد العمل يكون مستمرا فيها على مدار الساعة. وتقرر إغلاق أكثر من 200 مصنع للصلب على مشارف المدينة ضمن مساعى الحكومة للحد من التلوث خلال القمة. وغادر السكان المدينة بعد أن أعلنت السلطات عطلة أسبوعا بمناسبة القمة، وأغلقت متنزه بحيرة «ويست ليك» الذى تشتهر به المدينة وقدمت قسائم سفر مجانية تصل قيمتها إلى عشرة مليارات يوان (1،5 مليار دولار) لتشجيع السكان على زيارة مناطق الجذب خارج المدينة.