تفتح مصر عينيها صباح يوم السبت المقبل علي شمس جديدة, ومشهد لم تعهده من قبل حين يبدأ نحو50 مليونا من أبناء الشعب بالتوافد علي صناديق الاقتراع في الجولة الثانية لاختيار أول رئيس للجمهورية عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير العام الماضي. في هذا اليوم مصر والمصريون في امتحان صعب, وتجربة ديمقراطية يجب أن تمر بهدوء ونزاهة, والأهم قطع الطريق علي أي محاولة عبث تريد حرمان أرض الكنانة من الانتقال إلي عهد جديد بكل ما للكلمة من معني. في هذا اليوم المصريون مدعوون لانتخاب المرشح الذي يرون فيه خدمة لتطلعاتهم وأهداف ثورتهم, وهم مدعوون كذلك إلي المشاركة بكثافة في الاستحقاق الرئاسي, ليقرروا بإرادة حرة من يريدون لاعتلاء سدة الرئاسة, ويسطرون صفحة جديدة في تاريخ مصر الحديث يكتبون فيها أن الشعب أراد فكان التغيير. وفي هذا اليوم ايضا المصريون عليهم التفكير بسمو ووطنية لاختيار الأقدر والأكثر ضمانة للعبور بالبلاد في هذه المرحلة الفاصلة, ومن هو الأكثر دراية وخبرة بإدارة الحكم, ومن الذي اعترك الإدارة وأدار المشروعات ولدية خبرة التنفيذ. إن ما ينتظر الرئيس ينوء به فريق من الرؤساء, وليس رئيسا واحدا سواء تعلق الأمر بالاقتصاد وأزماته, وفي مقدمتها البطالة أو الفراغ الأمني الذي تعاني منه البلاد منذ اندلاع الثورة. إننا نأمل في دولة مدنية حديثة وديمقراطية يتحقق فيها الأمن والأمان, وتتسع لجميع التيارات والأطياف, ولن يحدث ذلك إلا بدستور مبني علي أسس وقيم وعقيدة الشعب المصري, دستور يضعه كل أفراد الشعب عن طريق الجمعية التأسيسية التي تضم كل الاتجاهات والقوي السياسية في المجتمع.