كان قراراً غير تقليدى ذلك الذى أعلنه الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادى، فى كلمته الافتتاحية للمؤتمر العلمى الدولى الثالث للدراسات البيئية للجامعة، الذى كانت مدينة الغردقة مسرحاً لفعالياته على مدى ثلاثة أيام، وشهدت بحضور أكثر من 60 باحثاً مصرياً وعربياً ، تباريهم فى عرض أبحاثهم التطبيقية بجميع مجالات البيئة خاصة ما يتعلق منها بتعظيم الاستفادة من المخلفات والتقنيات الحديثة، وتأكيد دور صحافة البيئة المتخصصة فى قضايا المحميات الطبيعية، علاوة على التلوث بجميع أنواعه، ومعاناة التراث الطبيعى والتنوع الأحيائى من الأنشطة الجائرة والاستثمار غير المرشد وغياب الوعى البيئى. انعقد المؤتمر بحضور الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، واللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، والدكتور خالد حمزة رئيس جامعة الفيوم، والدكتور هانى ضاحى وزير النقل الأسبق. مفاجأة الافتتاح وفى كلمته الافتتاحية، وفى مفاجأة للحضور، أعلن الدكتور عباس منصور إقامة أول كلية للطاقة المتجددة بجامعة جنوب الوادى. وأضاف: الكلية الجديدة ستقام بمدينة الغردقة كأول كلية مصرية متخصصة تُعنى بالطاقات المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وسيتم من خلالها دراسة كل ما هو جديد من دراسات وبحوث علمية وتبادلها مع كبريات الجامعات العالمية المتخصصة، وكذلك أحدث التقنيات والتكنولوجيات. وأوضح أنه سيكون لهذه الكلية دور آخر تطبيقى على أرض الواقع ليس فقط على مستوى الغردقة بل كل محافظة البحر الأحمروجنوب الوادى، بل ومصر كلها، كبيت خبرة كبير للطاقة النظيفة المتجددة، للاستفادة من موقعها النموذجى كمنطقة مثالية للطاقة المتجددة، حيث شدة الرياح الملائمة لتوليد الطاقة، وكذلك الإشعاع الشمسى القوى لتوليد الطاقة الشمسية. وتحدث الدكتور أحمد زكى بدر عن تعاون وزارته مع جامعة جنوب الوادى، مؤكداً أن هذا التعاون يشهد تطوراً هائلاً يوما بعد يوم، خاصة فيما يتعلق باكتمال منشآت الجامعة وفروعها المختلفة، سواء فى قنا أو الأقصر أو البحر الأحمر، وحصولها على الموافقات اللازمة، وتخصيص الأراضى التى تحتاجها عمليات التطوير، والتوسع فى إنشاء الكليات الجديدة. وفى كلمته أكد اللواء أحمد عبد الله الاهتمام الخاص الذى توليه محافظة البحر الأحمر لمشروعات الطاقة المتجددة، فقال: تسعى المحافظة إلى مضاعفة جهودها الرامية للاعتماد على الطاقات المتجددة، مثل طاقتى الرياح والطاقة الشمسية فى جميع أرجاء محافظة البحر الأحمر إلى أقصى الجنوب، بهدف الحد من الاعتماد على الطاقة الأحفورية، وما تقذفه فى أجوائه من انبعاثات كربونية مضرة تتسبب فى تلوث الهواء والماء والتربة، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة بما يرفع من أسهم البحر الأحمر السياحية، حيث رغبة السائح الدائمة فى البحث عن مناطق السياحة البيئية الأنظف، من ناحية أخرى مواكبة التطور العالمى فى الاعتماد على هذا النوع من الطاقة النظيفة. دور الصحافة وعن اهتمام الفعاليات بإبراز الدور الصحفى والإعلامى للمؤتمر يقول الدكتور سيد طه، نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وشئون البيئة: حرصت إدارة الجامعة على أن تكون المحاضرة الرئيسة للمؤتمر عن دور الصحافة فى خدمة قضايا البيئة بالجنوب، وفيها تم تقديم رصد لحالة البيئة فى الجنوب من خلال معايشة حية على أرض الواقع من صفحة البيئة بالأهرام لكل مجالات البيئة بجنوب الوادى. وتزخر محافظة البحر الأحمر، بحسب الصفحة، بمحميات الدبابية وسالوجا وغزال ووادى العلاقى وجزر نهر النيل وجبل علبة والجزر الشمالية للبحر الأحمر ووادى الجمال، إضافة للثروات الطبيعية كالذهب والفوسفات والجرانيت والرخام وغيرها. وبرز من خلال صحافة البيئة أيضا أهمية التغلب على التلوث الصناعى للكثير من الصناعات القائمة بها، أما أهم توصيات المحاضرة فهو الترويج للسياحة العلمية الجيولوجية لقطاع الدبابية الجيولوجى، حيث قدمت تلك المحاضرة عرضاً لهموم البيئة الجنوبية. 4 محاور وتحدث الدكتور إبراهيم دسوقى، رئيس المؤتمر عن الأبحاث التى تناولتها محاوره فقال: من خلال أربعة محاور رئيسية احتضنت 64 بحثا ودراسة علمية، تم فى محورها الأول مناقشة جميع أنواع التلوث البيئى، سواء كان بالهواء أو الماء أو التربة أو الغذاء أو الملوثات الأخرى. وأضاف أنه فى المحور الثانى تمت مناقشة التصرفات البيئية الخاطئة فى الحياة العامة، وكيفية تلافيها، فيما تناول المحور الثالث تكنولوجيا معالجة المخلفات البيئية، بينما تناول المحور الرابع السياحة البيئية، وأهم المقومات التى تجعل منها سياحة مستدامة، تتحقق فيها عوامل التوازن بين تحقيق الاستدامة، وتعظيم العائد القومى منها، مع عدم الإضرار بالتراث الطبيعى الجاذب لها. من جهته، طالب الدكتور محمود خضارى، نائب رئيس الجامعة الأسبق، بضرورة أن يقوم المسئولون وصناع القرار بدراسة كل التوصيات التى أوصت بها الفعاليات لأنها توصيات تخدم البيئة بالفعل فى الجنوب بصفة خاصة والبيئة المصرية بصفة عامة، فهى تقدم حلولا عملية على أسس علمية سليمة للكثير من المشكلات البيئية، خاصة فيما يتعلق بالمخلفات والملوثات، وتقديم الحلول العلمية لمشكلات البيئة.