انتظر عند حافة النهر حتي تأتيك جثة عدوك حكمة صينية قديمة حرفها المسئولون الصينيون في آخر أزماتهم مع الغرب بإرسال عدوهم حيا الي الجانب` الاخر من المحيط . كانت مفاجأة تعبر عن تغير في طريقة التعامل مع قضايا معارضة النظام عندما وافقت السلطات الصينية علي رحيل الناشط الصيني الكفيف شين جوانجشينج إلي الولاياتالمتحدة في أعقاب الأزمة التي نشبت عندما لجأ شين نهاية الشهر الماضي إلي السفارة الأمريكية في بكين وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بإمكان الناشط الصيني تقديم طلب للتوجه للدراسة في الخارج ممهدة بذلك الطريق أمام حل القضية. في مانهاتن وفرت الحكومة الأمريكية علي حساب دافع الضرائب وحدتين سكنيتين احداهما لشين والثانية لفريق حراسة. قضية شين تم التعامل معها من جانب الاعلام الغربي باعتبارها المسمار الاخير في نعش النظام الصيني وتصدرت أغلفة مجلات تايم ونيوزويك و ايكونوميست. تلك المسألة كانت مثالا علي التراشق بين الصين والغرب بزعامة أمريكا حول ملف حقوق الانسان والذي عقدته مشكلة الصعود الاقتصادي للتنين الصيني الذي جمع بين نظام الحزب الشيوعي واقتصاد السوق مع ماصاحب ذلك من مشكلات فوائض التجارة لصالح الصين التي تحقق نموا وصل في ظل الأزمات العالمية الي8% متراجعا عن الأرقام المزدوجة للنمو وهو التراجع الذي رأت فيه وسائل الاعلام الغربية التي تمثل دولا منهوكة القوي اقتصاديا بداية النهاية للصعود الصيني. تقرير الخارجية الأمريكية الأخير عن حقوق الانسان الذي وصف الحالة في الصين بأنها سيئة جدا,.جاء الرد عليه من جانب المتحدث باسم الخارجية الصينية عنيفا حيث اعتبره تدخلا في الشؤون الداخلية للدول الأخري ومؤكدا ان الصين حققت تقدما ملحوظا في مجال حقوق الإنسان خلال30 سنة علي بدء عملية الإصلاح والانفتاح. وفي مقر وزارة الخارجية الصينية حيث التقيت مع السيد ماجيشنج مسئول الاعلام رد علي الحملات الاعلامية الغربية بالقول ان الغرب صاحب السيادة في الكلام ويمتلك الميكروفونات الكبيرة وأن وسائل الاعلام الغربية تنشر الأكاذيب حول الصين. حافظت الصين علي نظامها السياسي وتمضي قدما في تحقيق معجزتها حيث تحولت الي مصنع العالم وتستقطب التكنولوجيا الحديثة من الشرق والغرب, ففي مدينة ووشيwuxi وهي مدينة سياحية مشهورة, تتمتع بوفرة من الموارد الطبيعية والمقاصد السياحية وتقع علي بعد1080 ك م من العاصمة الصينية بكين يوجد وادي سيلكون الشرق وتضم أكاديمية لصناعة تطبيقات وبرمجيات الانترنت ومجمعا صناعيا به67 شركة من أكبر شركات العالم. وتبلغ صادرات المنطقة100 مليارات دولار سنويا. المدينة عمرها3 آلاف سنة واشتهرت في الزمن القديم باسم المملكة الساحرة وكانت من أشهر مراكز الصناعات اليدوية في الصين. واحتلت المرتبة التاسعة من حيث الناتج المحلي وبلغت قيمة تجارتها72.4 مليار دولار. تلك نماذج من العمل الصيني الذي تعارف الناس علي تسميته بالمعجزة ولكنهم يتواضعون ويقولون ان الصين دولة نامية رغم أنه يكفي لاطلاق وصف المعجزة اطعام مليار و400 مليون فم وتصدير طعام الي الخارج. وعندما يتعلق الأمر بالغرب فإن الصين لاتنتظر جثة عدوها لأن الغرب يمثل أكبر سوق لمنتجاتها ولكنها تسعي الي علاقات وثيقة ليست علي حساب مبادئها ومصالحها, ونعود الي السيد ما جيشنج نائب مدير عام ادارة الإعلام بوزارة الخارجية الصينية الذي يقول ان الغرب المسيطر المتحكم يخشي من الصين المختلفة ايديولوجيا ولايعترف بمكان الصين في اقتصاد السوق حيث تم منع شركات صينية من دخول السوق الأمريكية ووصفوها بأنها اشتراكية كما يتم حرمانها من شراء الأراضي والاتحاد الأوروبي لايعترف بأن لدي الصين اقتصاد سوق. ورغم ذلك فإن الصين موجودة في كل سوق.