الشاطر زرع المستشار الأمنى لمرسى فى وزارة الداخلية لأخونتها عاصر أصعب فترة فى تاريخ مصر، فهو كان المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية فى حقبة حكم الإخوان التى شهدت العديد من جرائم الجماعة الإرهابية خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وما أعقبها من أحداث بعد ثورة 30 يونيو. إنه اللواء هانى عبد اللطيف المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية الذى فتح خزائن أسراره فى حوار شامل مع « الأهرام « تحدث فيه عن محاولات أخونة وزارة الداخلية، والشخصية التى زرعها خيرت الشاطر فى الوزارة لأخونتها، بداية .. كيف ترى الأحداث الأمنية فى مصر الآن ؟ كل المؤشرات تؤكد أن مصر بصدد موجة إرهابية تستهدف بث حالة من الخوف والاحباط داخل المجتمع المصرى من تمويل وتخطيط واختيار للأهداف، لتخويف الشعب المصري، كحادث الهجوم الإرهابى على كمين العجيزى فى مدينة السادات و محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق للتأثير على الأمن القومى المصري، و ضرب السياحة، والمعركة لاتزال مستمرة مع هذا الفصيل الإرهابي، إلا أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، واستعادة روح ثورة 30 يونيو وتماسك الجبهة الداخلية سيؤديان حتما ًإلى حسمها لمصلحة الدولة، فالمخطط بدأ فى أعقاب الثورة لإفشالها، وكانت أول موقعة فى هذا المخطط اعتصامى رابعة والنهضة للتمركز فى أكثر الأماكن حيوية فى القاهرة والجيزة لتعطيل مصالح المواطنين بخلاف ما حدث من جرائم قتل وتعذيب للمواطنين. حدثنا عن كواليس فض اعتصامى رابعة والنهضة .. وما حدث فى يوم 14 أغسطس ؟ عقب صدور قرار المستشار الشهيد هشام بركات النائب العام آنذاك بالتعامل الأمنى مع الاعتصامات وفقاً للدستور والقانون، تم تشكيل لجنة وزارية لإدارة الأزمة وكنت ممثلاً عن وزارة الداخلية فى هذه اللجنة، وكان من أهم قراراتها تأجيل عملية التدخل الأمنى إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر لعدم استغلال هذا الأمر من قبل العناصر الإخوانية والمتاجرة بهذه الأزمات فى وسائل الإعلام الأجنبية. وفى يوم 14 أغسطس بدأنا فى إلقاء البيانات التى تدعو الموجودين بميدانى رابعة العدوية والنهضة إلى الاحتكامَ لصوت العقل وسرعة الانصراف منهما مع التعهد الكامل بخروجٍ آمن وحماية كاملة لكل من يستجيب إلى هذه الدعوة وتم تجهيز أتوبيسات من هيئة النقل العام لنقل المعتصمين إلى محافظاتهم، وخرجت أعداد كبيرة منهم من الممرات الآمنة سالمين وبعضهم قال للضباط « إحنا اضحك علينا .. وتركونا وهربوا» ويقصدون قيادات الاعتصام الذين هربوا عند بدء عملية الفض وقد تدرجت عمليات فض الاعتصام بين التحذير عبر مكبرات الصوت، ثم استخدام المياه ثم قنابل الغاز المسيلة للدموع، إلا أن عناصر الجماعة الإرهابية داخل الاعتصام بدأت بإطلاق الرصاص والمولوتوف على القوات من داخل مسجد رابعة العدوية، وعدد من العمارات فى محيط الميدان مما دفع القوات إلى التعامل معهم وهو ما أدى إلى استشهاد وإصابة 64 من ضباط وأفراد الشرطة فى هذا اليوم على مستوى محافظات الجمهورية وماذا حدث بعد عملية الفض ؟ الإخوان حاولوا تكرار حريق القاهرة الكبرى فى يناير 1952 ، فقاموا بإشعال النيران فى الخيام الموجودة بالاعتصام، وحرق مسجد رابعة العدوية، ومحطة الوقود الموجودة بالقرب من الميدان،وحرق الكنائس وبعض المنشآت العامة وجرائم قتل لضباط الشرطة مثل مذبحة كرداسة التى راح ضحيتها لواءان وعقيد ونقيبان و7 آخرين من الأمناء والأفراد، واستمر هذا المخطط الذى كان يهدف إلى إدخال مصر فى نفق مظلم نحو 18 يوماً حتى يوم 31 أغسطس، وأسفرت تلك الأحداث عن استشهاد 114 شهيدا من رجال الشرطة وإصابة الآلاف منهم. هل كانت جماعة الإخوان تسعى بالفعل لأخونة وزارة الداخلية ؟ نعم كانت جماعة الإخوان تسعى لأخونة جميع مؤسسات الدولة، ومن بينها وزارة الداخلية، فكان القيادى الإخوانى خيرت الشاطر يدير تلك المرحلة وليس محمد مرسي، ويسعى بكل قوة إلى أخونة كل مؤسسات الدولة المصرية، ووضع فى وزارة الداخلية أيمن هدهد المستشار الامنى للرئيس المعزول محمد مرسي، ولكننا كنا على دراية بمخطط الإخوان، وذكاء اللواء محمد إبراهيم فى التعامل مع هذا الموقف حال دون ذلك وأوقف هذا المخطط.