الموصل مدينة متعددة الأعراق والطوائف والملل والنحل ولذلك فإن معركة تحرير تلك المدينة لا ينبغى بأى حال من الأحوال أن يهيمن عليها عرق واحد أو طائفة أو مذهب. ولكن ما يجرى فى العراق وضمن عملية إخضاع ذلك البلد لإيران والجارية على قدم وساق سواء عن طريق (جيش بدر) أو (تنظيم أبى الفضل العباسي) أو (حزب الله العراق) هو أيضا محاولة لتمكين إيران من الموصل لتصحيح المعادل الموضوعى الذى يحل مكان داعش فى كل مكان يجبر على الانسحاب منه ويتم استخدام قوات (الحشد الشعبي) المتكئة على فتوى آية الله السيستانى بالجهاد الكفائي، ولكن تلك القوات ارتكتب فظائع ضد السنة عند تحرير الفلوجة وجرف الصخر وبدا جليا أنها تعزز الطابع (المذهبي) على الطابع (الوطني) فيما تحرره من أراض وكأنها صارت قوات احتلال طائفي. الجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى والذى يقود عمليته فى الخارج (سواء فى سوريا أو العراق أو اليمن، كما حاول الجاسوس محمد مرسى الاستعانة به فى مصر.. يناير 2013 لبناء جيش وشرطة ومخابرات موازيين)، وقد كان ظهور الرجل فى العراق على عتبات معركة الموصل مؤكدا نيات إيران فى التمدد فى هذه المنطقة القريبة جدا من كركوك الغنية بالبترول، وكان وصوله إلى حدود نينوى إعلان إقالة فى حقيقة الأمر لقوات الجيش والشرطة العراقية أو إخضاعها لقيادته وهيمنة قوات الحشد أن سليمانى ليس مستشارا عسكريا لقوات الحشد بل للجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب بما يدعم فرضية أنه سيكون القائد الحقيقى لمعركة الموصل وبخاصة أن الحشد أقام معسكرا فى السليمانية بكردستان لتجهيز مقاتلى تلك المعركة وقد شارك حزب الله اللبنانى فى ذلك المعسكر، يعنى هناك تشييع لمعركة الموصل بما يعرض أبناء المذاهب الأخرى لنفس الأخطار التى تعرضوا لها فى الفلوجة، ولم تعد تركيا باختراقاتها للسيادة العراقية فى تلك المنطقة عامل توازن سنى لأن أنقرة مشغولة بجنون ومطاردة خصوم الرئيس العثمانلى أردوغان، وبقيت الساحة إذن لقاسم سليمانى وحده. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع