بعد تنازل أسرة المتوفاة.. إخلاء سبيل الطبيب المتهم في واقعة «مُسنة قوص» بقنا    الصين: ارتفاع إجمالي الواردات والصادرات السلعية بنسبة 2.5% على أساس سنوي    خلال إجازة العيد.. وقف أعمال حفر «خلسة» في مدن وقرى محافظة القليوبية (تفاصيل)    خبير عسكرى: إسرائيل اتخذت من 7 أكتوبر ذريعة لتنفيذ مخططاتها    ترامب: لولا إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس لكانت المدينة مُحيت تمامًا    «سرايا القدس» تعلن الاستيلاء على مسيّرة للاحتلال في شمال غزة    رئيس وزراء كندا: تحقيق معايير الإنفاق الخاصة بالناتو مطلع العام المقبل    الهلال ينهي صفقة جديدة قبل كأس العالم للأندية    لابورتا يحدد بديل ليفاندوفسكي    غلق منشأتين تجاريتين وضبط لحوم وأسماك فاسدة خلال حملات رقابية مكثفة بالمنوفية    جروح وسحجات.. إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بكفر شكر في القليوبية    «مش الحجة أفضل من المصيف؟».. إلهام شاهين ترد على متابعة انتقدت عطلتها الصيفية    بأنشطة في الأسمرات والخيالة.. قصور الثقافة تواصل برنامج فرحة العيد في المناطق الجديدة الآمنة    مستشار اقتصادي لترامب يتوقع تقدما سريعا بالمحادثات التجارية بين الصين وأمريكا    عاد للمرة السادسة.. كيفو يكمل قصته مع إنتر في كأس العالم للأندية    «التعاون الخليجي» يبحث مع «منظمة الدول الأمريكية» تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري    محافظ الدقهلية بعزاء شهيد الشهامة: الفقيد رحل لكن بطولته ستبقى خالدة    لعب في برشلونة وتعلم 4 صفات من «الزعيم».. من هو حفيد عادل إمام قبل زفافه المرتقب؟    لقطات من أولى حفلات أحمد سعد في الساحل الشمالي بعد عودته من الحج (صور)    5 أبراج معروفة بالالتزام وسهل تثق فيهم.. العقرب والسرطان فى المقدمة    هل تنتهي مناسك الحج في آخر أيام عيد الأضحى؟    الصحة: فحص 3 ملايين و251 ألف سيدة ضمن المبادرة الرئاسية ل «العناية بصحة الأم والجنين»    رايات خضراء وصفراء.. إقبال المصطافين على شواطئ الإسكندرية في آخر أيام العيد    حارس إسبانيول على أعتاب برشلونة.. وشتيجن في طريقه للخروج    مديرية صحة شمال سيناء تواصل تنفيذ خطة التأمين الطبي الشاملة خلال عطلة عيد الأضحى    هل الموز على الريق يرفع السكري؟    وكيل الشباب والرياضة بالقليوبية يشهد احتفالات مبادرة «العيد أحلى»    الصحة: حملات وقائية على المنشآت السياحية وأماكن تقديم الطعام خلال العيد بمطروح    موعد إجازة رأس السنة الهجرية.. تعرف على خريطة الإجازات حتى نهاية 2025    من الشهر المقبل.. تفاصيل زيادة الأجور للموطفين في الحكومة    مواعيد عمل المتاحف والمواقع الأثرية في عيد الأضحى 2025    خاص| محامي المؤلفين والملحنين: استغلال "الليلة الكبيرة" في تقديم تريزيجيه غير قانوني    انهار بهم سقف ترعة.. مصرع طفلة وإصابة والديها في حادث مأساوي بالمنيا    ما حكم صيام الإثنين والخميس إذا وافقا أحد أيام التشريق؟.. عالم أزهري يوضح    حزب العدل: انتهينا من قائمة مرشحينا للفردي بانتخابات مجلس الشيوخ    33 يومًا من الزهد الروحي.. رحلة صوم الرسل في الكنيسة القبطية    الدوائر الانتخابية لمجلس الشيوخ الفردي والقائمة بعد نشرها بالجريدة الرسمية    اعتماد كامل لعيادات الأطفال أبو الريش من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية    التضامن عودة أولي رحلات حج الجمعيات الأهلية من جدة 10 يونيو.. ومن المدينة المنورة 14 يونيو    الأربعاء.. عرض "رفرفة" ضمن التجارب النوعية على مسرح قصر ثقافة الأنفوشي    حقبة تشابي ألونسو.. ريال مدريد يبدأ استعداداته لكأس العالم للأندية 2025    ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع وشون الشرقية    دار الإفتاء تنصح شخص يعاني من الكسل في العبادة    التحالف الوطنى بالقليوبية يوزع أكثر من 2000 طقم ملابس عيد على الأطفال والأسر    تزامناً مع ترؤس "جبران" الوفد الثلاثي لمؤتمر العمل الدولي بجنيف.. 8 حيثيات تؤكد امتثال مصر للمعايير الدولية    الجامعات المصرية تتألق رياضيا.. حصد 11 ميدالية ببطولة العالم للسباحة.. نتائج مميزة في الدورة العربية الثالثة للألعاب الشاطئية.. وانطلاق أول دوري للرياضات الإلكترونية    متحدث حزب شاس الإسرائيلي: سنصوت يوم الأربعاء لصالح حل الكنيست    ترامب يتعثر على درج الطائرة الرئاسية.. وروبيو يتبع خطاه    د.عبد الراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "13 " .. حقيقة الموت بين الفلسفة والروحانية الإسلامية    دعاء الخروج من مكة.. أفضل كلمات يقولها الحاج في وداع الكعبة    الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بمبادرة الكشف المبكر عن السرطان    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الاثنين 9-6-2025 صباحًا للمستهلك    تراجع أسعار الذهب مع آمال التوصل لاتفاق تجاري بين أمريكا والصين    استعدادا لامتحان الثانوية 2025.. جدول الاختبار لطلبة النظام الجديد    إصابه قائد موتوسيكل ومصرع أخر إثر إصطدامه به في المنوفية    6 مواجهات في تصفيات كأس العالم.. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    الخميس المقبل.. ستاد السلام يستضيف مباراتي الختام في كأس الرابطة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



داعش التى بداخلنا !
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 08 - 2016

إن الإرهاب الذى يقاتله جيشنا المصرى فى سيناء منذ أربع سنوات وتقوده جماعة داعش وأخواتها، ليس هو فى تقديرى ز الإرهاب ز الأخطر، إنما الإرهاب الأخطر فى ظنى هو ذلك الذى فى أماكن ومواقف وسياسات أخرى لقوى وتيارات، تعمل بداخلنا، يقول ظاهرها أنها مع الدولة فى حربها ضد ز الإرهاب ز الذى فى سيناء ويقول فى باطنها أنها تؤدى إلى النتيجة نفسها التى تبتغيها داعش، استنزاف الوطن (جيشه وشرطته، إعلامه وقضاه، أزهره وكنيسته.. إلخ) فى معارك فرعية وتؤدى إلى الأهداف الداعشية نفسها ، هذه الفتوى توصف أحياناً ب(القوى المدنية) يعنى غير الدينية، وإذا أضفنا إليها قوى أخرى من اتجاهات دينية أبرزها الاتجاه السلفى لاتزال تمثل بفتاواها البيئة المفرخة والحاضنة لفتاوى داعش، .. ولنأخذ أمثلة :أولاً : كيف يتسنى لنا أن نفصل بين داعش التى تحرق المسلمين السنة وتفجر المسلمين الشيعة وتقتل المسيحيين كما فعلت مع المسيحيين المصريين منذ أكثر من عام مضى على شواطئ ليبيا وفصلت رءوسهم عن أجسادهم بعد أن كفرتهم، كيف نفصل كل ذلك عن تلك الفتاوى السلفية التى لاتزال قائمة ومنتشرة لدى العديد من التيارات السلفية فى بلادنا وفى دول الخليج، كيف نفصل موقفهم وفكرهم التكفيرى والسلبي تجاه (الأقباط المصريين) عن (فعل) داعش الدموى ؟! لنتأمل على سبيل المثال لا الحصر صحف ومواقع الدعوة والجبهة السلفية وحزب النور و(موقع أنا السلفى) وفتاوى ياسر برهامى وأبو إسحاق الحوينى ومحمد حسين يعقوب، سعيد عبد العظيم، التى لاتزال تحرم السلام على المسيحى وتحرم بناء الكنائس وتكفر من يهنئهم بأعيادهم وضرورة فرض الجزية عليهم، وتحرم توليهم للمناصب العليا فى البلاد، وكفر من يتناول طعامهم، وغيرها من الفتاوى التى تمثل زاداً فكرياً وفقهياً لداعش وأخواتها، تبرر من خلاله حرق وقتل المسيحيين، وقبلهم الشيعة والسنة ممن ليسوا على مذهبهم التكفيري الذى أسسته مثل تلك الفتاوى والأفكار الضالة !!. إن مثل تلك الفتاوى، التى لم يعتذر هؤلاء الشيوخ عنها حتى لحظة كتابة هذه السطور ولاتزال موجودة على مواقعهم وفى مساجدهم وعلى منابرهم التى لايزالون يبثون فيها ترهاتهم الخارجة عن صحيح الدين والمسيئة للنبى صلي الله عليه وسلم وللقرآن العظيم..
ثانياً : ثمة فريق داعشى آخر بيننا وإذا أردنا الإشارة بوضوح إليه، فإن من يقفون مع الغرب وإسرائيل، أو يتبنون مواقفهم تجاه مصر أو يتمولون منها ويوجهون مراكزهم وصحافتهم لنقد المواقف والسياسات جميعها خاصة ما يتعلق هنا بدور الجيش المصرى فى بناء الوطن دون تفحص وتمعن؛ يؤدون بذلك الرسالة نفسها التى تؤديها داعش التى فى سيناء. إن صحيفة خاصة على سبيل المثال، وغيرها دأبت على تبنى مواقف قوى عربية مناوئة لمصر وجيشها واقتصادها، تحت دعوى (الموضوعية) و(الحياد) ورغم محاولاتها ادعاء الوطنية فى بعض المواقف،فإن المجرى الرئيسى لرسالتها هو رسالة داعش نفسها؛ المتمثلة فى ملف الإرباك والفوضى والقلق وبث روح الإحباط والكراهية لدى جموع الشعب تجاه جيشه ووطنه، إنها ذات الرسالة التى تتبناها داعش التى فى سيناء، أو تلك التى فى ليبيا وسوريا والعراق؛ فباسم الحرية تشيع الفوضى، وباسم السبق الصحفى تزرع الإحباط والتفكيك، وباسم زالديمقراطيةس تمارس الاستنزاف المادى والروحى للبلاد . هذا لا يعنى أن الأمور فى مصر (عال العال) فمن المؤكد، أن بلداً مثل مصر، به مشاكل متراكمة ذ لأكثر من 40 عاماً يحتاج إلى إستراتيجية إنقاذ وطنى تتضافر فيها القوى وتتحدد فيها المطالب دون توسع وسوء تخطيط يؤدى إلى إهدار الموارد، كل هذا صحيح ولكن أن يتم إحباط الناس، وخلق القلق بداخلهم باسم حرية الإعلام، فإن هذا هو الهدف الأكبر لداعش التى تقاتلها!! . ثالثاً : خلاصة ما نريد قوله هو أن أخطر من داعش التى فى سيناء أو فى بعض بلادنا العربية، هى داعش التى تعيش بيننا سواء كانت دينية سلفية متطرفة وتكفيرية، أو إعلامية وسياسية (أحياناً علمانية) تذهب بنا إلى ذات المسار نفسه والمصير نفسه، مسار الهدم للوطن ومصير تفككه ورهنه لإسرائيل والغرب، هذا يعنى ببساطة ووضوح أن أى مواجهة لداعش المسلحة والقاتلة للأبرياء (داعش الخشنة) بمعنى أدق لن تنجح، دون مواجهة ل (داعش) ذات الفتاوى والصحافة والسياسة (داعش الناعمة)، بل لا نبالغ فى القول أنها باتت اليوم (2016) فى مصر وغالب بلادنا العربية؛ إن الفتاوى التكفيرية للتيارات السلفية ضد المذاهب الأخرى وضد المسيحيين، وإن بعض صحف رجال الأعمال المطبعين مع الإسرائيليين والهائمين عشقاً بهم؛ وبعض الهيئات والسياسات (التى تساير الأجنبى) تمويلاً وتكفيراً؛ لهى البيئة الحاضنة لداعش التى فى سيناء، ولن تستقيم أو تنجح (للأسف) عملية المواجهة الدائرة اليوم، دونما الاستدارة والمواجهة بقوة المنطق والسياسات وليس الأمن وكتم الأصوات، مواجهة قوية لتلك الحاضنة الخطرة والدائمة لداعش التى بداخلنا، تلك مسئولية المثقف والمجتمع قبل ان تكون مسئولية الدولة.
لمزيد من مقالات د. رفعت سيد أحمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.