هذا الصيف شنت بعض الدول الأوروبية حربا شعواء على البوركيني أو بكيني المسلمات (ما يعرف بالمايوه الشرعي)، ولم تسلم المسلمات من فرض الحظر عليهن حتى في أبسط حقوقهن الشرعية، وهي أن تستمتع بما خلقه الله من جمال في الحياة وتمارس هذا النوع من الرياضة بأريحية.. وكل ذلك لأن شكلهن بهذا اللباس لم يعجب الخواجات.. فمنظرهن كما يقول بعض الأوروبيين يشوّه الشواطئ، ويعد متنافيا مع القواعد العامة لبلادهم التي تتصف بالعلمانية! في فرنسا، اتخذت سلطات مدينة "كان" يوم الجمعة الماضي، قرارا بحظر ارتداء البوركيني على شواطئها. ووفقا لقرار ديفيد ليسنارد، عمدة هذه المدينة الواقعة في الريفييرا الفرنسية، "يمنع دخول أي شخص لا يرتدي ملابس سباحة تحترم التقاليد العلمانية، إلى كافة الشواطئ ومواقع السباحة". وأشار ليسنارد إلى أن العلمانية هي إحدى القيم الأساسية للجمهورية الفرنسية. وفي السياق ذاته، أعلن ليونيل لوكا، عمدة بلدة فيلينيوف لوبيت الفرنسية، يوم السبت 13 أغسطس، حظر ارتداء البوركيني على شواطئ البلدة الواقعة في منطقة بروفنس ألب كوت دازور. وأشار لوكا، في تصريحات صحفية، إلى أنه اتخذ هذا القرار استجابة لملاحظات مواطني البلدة، قائلا: "تلقيت إبلاغا بزيارة أحد شواطئنا من قبل زوجين، وكانت الزوجة تسبح وهي ترتدي لباسا، اعتبرت أن هذا أمر يجب منعه هنا لأسباب صحية، وكذلك لأنه غير مناسب، أخذا بعين الاعتبار السياق العام الذي حصل فيه هذا الحادث".. ويقضي نص الوثيقة بفرض حظر على زيارة الشواطئ من قبل "الأشخاص الذين لا يرتدون ملابس ملائمة تتوافق مع مبادئ الدولة العلمانية وعاداتها". إذن، اعتبر عمدة فيلينيوف لوبيت، أن مجرد ارتداء هذا النوع من اللباس يعد حادث، فيما ترتدي نساءهم ما يشبه هذا اللباس أثناء رياضة الغطس في مصر وفي أي مكان في العالم، لكنه في هذا المعرض بالطبع، يكون ارتداءه صحيا وغير مشوه للناظرين!! وبالتالي، أصبحت فيلينيوف لوبيت، ثاني مدينة فرنسية يمنع فيها ارتداء البوركيني على الشواطئ. وعلى صعيد آخر، كان مجلس ولاية "النمسا السفلي" قرر منع النساء المسلمات من ارتداء ملابس السباحة الخاصة بالمحجبات، في أثناء دخول المسابح في مدينة "هاينفيلد". وأصدر مجلس الولاية قرارا بمنع ارتداء "البوركيني"، بدعوى جعل المسابح صحية أكثر!! وهنا لا أفهم الضرر الواقع جراء ارتداء هذا النوع من الملابس على الصحة؟؟؟ ومن ناحيته، أعرب رئيس بلدية هاينفيلد "ألبرت بيترلي"، عن تأييده لقرار المنع، مشيرًا أن ذلك جاء وفقا لقواعد السباحة في البلاد. و"البوركيني" كما سبق القول هو بدلة سباحة تغطي كامل الجسم ماعدا اليدين والقدمين ولاقت رواجا كبيرًا لدى المسلمات، وهي مطاطية بما يكفي للمساعدة في السباحة. من قلبي: أتعجب على هذه الدول التي تنادي بالحريات وحقوق الإنسان والأقليات وهم يتدخلون في أدق التفاصيل في حياة المواطنة المسلمة التي تريد ممارسة أبسط حقوق الإنسان في بلادهم، في حين أننا لا نفرض عليهم أي نوع من اللباس أو الالتزام بقواعدنا الشرقية في السباحة، علما بأن النساء الأوروبيات يستحممن في مياهنا وهن في بعض الأحيان شبه عراة تماما، ولا داعي لشرح تفصيلي للباس البحر الذي يرتدنه (إذا كان هناك أصلاً) منعاً للإحراج! من كل قلبي: يا نساء المسلمات من كل أقطاب العالم، سوا كنتن عربيات أو أوروبيات أو أمريكيات.. أهلا بكم للاستحمام في بلادنا بما يحلو لكم.. فمياهنا وشواطئنا الجميلة الخلّابة في شرم الشيخ ودهب والغردقة ومرسى علم مفتوحة كالسماء لممارسة هذه الرياضة دون حظر أو فرض أي قيود على من يمارسها! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن